عقب استشهــــــاد الأسير "العمور"...هل سترّد الفصائل بغزة على الاحتلال؟ وما موقف حمـــاس من ذلك ؟

بي دي ان |

18 نوفمبر 2021 الساعة 05:28م

بعد الإعلان عن استشهاد الأسير الفلسطيني سامي العمور من مدينة دير البلح جنوب قطاع غزة، صباح اليوم الخميس، وتلكؤ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عدة ملفات تم الاتفاق عليها عبر الوسطاء، أبرزها ملف الإعمار، واستمرار انتهاكاته بمدن الضفة الغربية والقدس والمقدسات الإسلامية، هل ستتجه الأوضاع نحو مواجهة عسكرية في القطاع؟.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مصطفى الصواف، قال: وفقاً لاعتقادي فإن ما يجري من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وتلكؤه في إدخال أموال المنحة القطرية ومواد البناء، وانتهاكاته بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون واستشهاد الأسير سامي العمور، وما يحدث بمدينة القدس والشيخ جراح، كلها عوامل تفجير بين المقاومة وبين الاحتلال الصهيوني.

وأضاف الصواف في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، إذا استمر الحال على ما هو عليه لا مناص أمام الفلسطينيين إلا الرد على الاحتلال من خلال المواجهة والاشتباك.

وأوضح، أن طبيعة الرد تعود لتقديرات المقاومة، مشيراً إلى أن المقاومة لديها دراسات حول معرفة هل سترد بشكل عنيف أو بشكل متقطع أو تستخدم أدوات إنذار للاحتلال لإيصال رسالتها.

ولفت إلى أن الشهور الستة التي مضت، لم يحقق الوسطاء خلالها الشيء الكثير على كل الصُعد، وبالتالي صبر المقاومة على الوسطاء لن يطول كثيراً إلا إذا تحقق شيء من التي تطمح إليه المقاومة لأهالي قطاع غزة.

وأضاف، تبقى المحاولات مستمرة لتحقيق بعض الأهداف، لأن الدخول بمعركة جديدة سيوّلد مزيداً من المعاناة.

بدوره قال المحلل السياسي الدكتور حسن لافي، إن التحليق المكثف لطائرات الاحتلال هو نوع من أنواع إرسال الرسائل أو التفاوض عبر الميدان ما بين المقاومة والاحتلال.

وأضاف لافي في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، أن الاحتلال يريد تحقيق جميع ملفات قطاع غزة في رزمة واحدة، إعمار مقابل هدوء تحت شعار الأمن مقابل الاقتصاد، ولكن هناك عقبة حقيقية أمام هذا المشروع وهو ضعف الحكومة الإسرائيلية من خلال عدم قدرتها على الذهاب لإنجاز صفقة تبادل أسرى تلبي رغبات المقاومة، لذلك تتلكأ في هذا الموضوع لأنها لا تستطيع تسويق هذه الصفقة على جمهورها في ظل التناقضات الكبيرة داخل الائتلاف الحكومي والضغوطات الكبيرة خارجه.

وأوضح، أن إسرائيل ترسل رسائل إلى الإقليم، حيث أنه من المقرر أن يشهد 29 من الشهر الجاري عودة للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والدول الخمس، لذلك حجم المناورات التي تشهدها إسرائيل منذ الست شهور الماضية كبيرة وكثيرة وبالتالي أثر على زيادة المناورات الجوية التي تقوم بها لإرسال رسائل للولايات المتحدة لوضع المطالب الإسرائيلية بعين الاعتبار، وفي ذات الوقت ووضع الخيار العسكري على الطاولة في حال فشل المفاوضات.

وقال لافي: لا أعتقد أن إسرائيل وجهتها الآن التصعيد أو الحرب بالمفهوم الكبير، لأن هناك قوة كبرى في الإقليم مثل الولايات المتحدة وروسيا لا تريد فوضى كبيرة بل تريد الهدوء في المنطقة.

وأكد، أن موقف حركة الجهاد الإسلامي تجاه ملف الأسرى موقف وطني بامتياز، لافتاً إلى أن اعتداءات الاحتلال بحق الأسرى متواصلة في كل لحظة وليست بأوقات معينة، ولكن هذا الموضوع لا يمكن معالجته من خلال عملية عسكرية من قبل المقاومة، بل يتم معالجته من خلال استراتيجية وطنية ضاغطة على الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى عبر صفقات تبادل أو ضغوطات دولية أو ضغوطات من قبل الوسطاء.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسن عبده: لا أحد يرغب بالتصعيد سوى إسرائيل، مضيفاً: الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يعملون على تهدئة الأوضاع، وكذلك مصر تعمل وفق هذه الرؤية لتثبيت التهدئة، والفصائل الفلسطينية داخل غزة أيضاً غير راغبة بالدخول بمواجهة عسكرية جديدة، وترغب بإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.

وأكد عبده في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، أن الاحتلال هو الوحيد الذي يمكن أن يدفع نحو دائرة العنف والصراع خاصة من خلال مواصلة انتهاكاته بحق الأسرى والقدس والمقدسات واستمرار حصاره ضد قطاع غزة.

وأضاف، إسرائيل لديها كثير من الملفات التي تشغلها مثل ملف إيران وحزب الله اللبناني، لكنها ترغب بأن تكون البيئة الاقليمية مواتية لاستكمال مشروعها التوراتي على كامل فلسطين، وتريد تغيير طابع مدينة القدس والاستيلاء على المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات، وهذا بالتالي يصطدم مع الخطوط الحمراء الفلسطينية فيما يتعلق بالمس بالمقدسات الإسلامية.

وشدد على أن، استمرار انتهاكات الاحتلال بالقدس والمقدسات هذا ما يمكنه أن يفجر الأوضاع ويجعلنا جميعاً نذهب في مواجهة ليست فقط في قطاع غزة، بل في جميع المدن الفلسطينية والخارج كما شهدنا الأحداث التي جرت في شهر مايو الماضي.

وحول موقف حركة حماس في الرد على انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، قال القيادي في الحركة سهيل الهندي، إن خبر استشهاد الأسير سامي العموري تلقيناه بألم وحسرة كبيرة جداً، والذي استشهد نتيجة الإهمال الطبي.

وأضاف الهندي في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، نحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة تجاه اعتداءاته بحق شعبنا الفلسطيني وأسرانا داخل السجون، وشعبنا ومقاومته لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذه الممارسات.

وأكد، أن الفصائل الفلسطينية تنظر لهذا الأمر بخطورة كبيرة جداً، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تترك هذا العدو يستبيح أهلنا بالضفة وقطاع غزة وداخل السجون، لذلك هناك قراءة واضحة من قبل القيادة الفلسطينية والأجنحة العسكرية تجاه هذا الواقع الأليم.

وتابع الهندي، تلكؤ الاحتلال بملف الإعمار وعدم القيام بإعادة ما تم هدمه خلال العدوان الأخير، بلا شك يترك آثاراً سلبية على أهلنا في قطاع غزة، ولكن هناك دور كبير من قبل الأخوة المصريين والقطريين على أن تسير عجلة الإعمار بشكل سريع خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء، وهناك آلاف الأسر بلا مأوى.

وأشار الهندي، إلى أن الحركة لا تتخذ قرارها بشكل فردي، بل تعقد مشاورات مع الكل الفلسطيني والفصائل الفلسطينية، وبعد ذلك تتخذ قرارها الجماعي بالرد على الاحتلال.