قلوبنا مع الجزائر

بي دي ان |

13 أغسطس 2021 الساعة 02:09ص

عند حدوث كارثة هنا او هناك في دول العالم نتضامن تلقائيا مع الشعوب المنكوبة دون النظر لإية اعتبارات سياسية،  لإن  التكافل والتعاضد مع الشعوب المكلومة والمتضررة من الأعاصير او الحرائق او الكوارث يتجاوز كل الحسابات الصغيرة، ويعلو ويرتقي البعد الإنساني الأعمق من كل التفاصيل، ويتجلى التسامح والقيم الأخلاقية فوق كل الصغائر.
فما بال الإنسان عندما يكون المصاب والكارثة في أوساط أبناء الشعب الواحد، في أبناء جلدتنا واهلنا واشقاءنا في جزائر المليون ونصف المليون شهيد، الجزائر الابية، الواقفة مع فلسطين دون تردد او تعلثم قيادة وجيشا وشعبا بكل تلاوينه ومشاربه الفكرية والسياسية والثقافية، من القبائل وغير القبائل، جزائر العرب وافريقيا ودول عدم الانحياز، جزائر الحرية والكرامة والعدالة فإن المصاب يكون بليغا وعميقا، وجرحا في الكف الفلسطيني والعربي.
منذ يوم الإثنين الماضي الموافق التاسع من آب/ أغسطس الحالي والحرائق تنتشر في منطقة القبائل شمالي البلاد، ووصلت حتى امس الأربعاء إلى 99 حريقا في 16 ولاية جزائرية حتى الان، نجم عنها حسب المصادر الأمنية الرسمية عن 65 ضحية، من بينهم 28 عسكريا، و37 مواطنا مدنيا، اغلبهم من ولاية تيزي وزو. وما زال هناك 12 عسكريا في حالة حرجة في المستشفيات. وطالت تلك الحرائق مئات والاف الدونمات والهكتارات من الغابات والأشجار الحرشية وشجر الزيتون في كل من تيزي وزو، التي بلغ عدد الحرائق فيها 25 حريقا، والطارف 14 حريقا، وجيجل 12 حريقا، بجاية 12 حريقا، سكيكدة 9 حرائق، وبوفرداس 4 حرائق، المدية 3 حرائق، البليدة 3 حرائق، سطيف 3 حرائق، عنابة والبويرة حريقين، وحريق واحد في كل من قسنطينة، قالمة، تبسة، سوق اهراس وتبيازة. التي لا تقتصر اثار الحرائق فيها على الاحراش والزيتون، وانما على الثروات المختلفة للبلاد، وقبل كل ذلك على سكان الولايات المذكورة، وتؤثر على اقتصاداتها، وعلى السياحة الداخلية والخارخية، وعلى العملية التعليمية وغيرها من مجالات الحياة.
كما ذكرت انفا عرضت تلك الحرائق حياة المواطنين الجزائريين وممتلكاتهم للخطر، ومازالت اثارها تتداعى، ولم يتم اجمال حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات والغابات الحرشية، ولا في اثارها المعنوية والمناخية. مع ذلك شعب الجزائر صاحب الإرادة الفولاذية قادر بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية وبالاعتماد على قواته المسلحة من التصدي للحريق، والنجاح في اخماد نيرانه عبر وبالاستناد لعملية التكافل الاجتماعي والوطني بين مكونات شعب الشهداء البطل.
ولادراك القيادتين السياسية والعسكرية والأمنية لخلفيات بعض قوى الشر، فإن اعين قادة وزارة الدفاع الوطني وأجهزة الأمن في الولايات المختلفة لم تنم عن الايدي المجرمة المتورطة في اشعال الحرائق عن سابق عمد وإصرار، ووفق بيان صادر عن وزارة الدفاع فقد تمكنت ولاية المدية من اعتقال 3 اشخاص يشتبه في تورطهم. كما وأعلنت الوزارة عن اعتقال اشخاص إعترفوا بتورطهم في التسبب بحرق بعض الاحراش في تيزي وزو. ومازالت أجهزة الدولة تتابع ملاحقة الفاعلين في الولايات ال16 المختلفة.
ومن خلال المتابعة للتطورات الخطيرة نتاج الحرائق، ووفقا لما أعلنته وزارة الدفاع، فإن الكارثة لم تكن نتاج عوامل الطبيعة، انما بفعل فاعل، ايد مخربة، شاءت ان تحرق الجزائر من الداخل ولحسابات معادية، او لنزعات إنتقامية  كيدية رخيصة وجبانة، تستهدف الجزائر شعبا وحكومة ومؤسسات ووحدة وطنية، وتعمل على حرق خيرات البلاد، وتلويث هوائها ومناخها وطبيعتها الخضراء الجميلة لإهداف تتنافى مع ابسط المعايير الأخلاقية والإنسانية والقيمية والوطنية.
في هذا المصاب الكارثي تقف فلسطين شعبا وقيادة ومؤسسات وبمختلف تلاوينها وقطاعاتها موحدين إلى جانب الجزائر الشعب والرئيس والقيادة والجيش والقوى الوطنية والقومية والديمقراطية، وتعلن تضامنها المطلق مع الجزائر البطلة، وكل من موقعه كفلسطيني مستعد اذا اتيحت له الظروف الذهاب لإطفاء الحرائق، اجزم انه سيذهب دون تردد، وبعيدا عن اية حسابات شخصية او حزبية. لإن الجزائر وشعوب المغرب العربي الكبير لها مكانة خاصة في أوساط الشعب العربي الفلسطيني، ولا يمكن لفلسطين إلآ ان تكون في صف الشعوب الشقيقة وسندا لها، لإنها كانت ومازالت حاضنة للشعب والقضية الفلسطينية.
[email protected]
[email protected]