بيان للرأي العام حول أزمة مراكز التأهيل بسبب سياسة التقليصات التي تنتهجها الوكالة

بي دي ان |

16 أغسطس 2021 الساعة 06:49م

أصدرت لجنة التنسيق لمراكز تأهيل المعاقين في مخيمات قطاع غزة، اليوم الاثنين بيانا للرأي  العام حول أزمة مراكز التأهيل بسبب سياسة التقليصات التي تنتهجها الوكالة. 

وفيما يلي نص البيان كما وصل "بي دي ان"  نسخة عنه:-

إننا في مراكز التأهيل المجتمعي في مخيمات قطاع غزة قد عانينا وما زلنا نعاني الكثير من السياسات المُتبعة من قبل إدارة الأونروا تجاهنا، وبخاصة في برنامج التعليم والتأهيل للأطفال من ذوي الإعاقة.

لقد تحاورنا مطولاً - خلال السنوات الثلاثة الماضية - مع قيادات الأونروا، ولكن للأسف دون جدوى؛ وظلّت نفس القضايا والمشكلات العالقة كما هي، وفي كل جولة نُعيد تكرارها دون إيجاد حلول جذرية واضحة لمعضلة برنامج التعليم، الأمر الذي يُهدد استقرار العملية التعليمية.

وهنا، فإننا نؤكد من جديد على ضرورة التزام الأونروا بتقديم خدمات التعليم والتأهيل للأطفال اللاجئين من ذوي الإعاقة، بحكم ولايتها القانونية والإدارية. ورغم أن قيادات الأونروا تتبنى هذا المبدأ، وتؤكد التزامها «الأخلاقي» ومسؤوليتها «الأدبية» عن تعليم هؤلاء الأطفال، إلا أنها لم تقدّم لنا خلال العامين السابقين (فترة إدارة ماتياس شمالي) إلا الحد الأدنى من الدعم، وهو غير كافي لإنجاح العملية التعليمية، بينما تتحمل مراكز التأهيل على كاهلها كافة الأعباء؛ فهي تقدم خدمة التعليم والتأهيل للأطفال اللاجئين من ذوي الإعاقة نيابة عن الأونروا وعن المجتمع الفلسطيني بشكل عام. وحتى في ظل الظروف الصحية القاهرة التي عاشها قطاع غزة في ظل جائحة كورونا، فقد قدمنا في مدارسنا برنامجاً تعليماً إلكترونياً نموذجياً نفتخر به، وقد حاز على إعجاب المقيمين والمتابعين من داخل الأونروا وخارجها.

واليوم، ونحن على أعتاب العام الدراسي الجديد (2021 -2022)، فإننا - للأسف - غير قادرين على بدء العام الدراسي كما هو مقرر له (في 16 آب/أغسطس 2021). وبينما سيتوجه مئات الآلاف من الأطفال إلى مدارسهم، فإن أطفالنا من ذوي الإعاقة سيحرمون من العودة لمقاعد الدراسة أسوة بزملائهم من الأطفال بدون إعاقة، وهذا انتهاك واضح لأبسط حقوق الإنسان، ويتنافى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة التي أقرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وهنا فإننا نحمل الأونروا المسؤولية القانونية والأخلاقية عن عدم افتتاح العام الدراسي في موعده المقرر، والسبب في ذلك هو تلكؤ إدارة الأونروا وعدم وضوحها معنا في العديد من القضايا، منها: عدم تسديد الأونروا للدفعة المالية الثانية المتأخرة من الفصل الدراسي السابق (2020 -2021)، وشح المنحة المالية المقدمة من قبل الأونروا لمراكزنا فهي لا تكفي لصرف رواتب المعلمين - وهي بالمناسبة أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور (حسب قانون العمل الفلسطيني) - كما أن المنحة المُقدمة تغطي رواتب المعلمين لمدة 9 شهور فقط خلال العام، والأصل أن تغطي 12 شهر في العام، بالإضافة لمكافأة نهاية الخدمة، وغيرها من الإشكاليات العالقة.

لقد خاطبنا الزملاء في إدارة الأونروا مراراً وتكراراً عبر مراسلات رسمية، لمحاولة الوصول لحلول لهذه المشكلات التي تؤثر على استقرار العملية التربوية وجودة خدمة التعليم، إلا أننا للأسف قوبلنا بحالة من الإهمال وعدم الاكتراث، والتأخير والمماطلة في الرد، وكان آخرها مراسلة مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة الجديد السيد/ ثوماس وايت، وحتى الآن لم يصلنا ردود على مراسلاتنا لهم بخصوص هذه القضايا الاستراتيجية.
 
وعليه، فقد أعلنا عن تعليق بدء العام الدراسي (2021 – 2022) لحين طرح حلول عملية مُستدامة للمشكلات التي نعاني منها في مدرسنا، آملين أن يستجيبوا بسرعة لمطالبنا العادلة، وألا يدفعونا لما هو أبعد من ذلك! كما وندعو المؤسسات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وكافة المؤسسات الأهلية والرسمية للوقوف معنا وتحمل مسؤولية هذا القضية الحساسة. فنحن نتعرض لضغوط من المعلمين والموظفين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع المحلي.

 اللجنة التنسيقية لمراكز التأهيل المجتمعي 
16     آب/أغسطس 2021