سوق الزاوية في مرمى نيران صديقة

بي دي ان |

25 يوليو 2021 الساعة 03:11ص

لم يكن الصوت الذي ضجت به مدينة غزة والذي ايقظ معظم السكان النائمين ثالث ايّام عيد الأضحى المبارك، لم يكن قصف مروحي لعدو اعتدنا على هجماته في أوقات كلها متاحة لاشد انواع اسلحته، لكنه انفجار قوي دوى في الأرجاء لتسقط معه محلات قديمة وبيوت لها من العمر سنوات عتيقة، وتحمل جدرانها عبق القدم ومرور أجيال متتالية في هذا المكان.

سوق الزاوية هذا السوق الذي اعتاد عليه المواطنين خاصة قبيل الأعياد والمواسم والذي يتسم بالزحام في اغلب أوقاته، سوق الزاوية في مدينة غزة من أشهر واقدم الأسواق، والذي كان له مؤخرا نصيب من الكوارث التي تصيب غزة على مدار سنوات استنزاف دون أي شفقة أو استراحة، انفجار أودى بحياة مواطن وإصابة مواطنين آخرين وهدم العديد من المباني القديمة وأبواب الرزق لتجار لا يمتلكون غيره مصدر رزق.

الحادث وبعد وضوح الرؤية تبين أنه ليس بفعل محل بيع أنابيب غاز كما تمت الإشارة مبكرا وقبل أي تحقيق بالحادثة، لكن تبين أن الحادثة لها خصوصية مختلفة، ونحن هنا لا نريد أن نستبق نتائج التحقيق والإعلان بشكل رسمي من قبل الجهات المعنية والمختصة بتفاصيل ونتائج التحقيق، لكن جوهر الحديث هنا أن هذا الفعل المتهور يتكرر بين الفينة والأخرى ويودي بحياة العديد من المواطنين، دون أخذ العبر من الحوادث السابقة ودون مراعاة السلامة للمواطنين ولا خصوصية الأماكن والازدحام وهذا يعني أن هناك استهتار كبير في حياة المواطنين ولأن الكثير من الحوادث تمر دون محاسبة أو عقاب، بالتالي نرى تكرار هذه الكوارث. 

المطلوب الآن تحقيق جريء وشفاف بالحادثة  وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مع تعويض المتضررين، فهناك الكثير من المعالجات لو أنه كان حرصا على حياة المواطنين، لكن يبدو ان انعدام المسؤولية الأخلاقية لدى الكثيرين تزيد من الضحايا، فلا أحد فوق القانون ولا يجوز الصمت أمام من كان خلف هذه الكوارث وأيا كانت الأسباب وعلينا احترام أرواح البشر والتفكير مليا بهم قبل القيام بأي فعل وقبل أن نضطر لنسوق جملة من المبررات الواهية التي لا تليق بفقد ارواح بشرية غالية علينا وعلى ذويها.