موسم الزيتون والبلح فرصة عمل وبهجة لشباب غزة في ظل الحصار

بي دي ان |

21 أكتوبر 2020 الساعة 02:14ص

على ارتفاع أربعة أمتار يتسلق المزارع محمد المصري أبو عاهد لجني ثمار الزيتون، تلك الشجرة المباركة والتي ذكرت فى كل الأديان السماوية، وأيضًا هي معنى الصمود والثبات للشعب الفلسطيني وهي رمز القضية الفلسطينية الثابتة.

التاجر أكرم مقداد من مخيم الشاطئ في قطاع غزة، يعتبر موسم جني الزيتون؛ موسم الخير والبركة والفرح له ولعائلته، وشجرة الزيتون هي من عوامل الصمود للشعب الفلسطيني فهي تعني الثبات والتمسك في الأرض والقضية الفلسطينية.

ويقول مقداد :" منذ صغره وهو يعمل في جني الزيتون مع والده، إلى أن توفي والده وأصبح يعمل لوحده هو وابنه محمود في كرم الزيتون . 

ويضيف: "أجدادنا علمونا عناق الأشجار والتغني بخيرها، وجمع العائلة يوم الحصاد بكل أفرادها وتقسيم العمل إلى مهمات محددة، فكل مجموعة صغيرة تمارس مهامها بكل سرور، حتى الظهيرة، فتحضر النساء طعام الغداء للجميع، فنلتف حوله ونتناول طعامنا، وسط جو من الفرح والبهجة، جمعتنا عليه شجرة الزيتون في موسم الخير".

وأوضح :" هذه الفترة والموسم هذا صعب على الناس في شراء الزيت والزيتون في الوضع الذي نعيشه وحصار 12 سنة مما أثر على المواطن أن يشتري خزين موسمه من الزيت والزيتون ،وقبول الشراء غير موجود مقارنة بالسنوات السابقة".

ونوه مقداد إلى أن أفضل أنواع الزيتون في قطاع غزة هو الصري ويليه الشملالي وتأتي بعدها أنواع مثل k18 و k14 وغيرها، ويعتبر زيت وزيتون فلسطين من أفضل أنواع الزيتون في العالم وهو مرغوب بشكل كبير في أوروبا والعالم .

محمود النجار شاب حاصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة الأزهر، عاطل عن العمل منذ تخرجه، يتنظر أي فرصة للعمل من أجل مواصلة حياته بالشكل الطبيعي وبالنسبة له فإن موسم جني الزيتون افضل فرص العمل. 

يقول النجار وهو يقوم بهز جذع الزيتون :"أن موسم الزيتون في فلسطين مناسبه وطنية ،إذ تربط علاقة بين شجرة الزيتون وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه والثبات ،وحاول الاحتلال مرار وتكرار فصل شجرة الزيتون عن القضية الفلسطينية إلا أنه لما يستطع". 

ويضيف النجار  :" أن العمل في جني الزيتون ملجئ للكثير من الشباب بسبب قلة  فرص العمل في هذه الفترة الصعبة ويعتبر هذا الموسم لدى الكثير من الخريجين الذين يبحثون عن عمل ملجئ لهم للعمل، وأن الكثير من الشباب ينتظرون هذا الموسم لتحصيل قوت يومه للعيش من عمل جني الزيتون".

وبين النجار :" أن صعوبة الحياة في قطاع غزة أدت إلى تدني أجور العمال في موسم جني الزيتون حيث أن العامل أصبح يأخد يومية أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، أنه كان يأخد 50 شيقل، أما الآن فأنه يحصل 25 شيقل وهذا النصف مقارنة بالمواسم الماضية من العمل . 

وأوضح :" أنه على الرغم من الأجر الزهيد الذي يأخده في جني الزتيون، إلا أنه لا يستطع الاستغناء عنه لأنه يحيي البهجة والفرحة في نفسه لأنه يذكره بالماضي الجميل"

ومن جابنه بين الخبير الاقتصادي الدكتور مازن العجلة :" أن الوضع الإقتصادي للشباب من القضايا الخطيرة في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، نتيجة المعاناة الني يعانيها الشباب بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وتداعيات الانقسام والحصار، ومن ثم فإن التحسن المحدود الذي يطرأ على هذه الأوضاع في مواسم معينة، ومثل موسم قطف الزيتون، يساعد كثيرا في حل هذه المشكلات المستعصية، ولكنه يساعد في توفير بعض فرص العمل للشباب أثناء الموسم فقط. تشير الإحصاءات أن معدل البطالة عادة ما ينخفض في الربع الرابع من العام. وغالبا ما يكون سبب ذلك التغيرات الموسمية وخاصة موسم الزيتون.

وأضاف العجلة :"انخفض معدل البطالة عام 2019 في الربع الرابع حوالي 2.3%، إذ انخفض معدل البطالة من 45% في الربع الثالث إلى 42.7% في الربع الرابع. كما تزايدت نسبة العاملين في القطاع الزراعي من 4% في الربع الثالث لعام 2109 الى 6% في الربع الرابع في نفس العام.

واوضح :" أن واقع الشباب الصعب وارتفاع معدلات البطالة تدفع الشباب لاستغلال أية فرص عمل ولو مؤقتة وموسمية للالتحاق بها في ظل استمرار البطالة وشح فرص العمل. لذلك من الممكن أن نرى بين العاملين في هذا الموسم خريجي جامعات وحملة مؤهلات من أجل عدم تفويت أية فرصة عمل. وقد تبدو هذه الحالة أكثر وضوحًا في المناطق الزراعية جنوب وشمال القطاع وخاصة تلك المحاذية للمنطق الحدودية والتي تكثر فيها المساحات المزروعة بالزيتون.

وتحدث  العجلة عن واقع الشباب خاصة الخريجين قائلا:"تكثر معدلات البطالة بين الخريجين ، وهي أعلى من المعدل العام، حيث بلغ معدل البطالة العام سنة 2019 45%، لكنه بلغ بين الشباب 61.3% (56.2% للذكور، 77.4% للإناث)، ولك للفئة العمرية (20-29).

لكنها ترتفع لتصل الى 70% بين الشباب فئة (20-24). وحيث أن نسبة الشباب في المجتمع لنفس الفئة السابقة تصل الة أكثر من 20% فهذا يعكس مدى خطورة هذه الحالة على حياة الشباب واسرهم، ومدى تراكم المشكلات الشبابية ومن ثم مشكلات الاسر، مثل عدم القدرة على التعليم، وتأخر سن الزواج، والمشكلات النفسية نتيجة استمرار اعتماد الشاب على أهله في تغطية مصاريفه. وهذا يؤدي الى تزايد المشكلات االمتعلقة بالشباب واسرهم

وأشار العجلة إلى أنه لا يمكن اعتبار موسم الزيتون حلا لمشاكل الشباب ومصدر رزق لهم، حيث أن فرص العمل المتوفرة مؤقتة وموسمية فقط، فهي تحسن واقع الحياة الصعب ولو جزئيا بين الشباب وذويهم أثناء هذا الموسم
وفِي النهاية فإن شجرتي الزيتون والبلح  تعتبر لقمة للعديد من أرباب الاسر والخريجين من كليات وتخصصات مختلفة وكبار سن وأطفال ينتظرون موسم الحصاد على أمل تحسين أحوالهم وأوضاعهم المالية قليلا في ظل الظروف الحصار الظروف الصعبة  .