دور المثقف في دعم القضية الفلسطينية

بي دي ان |

16 يونيو 2021 الساعة 05:19م

الثقافة هي الوعي المعرفي والسّلوكي والحضاري الذي يُبنى على الهوية والانتماء والأصالة، وإنّ الشكل الذي يؤديه الفرد على أساس إنقاذ الزخم الفكري لا بد وأن يتجلى في خطاب ثقافي فكري على سبيل الفعل والإنجاز، لما تتركه الثقافة العربية من تأثير على العقل العربي، هذا الخطاب يجب أن يكون مؤثرا وفاعلا في الأمم. وتأثير الخطاب الثقافي مرهون بالمصداقية والقدرة على الإقناع بالتالي جلب الأنصار.

فعلى مرّ السنين كان هناك مجموعة من المثقفين الإسرائيليين اليهود الذين التصقوا بالدولة الصهيونية، وتحالفوا معها وخدموها فكرا وفعلا، وتبنوا مصالحها ودافعوا عنها ورأوا فيها الحارس الأمين لمصالحهم، والأداة الجيدة للدفاع عنها، ولذلك اتخذ هؤلاء موقفا معاديا تجاه كل من تطاول في نظرهم على هذا الكيان أو انتقد أداءه وسياسته، واتخذوا موقفا عنصريا وعدائيا تجاه سكان فلسطين الأصليين.

يقول الكاتب المصري إبراهيم البحراوي: " أفرزت الثقافة الإسرائيلية الهجومية أنساقا من المفاهيم التي تبرّر مشروعها الهجومي وتشحن النفس الإسرائيلية بشحنة العداء العربي كإنسان وللثقافة العربية والتراث العربي كبناء، وتشكل الموقف العقلي والنفسي للإنسان الإسرائيلي على قاعدة الإنكار للحق العربي وطبعا الفلسطيني في الأرض، والمبادرة إلى قتل العربي مدنيا كان أو أسيرا بدم بارد مع تحقير الثقافة العربية والحط من قدرها".

وكان من الطبيعي أن ترد الثقافة العربية على هذه الثقافة المجحفة والهجومية، فأكدت الثقافة العربية على الحق العربي، وصاغت ثقافة الدفاع العربية جوهر الصراع باعتباره(صراع وجود لا صراع حدود).

إن المثقف هو الفاعل والأكثر تأثيرا في المجتمعات، ودوره لا يقل عن دور السياسي، فالثقافة هي الرافعة الأساسية للقضايا الوطنية.
وحول دور المثقفين الفلسطينيين في الآونة الأخيرة، فقد استطاعوا إحباط جميع المشاريع التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء قرارات العدو والتي من ضمنها اقتلاع سكان حي الشيخ جراح الأصليين من جذورهم وتسليم منازلهم للمستوطنين، جاء ذلك من خلال بث روح الوعي داخل المجتمع الفلسطيني، واستقطاب حلفاء العالم، وتعرية المحتل أمامهم، من خلال عرض المجازر التي ارتكبت بحق أبرياء، وطالت الأطفال والحجر والشجر دون الاكتراث بالمعاهدات والاتفاقات الدولية.
       
الدعوة إلى الوحدة وتكثيف الجهود وبثّ روح الصمود والوعي من قبل المثقفين والكتّاب حفز المقاومة على الثبات وزاد من صلابتها، فاستمرت حتى أعلنت إسرائيل عن وقف إطلاق النار، مما يعني الاستسلام والخنوع، ورغم الخسائر البشرية والتي كانت من المدنيين والأطفال، كان هناك نتائج إيجابية تجسّدت من خلال تلاحم جميع الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل و الخارج، مما أسهم في جلب أنصار لقضيتنا العادلة، فقد هبّ جميع أحرار العالم وأعلنوا الاستنفار، إضافة إلى الجيش الالكتروني الذي قلب موازين القوى، ونشر للعالم حقيقة العدوان الغاشم على أصحاب الحق.

إنّ المقاومة سواء السياسية أو الثقافية أو الإعلامية أو الالكترونية آتت أكها، فشكّلت بارقة أمل لدى الفلسطيني الذي وصل إلى مرحلة الإحباط.