الشهيد ياسر عرفات .. تاريخ نضالي حافل بالتضحية والصمود

بي دي ان |

12 نوفمبر 2020 الساعة 02:48ص


في مثل هذا اليوم الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2004، أعلنت السلطة الفلسطينية عن استشهاد الرئيس الفلسطيني "أبو عمار"، رحل " الياسر" في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها شعبنا وقضيته التحررية، سيظل تاريخ استشهاده ذكرى حزينة واليمة للشعب الفلسطيني ومحبيه.

على هذا النحو، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين، لكن عمله الوطني الشريف ما زال راسخا لدى أبناء شعبنا وقيادته.

من هو قائد الثورة الفلسطينية 

ولد الرئيس الراحل ياسر عرفات في القاهرة لأسرة فلسطينية، اسمه كامل هو محمد عبد الرحمن بن عبد الرؤوف بن عرفات القدوة الحسيني، وعلى الرغم من تركه لأسماء عدة، احتفظ باسم عرفات لدلالاته في الإسلام، شبهه باسم جبل عرفات، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد.

أنهى الراحل عرفات تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته وفي سن السابعة عشرة من عمره قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليًا)، فدرس الهندسة المدنية، وفي أثناء حرب 1948 ترك عرفات الجامعة، وذهب إلى فلسطين مع غيره من العرب وسعى للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل، وبعد ذلك حارب مع الفدائيين الفلسطينيين، ولكنه لم ينضم رسميا لأي منظمة.

قدم الراحل عرفات على طلب للحصول على تأشيرة من الكويت، وحصل على التأشيرة وسافر إلى الكويت وعمل مهندسًا معماريًا، وقابل في الكويت اثنين من أصدقائه وهما عضوان فلسطينيان من جماعة الأخوان المسلمين في مصر، وهما صلاح خلف أبو إياد، والثاني هو خليل الوزير" أبو جهاد" ، وأصبح الاثنان فيما بعد ذراع عرفات الأيمن.

اعماله الوطنية النضالية 

شارك الراحل عرفات مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة.

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".



وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد الراحل عرفات خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة.

وأخذ الرحل عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، أطلق الراحل عرفات في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط. 

ووقّع الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول، حيث عاد عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين. 
وانتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية عام 1996في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الحين مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية. 
حصاره 

وقامت إسرائيل بمحاصرة الراحل عرفات ومرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية داخل مقره في المقاطعة برام الله، وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي مقره، بينما كان عرفات صامدا بمواقفه بدأ يتقاطر عليه مئات المتضامنين الدوليين المتعاطفين معه.
تعرض الراحل عرفات من قبل الإدارة الامريكية والإسرائيلية لحمله لإبعاده عن السلطة الفلسطينية، بزعمهم تحمله مسؤولية ما وصلت اليه الراضي الفلسطينية من ندهور.

وفي 2002 طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة، وبسبب الضغط الدولي اضطر عرفات للتنازل عن بعض صلاحيته لرئيس الوزراء محمود عباس.في ذلك الوقت