المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني.. طريق نحو حماية التاريخ وانقاذ المستقبل

بي دي ان |

15 أغسطس 2021 الساعة 05:17م

يقترب الموعد المحدد لانعقاد المؤتمر العام الخامس لحزب الشعب الفلسطيني بعد تاخير كبير لسنوات عديدة بسبب اسباب موضوعية او قصور ذاتي لاسباب داخلية مما يجعل لهذا الموتمر اهمية قصوى ربما تفوق اهمية ما سبقه من مؤتمرات اربعة منذ اعادة تاسيس الحزب في العاشر من شباط ١٩٨٢

ان انعقاد المؤتمر يأتي في ظرف وطني فلسطيني معقد يحتاج من اعضاء المؤتمر نقاش عميق للحالة الوطنية واعادة موضعة حزب الشعب في الخارطة السياسية الفلسطينية بعد مرور سنوات طويلة على ترتيب التحالفات والاصطفافات السياسية السابقة خاصة ان هذه النقاشات تاتي بعد اقرار الحزب للوثيقة السياسية التى تجاوزت محددات المرحلة السياسية التى اعتمدها برنامج الحزب السياسي في المؤتمر العام الرابع والذي جاء في ظروف سياسية مختلفة لقد اصبحت المرحلة الحالية تملي علي الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وقيادته ان تنطلق بمسار جديد يعتمد اساسا علي اعادة تعريف المرحلة بانها مرحلة تحرر وطني وان العلاقة مع الاحتلال هي علاقة صراع بين شعب تحت الاحتلال ودولة غازية لارضه ودولته وان كافة الالتزامات التى فرضت علي شعبنا في اتفاقات مجحفة نتيجة ظروف اقليمية ودولية سابقا قد اصبحت لاغية ولا يمكن الاستمرار فيها خاصة بعد ان انهت دولة الاحتلال كافة الاتفاقات وداستها الدبابات الاسرائيلية منذ ان اجتاحت الضفة الفلسطينية في العام ٢٠٠٢ وما تلى ذلك من سياسات إسرائيل الاستيطانية والتهويدية التى قضت علي اي افق لانجاح عملية تسوية اساسها احترام الاتفاقات السابقة علي طريق اتفاق نهائي يضمن الاستقلال الفلسطيني بدولة حرة كاملة السيادة علي حدود الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧
ان هذا الاستنتاج الذي أقرته الوثيقة السياسية يتطلب من الموتمر العام البحث عن تصور جديد للمشروع الوطني الفلسطيني يعتمد اساسا اعادة الاعتبار للهوية الفلسطينية الجمعية الموحدة للشعب الفلسطيني في كافة اماكن وجوده وتطوير النضال الوطني علي قاعدة اما زوال الاحتلال او المواجهة المفتوحة معه في كل مكان وبكل الوسائل التى يقرها القانون الدولي وان اي علاقة معه يجب ان تخضع للمصلحة الوطنية العليا التى تقرها قيادة الشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتى يجب اعادة تفعيلها وتطوير مؤسساتها والحفاظ عليها كائتلاف وطني بعيدا عن الهيمنة والتفرد والاقصاء 
ان الشعب الفلسطيني يناضل على ثلاثة جبهات اساسية لتحقيق مطالبه الرئيسية واولها زوال الاحتلال عن كافة الاراضي المحتله في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزه وضمان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 
وثانيا ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين طبقا لقرار الامم المتحدة رقم ١٩٤.
وثالثا ضمان الحقوق القومية والمساواة وانهاء سياسة التمييز العنصري لابناء شعبنا في داخل الخط الاخضر 
أن هذا التكامل في الاهداف يتطلب تكاملا في المسار الكفاحي السياسي والشعبي من اجل ان يتحول كل الشعب الفلسطيني وكل مؤسساته الى جبهة مقاومة موحده في مواجهة الاحتلال والتمييز العنصري الاسرائيلي. 
أن نضال شعبنا المشروع في مواجهة الاحتلال يحتاج الي تطوير ادوات الكفاح الوطني في مواجهة الاستيطان وفتح معركة قانونية ودولية ضد سياسة التمييز العنصري وتحشيد مقدرات شعبنا لخوض مقاومة شعبية واسعه علي طريق انتفاضة فلسطينية شاملة وسحب الاعتراف الفلسطيني بدولة الاحتلال وتطبيق كافة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والعمل الفوري على تجسيد الدولة الفلسطينية طبقا لقرار الامم المتحده ١٩/٦٧ 
ان المؤتمر الخامس لحزب الشعب الفلسطيني مطالب باقرار خطة عمل حزبية ووطنية من اجل الدفع بكل قوى الحزب للانخراط في معركة الكفاح الوطني والعمل مع كل الاطراف من اجل اعادة موضعة مؤسسات الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها السلطة الوطنية لتكون جزء من المعركة الوطنية في مواجهة الاحتلال مما يتطلب سياسات اقتصادية واجتماعية جديده تهدف اساسا الى تثبيت المواطن في ارضه ودعم صموده واشراكه في معركة التحرير الوطني والاجتماعي 

وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة
يتبع..(1-3)

• عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني