أيّ دور تلعبه دول الإقليم في ملف المصالحة الفلسطينية؟

بي دي ان |

27 أكتوبر 2020 الساعة 06:30م

تحدّثت تقارير إعلاميّة في الآونة الأخيرة عن الدّور الذي تلعبه بعض الجهات الخارجيّة في ملفّ المصالحة الفلسطينيّة بين حركتيْ فتح وحماس، وبالأساس دوْر دول الخليج ومصر من ناحية، ودور إيران وتركيا من ناحية ثانية.

يعتقد معظم المحلّلين السياسيّين وخبراء الشرق الأوسط أنّ القضيّة الفلسطينيّة محلّ صراع إقليميّ، حيثُ تتداخل فيها أطراف متعدّدة، ويحاول البعض أن يعزّز نفوذه في فلسطين من أجل دعم قوّته وسيطرته في منطقة الشّرق الأوسط. وقد تضاعف الجدل حوْل الدّور الذي تلعبه الدول والجهات الخارجيّة منذ استقبال تركيا للفصائل الفلسطينية بأنقرة قبل حواليْ شهر، حيثُ اعتبر البعض أنّ رعاية تركيا لمثل هذه المحادثات هو مؤشّر قويّ لتدخّل هذه الدّولة في مشروع المصالحة، ما جعل البعض ينتقد هذه الحركة السياسيّة التي أقدمت عليها فتح وحماس واعتبرها البعض مضرّة بالمصالح الفلسطينيّة نظرًا لاعتبارات عدّة. وقد علّق بعض المحلّلين واعتبر أنّ إقصاء مصر من محادثات المصالحة واختيار تركيا بديلًا عنها سيكون له أثر عميق في المدى البعيد على مصالح الفلسطينيّين في قطاع غزّة بالأساس، خاصّة وأنّ المتنفّس الوحيد للفلسطينيّين هناك هو معبر رفح المشترك بين غزّة ومصر، ما يجعل أيّ توتر بين مصر وفلسطين ينعكس مباشرة على مصالح الفلسطينيّين بشكل سلبيّ.

من ناحية ثانية، تحدّث أكثر من تقرير إخباريّ عن الدّور المتزايد الذي تلعبه إيران في الساحة الفلسطينية، وقد أكّدت بعض التقارير دعم إيران لمحادثات المصالحة وهدفها الرّئيسي من ذلك هو توسيع نطاق نفوذها الشيعي من قطاع غزّة إلى الضفّة الغربيّة، وقد ذكرت هذه التقارير أنّ إيران توظّف حزب الله لتعزيز تواجدها في لبنان وهي تقوم بالأمر ذاته مع حماس في قطاع غزّة، حيث يضغط نظام الملالي على حركة حماس عبر استعمال ورقة الدعم المادّي والعسكريّ لدفعها نحو هذا الاتجاه السياسيّ.

يُدرك المسؤولون السياسيّون برام الله خطورة التدخّل الإيرانيّ في الشأن الفلسطيني، ومن المرجّح أن يكون هذا موضوع جدل كبير بين فتح وحماس في الوقت الحاليّ، إلّا أنّه ومن الواضح أنّ منظمة التحرير الفلسطينيّة تقوم بمغامرة سياسيّة نظرًا لمحدوديّة الخيارات المتاحة أمامها.