تقرير.. إعادة إعمار غزة تصطدم بالكثير من العراقيل

بي دي ان |

15 سبتمبر 2021 الساعة 06:02م

تزايدت خلال الأونة الأخيرة التفاعلات السياسية المرتبطة بملف إعادة اعمار قطاع غزة، وهي التفاعلات التي تتواصل بلا توقف في ظل أهمية هذا الملف، الذي أصبح كابوسا يؤرق الكثير من العائلات الفلسطينية التي هُدمت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. 

وتتصاعد حدة هذه الأزمة مع رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تسهيل عملية الاعمار، تزامنا مع انشغال المسؤولين في غزة، في كيفية إدخال المنحة القطرية للأسر الفقيرة بالإضافة إلى صرف جزء منها للموظفين في القطاع، التي رفضت البنوك تحويل هذه الأموال، خوفا من العقوبات الأمريكية عليها،  بحجة تمويل "الارهاب". 

تركيز المفاوضات الغير مباشرة مع إسرائيل عبر الوسطاء الدوليين مؤخرا في كيفية صرف ملف صرف المنحة القطرية، زادت من عملية تعقيد ملف الاعمار، وهو ما دفع "بي دي ان" إلى أن تتوجه بالسؤال لعدد من المحللين الفلسطينيين، ممن تطرقوا إلى هذه النقطة. 

ويشير الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني العقاد، أنه ليس أمام الفلسطينيين في الوقت الحالي إلا التعقل والعودة لتحقيق تفاهمات العام 2017 القاضية بالشراكة السياسة على أساس التفاهمات والاتفاقات، والبدء بحل أزمات الشعب الفلسطيني، وأهمها أزمات غزة التي تتلقي ضربات موجعة وكبيرة من الاحتلال الإسرائيلي الذي يزيد فرض معادلات يدفع الشعب الفلسطيني جرائها الكثير من حياته وامنه وهدوئه. 

وأضاف العقاد: "مازالت إسرائيل تربط ملف إعمار قطاع غزة باستعادة اسراها وجثث جنودها، وهذا بات مستحيلا دون صفقة تبادل وخاصة أن المقاومة الآن وعدت الأسرى الأبطال بأدراج أسمائهم في أي صفقة تبادل قادمة وهذا عهد ستوفي به المقاومة. اليوم نائب وزير الجيش الإسرائيلي الون شوستر قال أن إعادة إعمار غزة مرهون بأحراز تقدم في قضية الأسرى والمفقودين المحتجزين في غزة ".

ويضيف العقاد "اعتقد أن ملف إعادة عمار قطاع غزة لم يصل بعد لطريق مسدود مادامت مصر تتواصل مع إسرائيل وحماس في غزة والسلطة في رام الله تحت هذا العنوان، واعتقد أن الطرافان باتت بينهم مقاربات كبيرة في هذا الملف بوساطة مصرية تسمح بالتوصل لصفقة ما في ملف الأسرى تتزامن مع السماح بإعادة إعمار قطاع غزة. 

وتابع، فلا اعتقد أن تستسلم مصر كطرف وسيط أو تسمح بالفشل، لأن هذا يعني فقدانها دور هام جدا في المنطقة تتطلع إليه الولايات المتحدة كدور يؤهل عودة الفلسطينيين والإسرائيليين لطاولة المفاوضات"، مضيفا أنه زيارة نفتالي بينيت جاءت لبحث التوصل لاتفاق بوساطة مصرية. 

وأختتم حديثه بالقول أن مصر تسعى بكل جهد لحل هذا الملف واعتقد أنها وصلت لتقدم كبير إذا ما كان ادراج أسماء أسرى نفق الحرية قد شكل عثرة امام انجاز الصفقة.

بدوره يشير الكاتب والمحلل الفلسطيني نظير مجلي أيضا في حديث لـ"بي دي ان" إلى أهمية ملف الاعمار، مشيرا إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة للغاية خاصة مع عرض وزير الخارجية الإسرائيلي لخطة خاصة لإعادة إعمار غزة، وهي الخطة التي كان عنوانها الرئيسي هو النهوض الاقتصادي مقابل التسهيلات الأمنية. 

وأوضح مجلي، أن هناك جهود إقليمية من أجل إنجاح هذه الخطة تشارك بها بعض من الأطراف العربية.