كسر القيد ونال الحرية بعد حياة سجنٍ غير عادية .. المحرر العجلة يروي تفاصيل أسْره

بي دي ان |

21 نوفمبر 2021 الساعة 11:55م

إن ما يدفع الفلسطيني الحر على تحمل التعذيب والصبر على ظلم السجان، أن حتمية التحرر ونيل حريتهم لا محال، في ظل المؤبدات والأحكام العالية، هناك أمل محقق ينتظرهم بالخارج، فالأيام والأعوام التي يقضيها الأسير، مثقلة بالتفاصيل تجره لاخفاء فرحته في آخر ليلة من السجن الظالم، حتى ينال حريته ويبقى قلبه حزين على إخوته داخل السجون.

الأسير المحرر وسام العجلة أحد المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 2005م، تم الحكم عليه 9سنوات تنقل فيها بين سجن السبع وريمون وهداريم وهولى كدار والنفحة والنقب وعسقلان.

 قال العجلة في حديث صحفي معه : "التحقت في صفوف كتائب شهداء الاقصى في بداية سنة 2000م ، لأدافع عن شعبي من جرائم الاحتلال ، وكنت مطلوباً للاحتلال الاسرائيلي 3 سنوات، فاعتقلت في 2/2/2006 على يد مستعربين من القوات الخاصة ، لأقضي 9 سنوات في الأسر وتم الإفراج عني عام 2015. 

وأضاف:" التحقت في السلطة عام 1999م، وكنت اذهب للعمل في بيت لحم عن طريق الممر الآمن قبل الانتفاضة، واداوم 21 يوم في الضفة وعشر ايام في غزة واعود وهكذا... حتى اغلاق معبر ايرز بعد الانتفاضة فبقيت هناك 6 سنوات حتى تم اعتقالي".

وتابع أن الطرق المتبعة عند الاحتلال في التحقيق الشبح، وسكب الماء البارد، والضرب المبرح على كافة انحاء الجسد، وخاصة الحساسة والأطراف، والتهديد بالقتل في حال الاصرار على عدم الاعتراف، والخنق بالأيدي والحبال، والترك على كرسي التحقيق لعدة أيام مكبل الأيدي والقدمين ومعصوب العينين. 

وحول طبيعة الاضراب عن الطعام داخل السجن، أوضح العجلة أن الاضراب يكون نتيجة رفض ادارة السجن لمطالب الأسرى ، فيبدأ تدريجياً عن طريق ارجاع وجبات الطعام، وعصيان خفيف، وفي حال استمرت الادارة بعدم الاستجابة ، يقرر التنظيم الدخول في اضراب الأمعاء الخاوية، موضحاً أن الأسرى يتهيأون له قبل أيام من اعلانه، عن طريق تخفيف الأكل، وشرب الحليب ليساعد في تنظيف الأمعاء. 

وذكر العجلة ان حجم المعاناة داخل السجون لا توصف، من اذلال وقهر أثناء الاقتحامات اليومية، والتفتيش العاري، والحرمان من أدنى الحقوق، ومنع الزيارات والرسائل والمرض والتعب أثناء الاضرابات عن الطعام، ذاكراً انه خاض الاضراب مرتين ، احداها في عام 2012م، ولمدة 28 يوماً رفضاً لمنع الزيارات.

ويذكر أنه رأى أسرى يتألمون مثل المريض بالكلى وسام راضي والمرضى بالسكري عاكف وعبد الرحيم أبو هولي وأسرى بحاجة لعمليات ومرضى بحاجة لنظارات طبية تجبرهم مصلحة السجون على دفع ثمن علاجهم إن وافقت مثل الأسير محمد أبراش من الضفة مؤخراً.

حول أثر خطف الجندي جلعاد شاليط..

 أوضح أن الأسرى الغزيين عوقبوا اثر اختطافه، بمنع الاهالي من الزيارة لمدة 6 سنوات، وبعد السماح للزيارات بعد تسليم جلعاد ، وافقت الادارة على الزيارات ، كل شهرين 45 دقيقة ، وكانت الادارة ترفض الملابس وشغلات كثيرة، مضيفاً أن مطالب الاسرى داخل السجن تكمن في زيارة الاهالي، والمراوح في الصيف، وتعديل الطعام، او طلب الاكل نيء وهم يقومون بطبخه.

وأردف العجلة في حديثه أن التعليم داخل السجون يتم عن طريق التنسيق بين وزارة الأسرى والتنظيم مع جامعة القدس المفتوحة فهي الوحيدة التي تقدم التعليم للأسرى وبالمجان، فيقوم التنظيم برفع أسماء الراغبين عن طريق الجوال، فيقوم الأسرى المتعلمين وحاملي الشهادات العليا داخل السجن بتعليم الملتحقين بالجامعة، فتقدم الامتحان داخل السجن، وتصحح ، ثم ترسل النتائج للجامعة. 

وقبل الإفراج عنه بأيام، وزع المحرر العجلة ملابسه الشتوية على أصدقائه الأسرى، فلا تزال إدارة السجن ترفض إدخال الملابس الشتوية، بينما سحبت الأجهزة الكهربائية من حجرات أسرى حركة "حماس"؛ لأنهم رفضوا مؤخراً سياسية التفتيش الليلي وضرب النوافذ.

وعبر العجلة عن سعادته وقت الافراج ، وأنه كان ينتظر هذا اليوم منذ لحظة الاعتقال الأولى، واصفاً أنه استُقبِل وسط حضور أهله وأصدقائه ورفاقه في حركة فتح، لكن فرحته كانت منقوصة وممزوجة بالحزن على رفاقه في القيد. 

وتزوج العجلة وكوّن أسرة وأصبح أب، فيقُصّ على أبنائه ويحدثهم عن فلسطين وعن حياته التي عاشها داخل السجون من قهر وحرمان، فيمارس حياته بشكلٍ طبيعي محاولاً الحفاظ على أسرته، آملاً أن يوفر لهم حياةً كريمة وسعيدة. 

وبين العجلة أنه بقي داعم للأسرى وناصراً لقضيتهم، وأنّه يشارك في الاعتصام والوقفة التضامنية الاسبوعية في مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة.