الصبورة والطباشير والمعلم، كل هذه الأشياء لربما فقدت جزء من تأثيرها القوي على الطلاب واعتيادهم على الرتابة بالأساليب التدريسية حتى أصبحت شيء ممل بنظر أغلب الطلاب.

استطاع المعلم الفلسطيني لؤي الشيخ عيد، ابتكار أسلوب غريب وجديد من نوعه في تدريس طلابه داخل الفصل الدراسي، لكسر حاجز الممل لدى الطلبة من خلال توظيف شخصيته كمهرج لتعليمهم مادة اللغة الإنجليزية، التي تمكن من خلالها دمج الفن مع التعليم، لمواكبة التطور وتحسين أساليب التعليم التي تنفذ في جميع المدارس.

قال المعلم لؤي إن فكرة المهرج جاءته خلال مشاهدته فلما أجنبيا، كان يعرض مشكلة طالب غير مندمج في التعليم داخل الفصل بالمدرسة، حيث أن الوزارة حاولت أن تجد حل لهذا الطالب، قامت بإرسال مدرس تربية فنية إلى المدرسة على هيئة مهرج، من هذه اللحظة كل الطلبة انبهروا وتفاعلوا معه.

وأكد أن فكرة المهرج بدأت تدور في عقله، كي يقوم بتنفيذها في المدرسة عند بدأ العام الدراسي الجديد، خاصةً أن جميع الطلبة مروا في ظروف صعبة منها جائحة كورونا التي فرضت التعليم الالكتروني، الذي تسبب بتراجع مستوى الطلبة بشكل كبير، وهناك أيضاً طلبة الصف الأول حرموا من حقهم في الالتحاق برياض الأطفال، حيث أنه كانت نظرتهم للمدرسة كأنها كائن غريب.

وأوضح شيخ العيد أنه في البداية العام الدراسي توجه إلى أحد الفصول، وهو يرتدي زي المهرج، تفاجئ جميع الطلبة ولكن بعدها سادت السعادة على وجوههم، وبدأوا التفاعل والسباق على المشاركة في القراءة. 

وبين أن الطلبة أصبحوا ينتظرون حصة اللغة الانجليزية بفارغ الصبر، ولا يريدون أن تنتهي الحصة عند 45 دقيقة، بل دائماً يطالبون بإطالة وقت حصته.

وأشار شيخ العيد إلى أنه تعرض للسخرية والانتقاد من بعض زملائه على هذه الفكرة، ولكنه لم يتأثر أبداً بل أصر على مواصلة فكرته وإيصال رسالته، التي كانت هدفها تربويا ترفيهيا تعليميا وانسانياً.

وقال: "الإنجاز الأسمى هو رسم الابتسامة على وجوه أطفالنا من الناحية الإنسانية ومن الزاوية التعليمية أصبح الطلاب أكثر كفاءة بالتحصيل الدراسي وأيضا تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب نتيجة اتقانهم اللغة بالتحدث".

وتابع شيخ العيد "من الناحية التربوية نحن نعرف أن عقل الطالب لا يستطيع أن يستوعب 45 دقيقة كاملة من الدراسة فقمت بإعطاء المادة التعليمية على فترات يتخلل كل فترة لعبة تربوية وتعليمية لمدة دقيقتين كالرسم والغناء بالموسيقى".

وأكد أن فكرته بدمج التعليم بالفن والفكاهة يجعل الطالب محباً للمادة وتزيده من التفاعل داخل الفصل الدراسي، مطالباً أنه يجب دعمها وتشجيعها وتعميمها على جميع المدارس في قطاع غزة، نظراً لأنه تعمل على تطوير أساليب التعليم.

وناشد شيخ العيد وزارة التربية والتعليم بضرورة توفير منحة رسالة الماجيستير بدراسة التعليم والفن، من أجل تطوير ذاته في هذا الأسلوب، والعمل على نشره على جميع مدارس الوطن.