نوفمبر الشهداء .. في ذكري إستشهاد ياسر عرفات ما زال تراجعناً قائماً

بي دي ان |

10 نوفمبر 2020 الساعة 05:54م

ستة عشر عاماً من الغياب لم تغادر مخيلتنا صورته وهو مرتدياً بزته العسكرية المتواضعة وكوفيته التي أصبحت رمزاً فلسطينيا فحول هوية شعبه الى رجل عظيم، ‏هو أصل الحكاية وبطلها  الذي إستطاع حمل غصن الزيتون و البندقية وإتقان إستخدامهما معاً لصالح القضية الفلسطينية . بملامح ودبلوماسية فطرية وبساطه منقطعة النظير منذ لامست روحه أجواء الحياة دخل هذا القائد الصنديد إلى قلوب أبناء شعبه ، وتربع على عرش العمل الثوري والنضالي والعسكري والسياسي وتميز بكاريزما قيادية إستثنائية ليصبح معادلة رمزية صعبة على كل كافة المستويات الجماهيرية والتنظيمية والسياسية محلياً وعربياً ودولياً. فكان يتقن فن الدبلوماسية وفن الحرب فتاره يستلم جائزة نوبل للسلام وتارة أخرى يعلن عن انتفاضة الهبة الشعبية لنصرة المسجد الأقصى.

ياسر عرفات هذا القائد الملهم الذي لا يفيه حقه أجمل الكلام لأنه كان الحقيقة التي غابت عن حياة من يحتاجونه ، هو الروح الوطنية والمعنوية والصمود والمواجهة والأسطورة التي لم تكن خيالاً بل حقيقه ولم يعرف البعض قيمتها إلا بعد غيابها .السؤال الذي يطرح نفسه علينا بعد كل هذه السنوات من الغياب ألا يستدعى ما وصلنا اليه من حالة التشتت والتراجع التي نعيشها أن نرتقى لمستوى الحدث في ذكرى إستشهاد شمس الشهداء أبو عمار لنعيد للبيت أركانه حتى نصبح أكثر صلابة أمام تلك المتغيرات الدولية التي تعصف بكل الواقع الفلسطيني وتأتى على كل إنجازاته التاريخية والمصيرية؟ 

ألا يستدعى ما وصلنا اليه من إنهزام دولي وإقليمي وعربي من قياداتنا الفلسطينية الوقوف أمام واقعنا والعودة خطوة للوراء من أجل البحث عن وحدة الصف الفلسطيني خصوصا في ظل إنتشار ظاهرة التطبيع العربية الإسرائيلية ؟
صدقاً إننا نعيش حالة خطيرة من الفراغ السياسي الذى وقعت به القيادة الهرمة بالتزامن مع إستمرار الإنقسام الفلسطيني وزيادة إستمرار الإنتهاكات الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني ، مروراً بتنصل أمريكا وإسرائيل من مسؤولياتها المتعلقة بعملية السلام والإعتراف بقيام الدولة المنشودة ودعم قرار الضم الذي جاء ضربة في خاصرة الشعب الفلسطيني، كل هذا الفقد الذي نعيشه يشعرنا بكم الحاجه الي القيادة الأولي التي منذ فقدها تراجعنا وانقسمنا ، نحتاج إلى الوزير وخلف والياسين والشقاقي والبهاء وحبش وابوعلى مصطفي وغيرهم من الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة شجرة الثورة فكانوا شموعاً تحترق لتُنير دروبنا ولم يكن يوما ليعجبهم ما وصلنا اليه من حال .

نحن نعلم جيداً أن شمس الشهداء وجميع شهداء الثورة الفلسطينية لم يكونوا شخصيات عابرة في مشوار النضال الفلسطيني خصوصا في ظل حرصهم الشديد على وحدتنا الوطنية والحفاظ على القرار الفلسطيني ووحدة صفه. 

ختاما..
للشهيد ياسر عرفات الجامع لشعبه في حضوره وغيابه الذي قال لنا يوم كنا تحت القصف الصهيوني وهو يعاني الحصار في المقاطعة " يا أهلي ... يا أخوتي ... يا أخواني ... يا أحبتي في بيت حانون ... في جباليا ... في مخيم جباليا ... في بيت لاهيا ... في تل الزعتر ... ومن رفح جراد إلى جنين جراد ...نحن شعب الجبارين وشعب الصامدين " الى من غادر حياتنا واقفاً وصامداً وعنيداً وعظيماً و شهيداً وجميلاً مودعاً رحمه الله عليك وعلي كل شهداء هذه الارض التي باركها الله