في ذكرى الياسر.. يتجدد الميلاد

بي دي ان |

11 نوفمبر 2021 الساعة 09:27م

لم تكن ذكرى استشهاد ياسر عرفات، ذكرى عابرة في حياة الشعب الفلسطيني، وكأن الناس تحبس أنفاسها طوال العام لتنفث ما هو غصة في القلب والحناجر، لتبدأ الشكوى لروح الشهيد تارة، والندب تارة أخرى، ويبدأ الناس يتحدثون عن كابوس رحيل الرجل، وحالة اليتم التي أصابتهم بعده، وربما الضياع والتيه.

لقد ارتبط الشعب الفلسطيني بقائده بشكل استثنائي ومغاير لباقي الأنظمة العربية التي غالبًا ما تكون الفجوة كبيرة بينها وبين قائدها، فلياسر عرفات قصة وتفاصيل مختلفة، فكل خطوة لها معنى وكل قبلة رأس وكل حرف وتعبير وجه. 

لعله من الغريب بعض الشيء أن يعرف وطن من خلال رجل وهذا استثناء، كان الأوروبيون والأمريكان وغيرهم يعرفون فلسطين من كوفية أبو عمار، هذا الرجل صاحب مرحلتي الحرب والسلم.

كل الناس متعطشة لياسر عرفات، كم تضرعوا إلى الله أن يحفظ لهم الرجل، وكم ألف باك بكاه حين الوداع، وكأنهم يدركون جيدًا أن لا حياة بعده وكأنهم شاهدوا المستقبل، فتشبثوا فيه بقوة، وخوف من الرحيل، لكنه القدر الذي لا تقف أمامه قوة ولا إرادة شعب، وعلى مايبدو أن الشعب لايريد حتى اللحظة أن يستفيق من صدمة الرحيل وربما لا يريد، فالرجل كان  نعم الأب ونعم القائد والأمين والمناضل والثابت على الثوابت، كل الناس كانوا يناموا مطمئنين لكل شيء وعلى كل شيء، ويدركون أن أبا عمار لو موجود بيننا الآن لما كان هذا الواقع، ولما تجرأ خنجر مسموم أن يفوت ظهرنا، لو تحمل في طياتها ما لا ينفع قوله الآن ولن يشفع ، لكننا نهمس جميعًا في لحظات صدق أننا خيبنا آمال الرجل فينا بل ونحن من طعناه بالظهر، ولا أريد هنا أن نهمس لروحه ونقول له، لا تستمع لمعظم كلمات الرثاء فإن من أصحاب الكلمات تلك، من شقوا الوطن نصفين وشقوا معه أرواحنا وقلوبنا، يبقى الشهداء شاهدون على الأحياء وأبو عمار شاهد وشهيد على كل ما فعل السفهاء منا.

وفِي هذه الذكرى الدالة، كان لفريق "بي دي ان" الرأي الصواب حين تم الإعلان عن ميلاد هذا الموقع في ذكرى الخالد، لتقول لك يا ياسر، أبو عمار مسيرتك لن تتوقف والراية لم تسقط تلقفتها سواعد وقلوب وأنامل وأقلام صادقة نقية تفي بالوعد وتبقى على العهد وذات النهج، لتبقى فلسطين، كل فلسطين في القلب والهدف حتى الانعتاق. 

أبو عمار في ذكراك مولدنا، وفِي كل يوم يولد في هذا الوطن أحرارًا، قد نخفق قليلاً وقد نغفل أحيانًا لكن لا موت ولا غفلة تدوم، فهذا الشعب عرفاتي بالفطرة. 

لروحك السلام 
يا بطل الحرب والسلام