أنهار الديك بين العجز والأمل

بي دي ان |

02 سبتمبر 2021 الساعة 02:19ص

على مدار عقود طويلة ودائرة النضال الفلسطيني تدور بشكل مستمر متواصل دون أي توقف في مجابهة أسوأ وأشرس احتلال اعتاد على اغتصاب الحقوق وانتهاكها بلا توقف، الاحتلال الإسرائيلي الذي عرض ومازال يضرب بعرض الحائط بكل القوانين والقرارات الدولية التي أكدت على الحق الفلسطيني في الوجود وحقه في أرضه المسلوبة والتي هجره منها عدو يفتقد لأدنى ملامح الآدمية والقيم الأخلاقية. ويزيد من قذارة هذا العدو تعامله بكل دونية مع المواطنين الفلسطينين أصحاب الأرض، وقيامه بإعدامات مستمرة بحقهم واعتقالهم في ظروف غير آدمية قاسية بقسوة وجوده على أرضنا. 

أنهار الديك ليست الأسيرة الأولى ولن تكون الأخيرة في زنازين العدو الإسرائيلي، أنهار البالغة من العمر ست وعشرون عاما والتي تم اعتقالها في الثامن من آذار الماضي، في يوم يحتفل فيه العالم بالمرأة، يقابله عدو يمارس أسوأ أنواع العذاب بحق شابة في أجمل سنوات عمرها، وما يزيد صعوبة الأمر في حالة أنهار أنها حامل وعلى وشك الولادة، فأي قانون أو شريعة تترك إمرأة تلد في غرف الزنازين ؟ وأين مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات النسوية في كل بقاع الأرض؟  الذين يصدعون رؤوسنا وقتما شاؤوا وحسب القضية التي تأتي على هواهم، حتى المؤسسات الدولية هي في حقيقتها مغموسة بالنفاق والمصالح الدولية حين يتعلق الأمر بانتهاكات إسرائيلية، وتنطلق أصواتهم وتهديداتهم والوعيد حين بتعلق الأمر بانتهاك فلسطيني، حتى مؤسساتنا النسوية والمتظاهرون الذين يجوبون شوارع الضفة اتجاه بعض القضايا لم نجدهم يجوبونها في قضية انهار الديك.

لا شك أن هنالك قصور واضح من مؤسسات كثيرة وقوى وفصائل المفترض أن يتصدروا المشهد في قضية أنهار، دعونا نعطي الانسان قيمته وألا تكون أدميتنا رخيصة عند محتل يستضعف الضعيف ويخشى القوي، فهل سنجد الشوارع  والمدن مليئة ترفع صور أنهار وتصرخ بحقها وحق مولودها أن يكونوا على الأقل في ظروف صحية أفضل ؟ أسرانا وأسيراتنا في السجون الإسرائيلية دائما يتوقعون منا شراسة في الدفاع عن حقوقهم وحريتهم على كل المستويات المحلية والدولية، فهل سنكون عند حسن الظن وأمانة المسؤولية الوطنية والأخلاقية؟