فايننشال تايمز: تطبيع عربي مع الأسد.. و"إسرائيل" تفضل بقاءه رغم حربها ضد حليفته إيران

بي دي ان |

25 نوفمبر 2021 الساعة 09:13م

قال المعلق ديفيد غاردنر في مقال بصحيفة “فايننشال تايمز” إن القادة العرب يدرسون فكرة التطبيع مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مضيفاً أنه يجري إعادة الأسد وبشكل تدريجي إلى المجتمع الدبلوماسي الإقليمي.

وأشار الكاتب إلى أن الأسد الذي عومل كمنبوذ لشنه حربا شاملة على شعبه في العقد الماضي، يعود ببطء إلى دبلوماسية المنطقة.

فرغم طرد سوريا من الجامعة العربية، إلا أن القادة العرب يتواصلون من جديد مع الأسد، الشخصية التي نظر الجميع إليها بغير المرغوبة والسامّة باستثناء الصين وإيران وروسيا.

وفي الشهر الماضي، اتصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي طلب قبل عقد من الأسد التنحي، هاتفيا به.

وفي هذا الشهر زار الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، دمشق واجتمع بالأسد.

وعبرت إدارة جو بايدن عن دهشتها وعدم موافقتها على تلك التحركات، في وقت حاول الأوروبيون الإمساك بأنوفهم تجنبا لشم رائحة “التطبيع” في العلاقات مع الأسد.

وتابع: لكن علينا تذكر أن الأردن والإمارات هما حليفان مهمان للولايات المتحدة وإسرائيل أيضا. وظلت الأخيرة تفضل بقاء الأسد في السلطة قريبا من حدودها التي لم تطلق منها ولا رصاصة منذ حرب عام 1973 وحتى بداية الحرب الأهلية في 2011.

ولا تزال إسرائيل تفضل هذا الخيار، حتى في ظل شنها حربا جوية وإلكترونية ضد سوريا والعراق وتستهدف إيران وجماعاتها الوكيلة مثل حزب الله.

ويناقش الكاتب أن الدافع العربي لترطيب العلاقات مع الأسد هو رد على “الهلال الشيعي” الذي حذر منه الملك عبد الله منذ عام 2004.

ويقال إن إيران تقوم ومنذ الغزو الأمريكي للعراق، ببناء شبكة تأثير حول الشرق الأوسط. وكان الغزو بمثابة هدية أمريكية للشيعة في العراق وإيران الذين سيطروا على بغداد.

ويرى غاردنر أن الإمارات تستخدم جاذبيتها القوية كسوق متقدم ومتوسع في الخليج للمساعدة على إعادة إعمار سوريا وشركات الإنشاءات لكي تقوم بها.

ولا تزال السعودية وقطر اللتان دعمتا المتمردين ضد الأسد حذرتان في مواقفهما حتى الآن. وبعد التخلي عن الدبلوماسية مع العراق، فتحت السعودية خطوط اتصال مع القادة العراقيين وبخاصة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي تحول إلى عراب السلطة بعد جولتين انتخابيتين وهزم جماعات إيران في العراق.

 وتزيد دول الخليج الضغط على لبنان ردا على سيطرة حزب الله عليه.

وعندما ينظر القادة العرب إلى طهران وهي تفتح ممرا من أراضيها على البحر المتوسط، وينظرون إلى اليمن فإنهم يشاهدون إمبريالية فارسية جديدة، وبنبرة تفوق شيعية مهددة، وهي نبرة لم يقض عليها السلوك الأمريكي الميلودرامي ولا القيود الاوروبية.

ومن الغزو الأمريكي للعراق في عهد جورج دبليو بوش، إلى استراتيجية “أقصى ضغط” لدونالد ترامب، ظهرت إيران الرابح الأكبر من المعركة الجيوسياسية في المنطقة. وفقدت الولايات المتحدة مصداقيتها، وخاصة في سوريا وكذا في كل المنطقة.

وكان فشل ترامب بالرد على الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على المنشآت النفطية السعودية في أيلول/سبتمبر 2019 نقطة محورية. وبعد مداولات ومفاخرة، توصل ترامب إلى أن السعودية هي التي تعرضت للهجوم وليس أمريكا.