سقوط الحركات الإسلامية هواية وذرائع أم فشل سياسي

بي دي ان |

10 سبتمبر 2021 الساعة 08:15م

بعد ما تعرّضت له المنطقة العربية في العام 2011 من ثورات أطلق عليها البيتُ الابيض الرّبيع العربي وما ترتّب عليها من تغيير على مستوى الأنظمة السياسيّة في تونس الخضراء وفي مصر الكنانة، وما حلَّ  بليبيا كاسرةُ أنف الطّليان، و كذلك سوريا قلب الشام  مِن قتلٍ وتدمير وتشريد وسقوط لأركان الدولة ، عصفت رياح الثورة بالمغرب فتحرّكت القيادة السياسية لإجراء إصلاحات سياسية لتنكأ عن نفسها آثار تلك العواصف والأعاصير، فكانت الانتخابات البرلمانية والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعيّة الإسلامية والمنبثِق عن حركات الإسلام السياسي والذي تمكن من حكم المغرب لدورتيْن انتخابيّتيْن  أبرز ما أنجز فيها وللأسف التوقيع على وثيقة الاعتراف بدولة الاحتلال على يد رئيس الوزراء سعد الدين العثماني حيث نراه يسقط اليوم سقوطًا مدويًا في الانتخابات البرلمانية في دولة المغرب دون مؤامرات أو دولة عميقة، ومن الملفت للنظر أنّ تيّار الإسلام السياسي الذي سيّطَر على المشهد السياسي في المنطقة العربية ووصل إلى سدّة الحكم في دول عديدة منها، نشاهده يتهاوى تباعًا وكأنَّما إعصار أتى عليهم فأهواهم في وادٍ سحيق، وهذه النهايات تثير كثيراً من التساؤلات حول أسباب فشل تيار الإسلام السياسي في الحكم هل هي أسباب خارجة عن إرادتهم كما يزعمون أم أنها أسباب تتعلق بالرُّؤى والمنطلَقات والممارسات السياسيّة؟، ولكنَّ الأهم من ذلك هل يمتلك هذا التيار الرَشادة والقدرة على المراجعة الحقيقيّة ونقد الذّات والإعلان عن الأخطاء والخطايا كخطوة متقدمة على طريق الانصهار مع الشعوب والتماهي مع آلامهم وآمالهم، والكفّ عن نهج التمايز وادعاء المظلومية التاريخية والتفتيش على القلوب والنوايا واحتكار الحقيقة المطلقة والبناء على جاهلية المجتمع والحكام، ومنح أنفسهم الحق في محاكمة الآخرين؟؟ أم سيستمر هذا الفشل إلى كل مكانة يتواجدون فيه فَيُنْزَعُ منهم السُّؤْدُدُ والمُلْكُ الذي هو عطاء السماء.