المجلس الثوري والدور المطلوب

بي دي ان |

21 يونيو 2021 الساعة 06:53ص

يعقد اليوم الإثنين الموافق 21 /6/2021 المجلس الثوري لحركة فتح دورة جديدة، تستمر اعمالها لثلاثة ايام، وهو ما يشير مبدئيا إلى وجود عدد كبير من الملفات الفتحاوية الداخلية والوطنية العامة، خاصة وان الدورة تأتي في اعقاب تأجيل الانتخابات وهبة القدس الرمضانية والمواجهة العسكرية على جبهة قطاع غزة. فضلا عن الملفات العربية والدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلى اهمية ما ستحمله كلمة الرئيس عباس امام الدورة الجديدة، إلآ ان الأهم هو ما سيدور في المجلس من حوار حول القضايا المختلفة وفي طليعتها القضايا الخاصة بحركة فتح وازمتها البنيوية، والعلاقة البينية بين القيادة والأقاليم وخاصة في القدس وغزة، تركيبة الهيئات القيادية في المحافظات، واليات انتخابها، وقبل هذا وذاك دور الحركة المركزي في الساحة، ومكانتها القيادية، وكيفية ادارة الأزمات الداخلية والوطنية والعربية. ودور الهيئات القيادية المركزية وخاصة دور المجلس الثوري نفسه كحلقة وسيطة بين اللجنة المركزية والأقاليم في المفوضيات المختلفة، والعلاقة البينية بين الهئيات المركزية للحركة ومؤسسات السلطة بما فيها الإجهزة الأمنية، والعمل على إعادة تنظيمها بما يعيد الإعتبار للمراكز التنظيمية.
وكون المجلس الثوري جسر وصل بين الهيئة القيادية الأولى والمنظمات الحزبية في الأقاليم، تقع عليه مسؤولية كبيرة في ادارة شؤون الحركة، كما تقع عليه مسؤولية التشريع ووضع القوانين والنظم الناظمة للعلاقات الفتحاوية الفتحاوية، أضف إلى ان عليه مسؤولية تأكيد دوره القيادي كمرجعية للجنة المركزية، وليس تابعا لها فقط. هناك مستويين من العلاقة بين الهيئتين المركزيتين، الأولى القيادة اليومية تعود للجنة المركزية، وتتحمل مسؤولياتها في أتخاذ القرارات ذات الصلة بالعمل السياسي والتنظيمي والكفاحي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي والمالي ... إلخ وهنا يخضع المجلس الثوري لتعليمات اللجنة؛ والثانية بقدر ما يتلقى المجلس الثوري التعليمات من الهئية القيادية الأولى، بقدر ما يكون مراقبا عليها، ومسؤولا عن ادائها، ويحاسبها في دوراته التي يعقدها لتصويب قراراتها، او يلغي بعضها، او يعمق بعضها الآخر، لا ان يتبنى كل ما قررته اللجنة المركزية، ولا ان يكون تابعا اعمى لها، او مجرد متلقي لا حول ولا قوة له.
وان وجدت مشكلة في دور المجلس الثوري، فإن من يتحمل المسؤولية هم اعضائه، وليس احدا غيرهم، وليست اللجنة المركزية، التي ستكون مرتاحة جدا عندما تجد المجلس متبنيا تماما لرؤاها وتوجهاتها، ولا يناقش قراراتها. وبالتالي فعالية المجلس من فعالية وشجاعة وقوة وحكمة اعضائه. فإما ان يكونوا على قدر المسؤولية التي اوكلت لهم، او لا يكونوا.
كما ان المجلس مطالب بفتح ابواب النقاش والحوار في ملفات القدس وغزة وكل المحافظات على مصاريعها دون مجاملة، او تزوييق، او تحريف، ودون القاء التهم على دولة الإستعمار الإسرائيلية او على حركة حماس، او على الذين خرجوا من البيت الفتحاوي، ومراجعة كل مفصل من مفاصل التحدي، التي واجهتها الحركة، وطرح كل الاسئلة دون مجاملة او خجل او حسابات صغيرة بهدف وضع النقاط على الحروف، ووضع الإصبع على الجرح، وتجاوز منطق الغمغمة والغموض من خلال تحمل المسؤولية الشخصية والتنظيمية والكفاحية لحماية مصالح ومكانة الحركة كرائدة للنضال الوطني.
وليتذكر الجميع، ان التاريخ لا يرحم قوة من القوى تهاونت بمكانتها، وغرقت في متاهة أزماتها، والحسابات الصغيرة لهذا القائد او ذاك. كما ان التغني بامجاد الماضي لا تكفِ لتبقى الحركة سيدة وقائدة للنضال، وانما عبر تجديد دورها ومكانتها، وبوحدتها وتلاحمها، وتغليب المصالح العليا للحركة على مصالح الأفراد بغض النظر عن اسمائهم ومواقعهم الحركية. وهو ما يتطلب وضع كل الملفات على طاولة البحث: الإنتخابات وما رافقها من ارباكات؛ موظفوا قطاع غزة وعدم تنفيذ القرارات الصادرة عن الحكومة بخصوصهم؛ هبة القدس والمواجهة العسكرية على جبهة غزة ومحاكاة تجربة ودور الحركة والقيادة فيها؛ التحالفات مع القوى الفلسطينية والاخطاء التي واكبت هذة التجربة في الآونة الأخيرة؛ الشراكة السياسية مع فصائل منظمة التحرير؛ المصالحة وكيفية ادارة الملف؛ الحكومة والحركة؛ في كل ملف من هذة الملفات يقف على راس جدول النقاش ملف المقاومة الشعبية واشكال النضال المختلفة والعلاقة مع المشروع الإستيطاني الإستعماري الصهيوني؛ العلاقة مع حركة الإنقلاب الحمساوية وقوى الإسلام السياسي في قطاع غزة؛ جبهتا الإعلام والثقافة ودورها في حماية المشروع الوطني ومجابهة قوى التكفير والتخوين .. عناوين كثيرة مطالبين بالاجابة عليها، إن كنتم تريدوا ان تكونوا كما تريدوا.
[email protected]
[email protected]