ردود فعل حماس على العملية

بي دي ان |

22 نوفمبر 2021 الساعة 11:24م

لم اتفاجأ بردود فعل قادة حركة حماس على العملية الاستشهادية في باب السلسلة اول امس الاحد الموافق 21 نوفمبر الحالي، التي نفذها الشهيد فادي أبو شحادة – أبو شخيدم، رغم ان بعض الناطقين الإعلاميين للحركة تسابقوا على تبني العملية. لا سيما وان الرجل معروف بانتمائه لفرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين، وكونهم أرادوا التسابق في الحصول على السبق الإعلامي.
لكن قيادتهم كان لها رأي آخر، حيث صرح موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، ونائب رئيس الحركة في إقليم الخارج لوكالة "يني شفق" التركية اول امس الاحد بالقول " عملية القدس أضرت بجهود إحلال التهدئة والمفاوضات الغير مباشرة من اجل انجاز عملية تبادل الاسرى." وقال حسن يوسف، القيادي في الحركة، ان العملية اثرت سلبا على علاقة الحركة بالعالم، وستؤخر عملية إزالة صفة "الإرهاب عنها"، واما كتلة "راعم" في الكنيست الإسرائيلي، فرع جماعة الاخوان الجنوبية في ال48، فادانت العملية، ولم تتبرأ منها فقط. وكذلك صرح عدد آخر من قادتها جماعة الاخوان ضد العملية الاستشهادية.
وبالنتيجة يمكن الاستنتاج مما تقدم النقاط التالية: أولا تمت العملية بتخطيط وتنفيذ ذاتي، ولا علاقة لحركة حماس بها، حتى لو كان الشهيد فادي أبو شخيدم عضوا فيها؛ ثانيا تبرأ او ادانة العملية من قبل قادة حماس بشكل غير مباشر تؤكد انهم ارادوا ارسال رسالة للقيادة الإسرائيلية عدم مسؤولية الحركة عنها، وان الحركة متمسكة بخيار التفاهم والاتفاق المبدئي الذي ابرم بواسطة القاهرة بينها وبين القيادة الإسرائيلية؛ ثالثا جعجعة وديماغوجية وشعارات حركة حماس حول المقاومة، انكشف ظهرها لمن يريد ان يرى ويسمع، ويدقق في مسار فرع فلسطين في التنظيم الدولي للاخوان المسلمين؛ رابعا تهيىء الحركة نفسها للعب الدور السياسي المطلوب منها وفق المخطط الاستراتيجي الصهيو أميركي، وهو القيام بوظيفتها لتمرير بعض جوانب صفقة القرن من خلال المحافظة على امارة غزة، والتشارك مع الإدارة الاستعمارية (المدنية) الصهيونية في الضفة في إدارة الكانتونات المختلفة مع زعماء العشائر المتورطين تاريخيا في نموذج روابط القرى. لا سيما وان دولة الاستعمار الإسرائيلية ترفض من حيث المبدأ إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام1967.
اذا نحن امام الصورة الجلية والواضحة، التي لا تحتاج إلى مجهر او مزيد من التدقيق، وبالتالي على أولئك البسطاء من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس والا48 وفي الشتات والجاليات التروي والتمعن في مواقف قيادة فرع الاخوان المسلمين قبل ان يخرجوا للتهليل والصراخ في الشوارع. وأيضا على بعض الفصائل الوطنية التريث وقراءة اللوحة جيدا بعيدا عن النطنطة السياسية البهلوانية، والغرق في متاهة اللغة الشعاراتية الكاذبة، والصخب الصبياني. وياحبذا لو يعودوا لقراءة الف باء برنامج الاخوان المسلمين التاريخي من العام 1928 وما تلاها من سياسات وممارسات وانتهاكات خطيرة هددت السلم الأهلي في العديد من دول العالم العربي والاسلامي.
لا اتجنى على حركة حماس، ولا ادعي شيئا لا اعرفه، واحاول الاجتهاد والاستشراف في ضوء القراءة الموضوعية لسياق سياساتها وبرامجها المعلن منها والمخفي، لتوضيح الصورة للمواطن البسيط ولقوى ونخب الشعب الفلسطيني، الذين يعوموا على شبر ماء آسن. ومن عاش تجربة قطاع غزة قبل واثناء وبعد الانقلاب في حزيران / يونيو 2007 وعلى مدار الخمسة عشر عاما الماضية، كان الاجدر به ان يستخلص الدروس. لكن على ما يبدو ان البعض سقط من حيث يدري او لا يدري في مستنقع جماعة الاخوان، واطعم نفسه جوز فارغ، حتى لم يعد يرى ابعد من ارنبة انفه.
مرة أخرى أؤكد ان العملية بغض النظر عن خلفية الشهيد أبو شخيدم، لم تأتِ من فراغ، انما جاءت ردا على كل جرائم الحرب الإسرائيلية، وعمليات القهر والظلم والعنصرية والتطهير العرقي الاسرائيلية، التي لم تتوقف للحظة، ولن تتوقف ثانية ما لم ترتدع إسرائيل من خلال المنظومة السياسية العالمية عبر فرض العقوبات الاقتصادية والتجارية والأمنية عليها لالزامها بخيار الحل السياسي، بالتلازم مع تصعيد المقاومة الشعبية واشكال النضال الأخرى السياسية والديبلوماسية.
[email protected]
[email protected]