34 دولة تقاطع مؤتمر دوربان المناهض لـ"العنصرية" بتحريض إسرائيلي

بي دي ان |

23 سبتمبر 2021 الساعة 03:57ص

قررت أربعٌ وثلاثون دولةً مقاطعةَ أعمال المؤتمر المنعقد في الأمم المتحدة بمناسبة مرور واحدٍ وعشرين عامًا على مؤتمر دَورْبِان في جنوب إفريقيا المناهض للعنصرية، حيث صدرت بعض القرارات المناوئة لإسرائيل وللصهيونية.

وأعرب سفير إسرائيل في الولايات المتحدة غلعاد أردان، عن ارتياحه، خاصة وأن عدد الدول المقاطعة للمؤتمر أصبح كبيرا أكثر من أي وقت مضى.

واعتبر أردان قرار الدول المقاطعة للمؤتمر أنه إنجاز إسرائيلي يثبت أن مؤتمر دَورْبِان لم يكن سوى حدث مشوب بمشاعر الكراهية واللاسامية. وقال إن القرار الصادر عن مؤتمر دَورْبِان لن يسهم في مكافحة العنصرية بل العكس.

ويشار إلى أن دولاً عربية واسلامية في مؤتمر دوربان الاصلي دعت إلى مقاطعة إسرائيل بسبب ما وصفته بالطابع العنصري لها وارتكابها جرائم حرب على حد مزاعم هذه الدول. 

ومن بين الدول التي قاطعت الاجتماع الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا.

يشار إلى أن المؤتمر العالمي ضد العنصرية 2001 المعروف أيضًا بالاسم دَورْبِان 1 عقد في مركز دربن للمؤتمرات الدولية في ديربان في بجنوب أفريقيا، تحت رعاية الأمم المتحدة في الفترة بين 31 أغسطس 2001 حتى 9 سبتمبر 2001.

ويواجه انعقاد مؤتمر "دَورْبِان " الرابع المقرر الأربعاء، 22 أيلول 2021، اليوم الثاني لانعقاد "المناقشة العامة" للجمعية العامة للأمم المتحدة ، والذي يحيي الذكرى العشرين لإعلان "مبادئ ديربان" في أيلول 2001، تحديات جمة في ضوء المقاطعة الأميركية والأوروبية تحت ذريعة أنه "معاد لإسرائيل".

كما أفاد موقع "واينت" العبري ان تل أبيب نجحت بإقناع أكثر من 31 دولة بمقاطعة مؤتمر "ديربان".

وذكر أن وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد، تحدث مع عشرات وزراء الخارجية من أنحاء العالم، وفي المقابل نفذت نشاطات ديبلوماسية غير علنية من قبل الموظفين في وزارة الخارجية، السفراء الاسرائيليين بأنحاء العالم والسفير الاسرائيلي في الامم المتحدة غلعاد اردان، وكانت النتيجة حتى اليوم ان 20 دولة اعلنت مقاطعتها رسميا للحدث وهي : الولايات المتحدة ، كندا ، أستراليا ، النمسا ، جمهورية التشيك ، المجر ، فرنسا ، بلغاريا ، كرواتيا ، إيطاليا ، قبرص ، اليونان ، رومانيا ، نيوزيلندا ، سلوفينيا وسلوفاكيا، 11 دولة تم اقناعها بالانسحاب لكنها لم تعلن رسميا عن قراراها، اضافة الى اقناع عدد من الدول المشاركة مثل بلجيكا بتخفيض رتبه الممثلين في المؤتمر.

وصرح يائير لابيد، :"على عكس الحكومة السابقة التي استسلمت أمام هذ المؤتمر، تمكنا من القيام بالمهمة وان نثبت ان العالم ليس الى هذه الدرجة ضدنا كما نعتقد".

وأضاف :"ان نصل إلى وضع فيه 31 دولة تقاطع مؤتمر ديربان دليل على القوة السياسية التي لم تكن موجودة منذ فترة طويلة، وان نظرية بيبي بأن الجميع ضدنا غير صحيحة".

كما قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة غلعاد اردان: "انا سعيد بأن الحملة التي قدناها ادت بأن الدول الغربية ترفض المشاركة بصورة نشطة وتعيين متحدث كبير من قبلها للمشاركة في هذا المؤتمر الحقير".

من جانبه، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منتصف أغسطس/آب 2021، مقاطعة الدورة المقبلة من مؤتمر "ديربان"، وبررت الرئاسة قرارها بـ"مخاوف تتعلق بمعاداة السامية".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقاطع فيها فرنسا المؤتمر، بل امتنعت عن المشاركة في نسختي 2009 و2011، بدعوى "الاحتجاج على التصريحات المعادية للسامية التي تم الإدلاء بها" في الدورة التأسيسة عام 2001.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان: إن القرار أتى "نظرا لسجل التصريحات المعادية للسامية التي تخللت مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية".

وادعت أن "من منطلق التزامها بعالمية حقوق الإنسان، ستواصل محاربة أشكال العنصرية، وستضمن عقد مؤتمر ديربان وفقا للمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة".

وفي 24 يوليو/تموز 2021، قالت وزارة الخارجية الألمانية: إن الحكومة الاتحادية لن تشارك في النسخة المقبلة من ديربان، مبررة ذلك بمخاوف من أن يتم بالمؤتمر "تجديد تشويه صورة إسرائيل".

وذكرت الخارجية الألمانية، أن "الحكومة الاتحادية قررت عدم المشاركة في مؤتمر هذا العام بمناسبة الذكرى العشرين على مرور ما أطلق عليه مؤتمر ديربان".

وعقدت لجنة ديربان لأول مرة، عام 2001 في مدينة ديربان في جنوب افريقيا بهدف اقامة مؤتمر عالمي ضد العنصرية، وكل خمس سنوات يقام مؤتمر مرتبط به خلال نشاطات الجمعية العمومية السنوية، وتعتبر اسرائيل نشاطات المؤتمر بأنها معادية لها نظرا لمهاجمة بيانه الختامي بصورة مستمرة لاسرائيل ودعوته لمقاطعتها.

يذكر أنه ومنذ المؤتمر الأول عام 2001 في ديربان بجنوب إفريقيا، والثاني الذي عقد عام 2009 بجنيف السويسرية، والثالث الذي عقد عام 2011 في مدينة نيويورك الأميركية، تقاطع إسرائيل وأكبر الدول الداعمة لها مؤتمر ديربان لتعرضها لانتقادات شديدة فيه، ولتبني المؤتمر ودعم القضايا الإنسانية الخاصة بالفلسطينيين والدول العربية الأخرى.

وقد اتسم المؤتمر الأول الذي عقد قبل أيام قليلة من هجمات 11 سبتمبر عام 2001، بجدل واسع وانقسامات عميقة حول قضايا معاداة السامية والاستعمار والعبودية، حيث غادرت الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى المؤتمر احتجاجاً على “نبرة الاجتماع المعادية لإسرائيل” في ذلك الحين، حيث هاجم الفلسطينيون والسوريون الكيان الصهيوني بشدة خلال المؤتمر الأول لمناهضة العنصرية في عام 2001، ووصفوها بأنها دولة عنصرية تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني، فيما قرر المؤتمر دعم قضية الفلسطينيين والعرب الداعمين لها.