هل نحن على أبواب ثورة فلسطينية مختلفة؟

بي دي ان |

14 أكتوبر 2021 الساعة 08:18م

"مش متذكر" جملة قالها الطفل "محمد المناصرة" أثناء تحقيق الإسرائيلين له، حين كان في الثالثةِ عشر من عمره، محمد منذ ذلك الوقت ما زال قابعًا خلف القضبان، حينها لم يتذكر شيئًا يقوله للعدو، فيما نحن لم ولن ننسى هذه الجملة التي هزت قلوب الملايين من البشر في شتى بقاع الأرض، والتي تصدر عن طفل مصدوم بموقفٍ تعرض له هو أكبر منه بكثير وأقسى من أن يتعرض له أي طفل في هذا العمر المبكر جدًا. 

جرائمُ العدو الإسرائيلي بحق أطفالنا القصر، والتي لم تكن آخرها، اعتقال ثلاثة أطفال أبناء أسرى أول أمس، للتحقيق معهم. 

جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا تعد ولا تحصى، فهي باتت تعيش مع المواطن الفلسطيني في كل مكان وتتدخل في أدق تفاصيله، إعدامات الفتيات بحجة الشبهات بدم بارد في شوارع الضفة والقدس، سرقة الأراضي وطرد المواطنين من أراضيهم وإجبار آخرين على هدم بيوتهم بأيديهم، العديد والعديد من المنغصات في شتى الأماكن ومختلف الوسائل. 

ورغم كل ذلك نحن ندرك أن عمق وجوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هي"القدس العاصمة ".

فالاستيطان والتهويد ووضع الجدر بين القدس وباقي المدن الفلسطينية، لعزلها وإقامة الصلاة من قبل الإسرائليين سواء صامتة أو "صارخة" فالنتيجة واحدة هي تجاوز كل الخطوط الحمر والبدء الفعلي بتقسيم القدس "الزماني والمكاني"، فيما نحن أصبحنا نسخة كربونية مما كنّا ننتقد ونستفز "جامعة الدول العربية"من حيث الاكتفاء بالتهديد والوعيد وإصدار البيانات . 

مهم هنا، وفِي حضرة القدس المسرى أن نعترف أن نضالنا أصبح باهتًا لا يليق بما تتعرض له القدس من انتهاكات فاضحة، وأن الفعل الشعبي ما بين الإنهاك والإحباط، والدبلوماسية الفلسطينية تغرد لوحدها مع إخفاق واضح وتأثير أقل القليل، وأن الانقسام أنهك الفلسطينين واستنزفهم حتى الرمق الأخير وأنه أعاق الكثير من الحركة والفعل الوطني وأنهك الأداء وقام بمفاعيل العدو وأكثر. 

لا شك أنها المرحلة الأصعب والأخطر ومرحلة "كسر عظم" لذلك نحن بحاجة أولاً لترتيب البيت الفلسطيني دون أي استعلاء أو تقزيم للحالة الفلسطينية، كذلك استغلال طاقات الشباب والسوشيال ميديا لتعزيز الرواية الفلسطينية، لنعيد للقضية الفلسطينية زخمها في الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية. 

يضاف إلى ذلك التنسيق والتشبيك مابين السفارات والجاليات الفلسطينة ومناصري القضية، لتعظيم الاشتباك من جديد، وفضح الممارسات الإسرائيلية. 

والنقطة الثانية والأهم هي تعزيز صمود شعبنا في كل أرجاء الوطن وتوفير مقومات هذا الصمود، إذ أن ذلك مهمة القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية، كونها مسؤولة عن الشعب الفلسطيني. 

كذلك مطلوب من حماس العمل على عودة القطاع لحضن الشرعية، خاصة بعد فشلها في إدارة الحكم بغزة ولأن هذا بلا شك "الانقسام" يعزز الفصل بين شقي الوطن، والذي هو بالأساس رغبة وإرادة إسرائيلية، فدعونا نفوت الفرصة على العدو ولنتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية في هذه المرحلة الحساسة والخطرة في تاريخ قضيتنا. 

ووجب أن يكون الشعب حاضرا في الخطوات التي تتخذ بحقه وحق قضيته فيكفي تهميشًا لشعبٍ هو بالأساس مصدر السلطات، لقد وصلت الأمور ذروتها في الظلم والقهر والفقر والتيه والتخبط وإذا لم يسعفنا الوقت ونبذل جل جهدنا لإنقاذ مايمكن انقاذه، فإننا على الأغلب على موعد مع ثورةٍ فلسطينية من نوعٍ جديد قد تأتي على الأخضر واليابس. 

الفلسطينيون جميعًا في حالة احتقان وعلى فوهة بركان، ووجب أن يكون هناك فعل حقيقي وخطط وبرنامج وطني نضالي واضح عله يسعفُ شيئًا من الأمر قبل فوات الأوان.