فتح ما زالت هي الأولى

بي دي ان |

30 أغسطس 2021 الساعة 07:23ص

تعرضت حركة فتح لحملة عدائية متصاعدة منذ تأجيل الانتخابات العامة في أواخر إبريل الماضي، وإتسعت هذه الحملة المنظمة من قبل خصوم الحركة داخلياً وخارجياً تحت ذريعة أن "فتح" فقدت مصداقيتها وثقلها في الشارع الفلسطيني، وبرغم أن القيادة الفلسطينية أكدت بإستمرار أن سبب تأجيلها للانتخابات العامة هو إصرار حكومة الإحتلال الاسرائيلي على منع الانتخابات في القدس الشرقية على خلاف الإتفاقات الموقعة بين الجانبين، الا أن خصوم الحركة ما زالوا يروجون لفكرة أن السبب الحقيقي من وراء تأجيل الانتخابات هو ضعف شعبية حركة فتح وتراجعها أمام المنافسين. 

وجاءت إنتخابات نقابة المهندسين فرع فلسطين والتي ظهرت نتائجها الأولية البارحة لترد بقوة على خصوم الحركة وإدعاءاتهم المزيفة. حيث حصدت حركة فتح 11 مقعداً من مقاعد مجلس النقابة بينهم أمين السر ونائب النقيب، فيما لم ينجح تحالف الجبهة الشعبية- حماس الا بالفوز بأربعة مقاعد من بينهم النقيب وأمين الصندوق. 

في الواقع، تكتسب إنتخابات نقابة المهندسين أهميةً بالغةً، حيث أنها الأولى التي جرت بعد عملية تأجيل الانتخابات، كما أن انتخابات المهندسين تعكس في عضويتها الكبيرة مزيجاً ممثلاً لكافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني. وأخيراً، تكتسب هذه الانتخابات أهمية كبيرةً نظراً لوجود منافسة حقيقية بين قائمة حركة فتح "المهندس الفلسطيني" ، وقائمة "العزم" المدعومة من تحالف الجبهة الشعبية وحركة حماس. 

تضم نقابة المهندسين الفلسطينيين، التي تأسست عام 1963، في عضويتها قرابة 26 ألف مهندس ومهندسة، يقوم 11 ألفا و518 عضواً منهم بتسديد رسوم عضوية النقابة، ويحق لهم المشاركة في الانتخابات. وحسب النتائج الاولية، فان نحو 60% من المهندسين المسددين للرسوم شاركوا في الانتخابات. والجدير بالذكر أن غزة كانت غائبة عن هذه الإنتخابات بسبب قيود حركة حماس وممانعتها لعقد الانتخابات في غالبية النقابات في قطاع غزة. 

وتتمثل أهم الدلالات السياسية لنتائج إنتخابات نقابة المهندسين بالنقاط التالية: 

1- ما زالت حركة فتح تتربع على المسرح السياسي في الأراضي الفلسطينية، وأنها بجدارة تعتبر القائمة الأولى التي تستقطب غالبية الشرائح الاجتماعية والمهنية. 

2- إن معظم محافظات الضفة الغربية فتحاوية بإمتياز، حيث حسمت قائمة الحركة محافظات قلقيلة، طولكرم، طوباس، سلفيت، أريحا، رام الله، القدس، بيت لحم والخليل، بينما لم تنجح قائمة الشعبية -حماس الا في محافظتي جنين ونابلس. 

3- إن خسارة حركة فتح لمنصب النقيب لأول مرة في تاريخ إنتخابات نقابة المهندسين، يستدعي من الحركة القيام بمراجعة الأسباب من وراء هذه الخسارة، وذلك من أجل الاستفادة من النتائج والبناء عليها في الانتخابات القادمة. 

وأخيراً، وبرغم خسارة الحركة لمنصب النقيب، فقد تعاملت "فتح" بروح المسؤولية الوطنية مع نتائج الانتخابات، فقد باركت وعلى لسان الناطق بإسم الحركة أسامة القواسمي للمهندسة نادية حبش فوزها بمنصب النقيب، كما أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ عن سعادته بهذا العرس الديمقراطي مباركاً لحركة فتح إكتساحها لمقاعد النقابة ومباركاً في نفس الوقت للمهندسة حبش بفوزها بمنصب النقيب. ويبدو جلياً أن مثل هذا النهج يعكس اصرار حركة فتح على المضي قدماً في المسيرة الديمقراطية وتكريسها في مختلف الميادين، كما يعكس من جهة ثانية إستعداد الحركة لمبدأ الشراكة في العملية السياسية.