على شفا الموت.. الأسير القواسمة يواصل خوض معركة الأمعاء الخاوية حتى "الحرية الكاملة"

بي دي ان |

21 أكتوبر 2021 الساعة 12:53ص

عظامهم تُسحقُ داخل السجون، واعتقالهم يُجمدُ حياتهم ، ويعدمُ خططهم للحياة، وحالتهم الصحية تسوء كل يوم عن سابقه، ولكن الحاجة للحرية، مصدر القوة التي تجعل أسيرًا يمتنع عن الطعام والشراب لشهور، فالإضراب عن الطعام يعد سلاحًا رادعًا يستخدمه الأسرى الفلسطينيون ضد قيود السجان المحتل. 

ورغم تصاعد المخاطر على حياتهم، ومعرفتهم بالآثار الصحية السيئة، إلا أن سلاح أمعائهم الخاوية هو الخيار الأصعب والوحيد لمطالباتهم بحقوقهم الشرعية، أو لمواجهة اعتقالهم الإداري الذي يتمدد من دون تهم واضحة، مقابل ذلك يواصل الاحتلال تعنته ورفضه الاستجابة لمطلبهم.

 القواسمة على شفا الموت..


الأسير الفلسطيني مقداد القواسمة،" 24 عاما"، المنحدر من الخليل، يتواجد داخل قسم العناية المكثفة، في مستشفى "كابلان الإسرائيلي"، وهو مقيّد في سرير  من يده اليمنى وقدمه اليسرى طوال الوقت، ليس هذا فحسب فناقوس الخطر يحدق بحياته يومًا بعد يوم،  بجسده المتهآلك ؛ وبطنه الملتصق بظهره، وبفقرات عموده الفقري، التي يمكن رؤيتها بشكل واضح، وبنقصان حاد في وزنه وانخفاض  في معدّل نبضات قلبه، وضيق تنفسه وآلام جسده الحادة، وبعدم مقدرته على الوقوف، وبرؤيته الضبابية والآلام المستمرة في أمعاء جسده ورأسه وبطنه، فإنه لايزال مستمرا في إضرابه عن الطعام منذ 92 يومًا ضد الاعتقال الإداري، ويرفض تعليق إضرابه -الذي بدأه في 20 يوليو/تموز الماضي- إلا بعد قرار أكيد بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط .

ووفقا لعائلة القواسمة، فإنّ الأسير مقداد يعيش حالة صحية خطرة، وبدأ يفقد جزءاً من ذاكرته أيضاً، لكنّه مصرّ على مواصلة إضرابه عن الطعام رغم ذلك، حتى الإفراج عنه.

قهرٌ واضطهاد..

وتشير العائلة إلى أن القواسمي لا يزال أسيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي جمّد قرار الاعتقال الإداري بحقه في السادس من شهر أكتوبر/ تشرين الاول الجاري 

ووفقًا لقوانين الاحتلال، فإن إلغاء الاعتقال الإداري هو إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال والمخابرات (الشاباك) عن مصير وحياة الأسير القواسمي وتحويله إلى “أسير” غير رسمي في المستشفى ويبقى تحت حراسة "أمن" المستشفى بدلًا من حراسة السّجانين وسيبقى فعليًا أسيرًا لا تستطيع عائلته نقله إلى أيّ مكان، علمًا أن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض، وفقًا لقوانين المستشفى.

ولكن ثمن الحرية ثقيل..

هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تؤكد أن أطباء الاحتلال في مستشفى "كابلان" حاولوا تغذية الأسير مقداد القواسمة قسريًا، بالمحاليل والمدعمات، في محاولة لكسر إضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الإداري. 

وتوضح، في بيانها الصحفي، أن محاولة التغذية جرت للأسير القواسمة وهو مقيد بالسرير في قسم العناية المكثفة بمستشفى "كابلان" مساء أمس. 

وتشير "هيئة الأسرى" إلى أن ثلاثة سجانين يحاصرون الأسير القواسمة في غرفته بالمستشفى، ويتعمّدون تناول الطعام أمامه. 

زيارة استفزازية..

وفي ذات الوقت، تداول الإعلام العبري تسجيل مصور، في محاولة افتحام استفزازية من نائب إسرائيلي في الكنيست (البرلمان)، إيتمار بن غفير (من حزب "الصهيونية الدينية")، لغرفة الأسير الفلسطيني، في في مستشفى كابلان في إسرائيل. 

وأوضح الاعلام أن رئيس القائمة المشتركة العربية، في الكنيست، النائب أيمن عودة، عارض تلك الزيارة ومنعه من اقتحام الغرفة. 

كما أظهر المقطع المصور، تدافعا واشتباكا لفظيا بين النائبين. 

وكان المتطرف بن غفير قد أعلن في وقت سابق، أنه سيزور الأسير القواسمة، في المستشفى. 

وبحسب الموقع الإلكتروني للقناة السابعة، فإن بن غفير قال -باستهزاء- إنه سيحضر للمستشفى كي يشاهد "عن قرب معجزة الشخص (وصفه بالمُخرب) الذي لم يأكل منذ عدة أشهر وبقى على قيد الحياة".

تضامنًا مع الأسرى..

وبالتزامن مع ذلك، تضامن روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع الأسير القواسمة داعين إلى الإفراج عنه بأسرع وقت. 

وكتب مغرّدون  على "تويتر" أنّه "لم يبقَ شيء لقوله سوى الدعاء بالنصر والتثبيت"،  مؤكدين أن ثمن الحر ية غالٍ، والنصر آتٍ لا محالة.

وعلى مدار أيام وأسابيع، تستمر الوقفات تضامنا واسنادا للأسري المضربين عن الطعام، مطالبة بتفعيل الاتفاقيات الدولية من أجل توفير الحماية للأسرى.

حالة من الغليان تسود السجون.. 

وإن كان الأسير القواسمة يُصر على اضرابه لوقف انتهاكات الاحتلال بحقه، إلا أن حالة من الغليان تسود في سجون الاحتلال بين الأسرى جميعا، فغيره هناك 6 أسرى آخرين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، احتجاجا على اعتقالهم الاداري. 

أما عن عدد الفلسطينيين المعتقلين إداريا  داخل السجون الإسرائيلي يبلغ نحو 520 معتقلا، من بين نحو 4600 أسير. 

النصر آتٍ لآ محالة..

وليس سهلًا أن يتخذ الأسير الفلسطيني قرارًا بخوض معركة الأمعاء الخاوية، فهو يدرك تماما أنه دخل دوامة قد تفضي لأمرين لا ثالث لهما، شهادة أو حرية، ولكنه يحمل خلال معركته رسالة واحدة مفادها أنه وبأمعائه الخاوية يشكل " أن النصر آتٍ لا محالة، وبشرارة إضرابهم عن الطعام سيتحررون من قيود السجان المحتل "