ما أسوأ أن تصبح الكوفية الفلسطينية عدوا!

بي دي ان |

24 سبتمبر 2021 الساعة 02:53ص

ما زالت الحالة الفلسطينية في أسوأ حالاتها لعله مؤسف بل ومحزن هذا الاعتراف الذي كان سببه واقع معاش منذ أكثر من خمسة عشر عاما، لم يفلح فيه الفلسطينيون ولا أصدقاؤهم الذين حاولوا جاهدين لملمة الحالة الفلسطينية التي برزت منذ الانقلاب الذي نفذته حركة حماس عام 2007، هذا الحدث الكارثي الذي خلف هذه الفرقة وهذا الشرخ في المنظومة الوحدوية التي لم يعتاد عليها الفلسطينيون خلال سنوات نضال طوال ، كان خلالها الهدف الوحيد هو العدو الإسرائيلي فقط. 

حادثة 2007 رسخت مفاهيم غريبة عن واقعنا وتسببت في ضرب العديد من ملامح ورموز الهوية الوطنية والتي نعتبرها من أخطر ما يمكن أن يصل إليه البعض في جملة مفاهيم خاطئة يراها المضللون صواب، وعودة للوراء  ومع بداية الانقلاب جاء مجموعة ودمروا الجندي المجهول وسط مدينة غزة، ولكل العارفين ماذا يعني التعامل مع رمزية الجندي المجهول بهذه الطريقة والتي لا أظنها تنم عن جهل فاعلها، ثم أنه لفترة طويلة تم منع السلام الوطني في المهرجانات والفعاليات وليس اخرها المشي بالأحذية فوق صور الياسر أبو عمار.

تفاصيل كثيرة وليس اخرها اقتحام بضع من شرطة حماس في غزة لجامعة الأزهر ومنع طلابها من ارتداد الكوفية الفلسطينية التي هي رمز لكل فلسطيني، وليس حركة فتح فقط، كما يظن مخطيء الظن وقاصري النظر.. كيف تجرأ البعض على مثل هذا السلوك الفاحش الذي يمس الهوية الوطنية الفلسطينية ؟ ألا يعرف الفاعلون المبغضون أن الفلسطيني في كل أرجاء العالم يعرف من كوفيته؟

 هذه الفئوية الضيقة وهذا الحقد المتوارث من أخطر ما يكون على جوهر قضيتنا الفلسطينية، لا بد من إعادة تشكيل الوعي الجمعي لدى فاقديه وليعلموا كيفية إعلاء الوطن على الحزب، والذي من المفترض أن يكون الحزب وسيلة للدفاع عن الوطن وليس الحزب هدف بحد ذاته. 

بكل الأحوال ما حدث بجامعة الأزهر من اعتداء على الطلاب واقتحام حرمة الجامعة ومنع ارتداء الكوفية بالجامعة، كل هذا ينم عن حالة افلاس سياسي وتخبط واضح ومحاولة لاعادة السيطرة بشتى الطرق غير المشروعة وغير المقبولة لدى مجتمعنا الفلسطيني والتي لا تليق بتاريخنا النضالي. مطلوب أن يقف الجميع أمام مسؤولياته لحماية حرمة وقدسية الجامعات والطلبة والعمل على تعزيز وحماية  الهوية الوطنية، ومحاسبة كل من يسيء.