دراسة جديدة تظهر فوائد التدليك لعلاج الإصابات العضلية والتئام الجروح

بي دي ان |

03 نوفمبر 2021 الساعة 08:34م

توصلت دراسة جديدة إلى أن التدليك يساعد على شفاء العضلات المصابة والتئام الجروح بنحو أسرع.

ففي تقرير نشرته صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية، يقول الكاتب ريس بلاكلي إن الرياضيين هم أكثر من يعرف فوائد جلسات التدليك، فهي تساعد على الحدّ من الالتهابات وتحسين تدفق الدم وتخفيف آثار الشد العضلي بعد ممارسة التمارين العالية الشدة، لكن الدراسات العلمية لم تسلط كثيرا من الضوء على فوائد هذه الممارسة التي ظهرت منذ آلاف السنين.

وتُظهر الدراسة الجديدة أن التدليك يقضي على الخلايا الالتهابية في الأنسجة العضلية المصابة، وهو ما يساعد على الشفاء بنحو أسرع.

وبيّنت الدراسة أن التدليك أدّى أيضا إلى تكوين ألياف عضلية أقوى وهو ما يمهد الطريق -حسب الباحثين- لعلاجات أكثر فعالية في المستقبل.

ومن بين تلك العلاجات، عملية تدليك موجهة يمكن أن تساعد في إنعاش عضلة القلب لدى من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

نتائج الدراسة.

شملت الدراسة فئران تجارب تعاني إصابات عضلية، أخضعت لجلسات تدليك باستخدام روبوتات مصممة للغرض، وتمت الاستعانة بجهاز استشعار للموجات فوق الصوتية بهدف مراقبة كيفية تفاعل الأنسجة مع التدليك.

في الحقيقة، تتسبب التمارين الشديدة والقاسية في إصابة البشر بتمزقات صغيرة على مستوى ألياف العضلات، مما يؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي هو الالتهاب.

ويقول البروفيسور بو ري سيو من جامعة هارفارد، الذي قاد الدراسة، إن "كثيرا من الباحثين حاولوا دراسة الآثار المفيدة للتدليك والعلاجات الميكانيكية الأخرى على الجسم، ولكن لم يتم إجراء تلك الدراسات حتى الآن بطريقة منهجية وقابلة للتكرار. يُظهر بحثنا أن هناك علاقة واضحة جدا بين التحفيز الميكانيكي والوظائف المناعية".

و خلص سيو وزملاؤه إلى أن التدليك ضاعف معدل تعافي العضلات لدى الفئران، كما اكتشفوا أن المساحة المقطعية للألياف العضلية أصبحت أكبر، وذلك يشير إلى مدى تأثير جلسات التدليك.
دراسة جديدة تظهر فوائد التدليك لعلاج الإصابات العضلية والتئام الجروحالتدليك يمكن أن يساعد في إنعاش عضلة القلب لدى من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية (غيتي)

وقام فريق البحث بقياس مستويات المركبات المعروفة باسم "السيتوكينات" و"الكيموكينات" في عضلات الفئران، وأظهرت الدراسة انخفاض مستويات "السيتوكين" في العضلات المدلكة، كما أفرزت عددا أقل من العدَلات، مقارنة بالعضلات التي لم تخضع للتدليك، وذلك يعني أن التدليك يضغط بشكل فعال على العدَلات والسيتوكينات.

وبيّنت الدراسة أن العدَلات يمكن أن تضعف التئام العضلات، حيث قام الباحثون بزراعة العدلات في محلول خاص، واكتشفوا أن المواد الموجودة في المحلول -التي تفرزها العدلات- تعزز إنتاج الخلايا الجذعية السرطانية، ولكنها تستغرق وقتًا أطول حتى تنضج لتشكيل ألياف عضلية، ويعتقد الباحثون أن التدليك هو السبب.

وتقول ستيفاني ماكنمارا من كلية الطب بجامعة هارفارد إن "من المعروف أن العدَلات تقتل وتزيل مسببات الأمراض والأنسجة التالفة، ولكننا حددنا في هذه الدراسة آثارها المباشرة على الخلايا العضلية".

وتضيف أنه "على الرغم من أن الاستجابة الالتهابية مهمة لتجديد العضلات في المراحل الأولى من الشفاء، فإن من المهم أيضا علاج الالتهاب بسرعة لاختصار هذه المراحل".
المصدر : تايمز