"الهجمات السيبرانية".. حربٌ بأسلحةٍ لا تملك صوتاً ولا رائحة

بي دي ان |

15 يونيو 2021 الساعة 09:31ص

القرصنة "الهجمات الإلكترونية السيبرانية" تعد حربا إلكترونية أسلحتها مكونة من  رصاص وقذائف لم تسمع لها صوتاً ولا تشم لها رائحة  بل تتمثل بمعلومات يستخدمها كل طرف في مواجهة خصمه وإلحاق الهزيمة والضرر به، من خلال جهاز حاسوب متصل بالانترنت أو الهاتف الذكي. 

وتتم هذه الحرب من خلال قرصنة كل طرف بالمواقع الإلكترونية للآخر واختراق حساباته الشخصية الإلكترونية على المواقع الاجتماعية.

حربٌ من خلف الشاشات 

ولا تزال الدول العربية، خاصة دولة فلسطين تتعرض لهذه الحروب التي تشن من خلف شاشات الحواسيب وتعاني من تهديدات هذا الهجوم الإلكتروني هدفه تضييق الحريات وإحكام القبضة على الفضاء الرقمي، وتهديد الحرية الفردية والتعبير.! 

مواقع إعلامية فلسطينية في "دائرة الإستهداف"

وفي الوقت الذي شنت اسرائيل عدوانها على أرض الواقع ضد قطاع غزة، شهدت المواقع الإعلامية الفلسطينية حربا إلكترونية لأن إسرائيل تسعى بكل الطرق لإسكات وتغيب الحقيقة والرواية الفلسطينية على جميع المستويات. 

وحجب المواقع الفلسطينية يأتي في سياق استمرار محاربة اسرائيل للمحتوى الفلسطيني الذي يسعى لكشف جرائمها بحق الفلسطينيين، خاصة في الفضاء الإلكتروني الذي بات يؤثر في الرأي العام الدولي.

وتزامناً مع عمليات القرصنة التي تعرضت لها عدد من المواقع الإخبارية العالمية مؤخراً، تعرضت المواقع الإعلامية الفلسطينية من بينها مواقع محسوبة على حركة "حماس" لهجومات سيبرانية متكررة من جهات مجهولة هذا الأسبوع مما تسبب في تعطلها بضع ساعات.

ورجح خبراء في مجال السايبر وفقا لعدد من الصحف الفلسطينية بأن المواقع تعرضت للاختراق على خلفية أن يكون سبب الاختراق هو مايتعارض مع الاحتلال الإسرائيلي، فالحرب الالكترونية تعتبر استكمالًا للجهود التي بذلها الاحتلال الإسرائيلي بالتكتيم على الحقيقة والرواية الفلسطينية التي تفضح جرائمه.

وليست هذه المرّة الأولى التي تتعرّض فيها مواقع إعلامية فلسطينية لهجوم مثيل، وتندرج هذه الحوادث ضمن الحروب الافتراضيّة التي تشنّها جماعات القرصنة الخاصّة، أو ضمن الهجمات الحكوميّة المنسّقة، لتعميم حقيقة ما كما ذُكِر سابقاً. 

أسلحةّ عالمية إلكترونية قد تشل دولاً بأكملها

لـ"بي دي ان" يؤكد أحمد الشيخ استشاري المنصات الرقمية في شركة ميديا مايز للاستشارات في بريطانيا، أن إيقاف المواقع بات مثل الأسلحة العسكرية، ولعل هذا ما جعل القضية تطرح نفسها على أجندة قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، لدرجة أن الرئيس الروسي صرح قبل القمة بأنه مستعد لعملية تبادل مع الولايات المتحدة تشمل المتهمين بعمليات قرصنة الكترونية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في، اليوم الاثنين، في مؤتمر صحفي،  أن قادة حلف الناتو أقروا للمرة الأولى سياسة للدفاع السيبراني. 

جاء ذلك بعد أن اعتبر الناتو أن الهجمات الإلكترونية هي بمثابة "هجمات مسلحة" تستدعي الدفاع المشترك

وشدد بايدن، إذا اختار الرئيس بوتين عدم التعاون فيما يخص الأمن السيبراني فسنرد بالطريقة المناسبة 

وفي وقت سابق، تعرضت الولايات المتحدة، لهجمات إلكترونية كبيرة ضد مشغل خطوط الأنابيب كولونيال وشركة إنتاج اللحوم "جي بي أس"، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات. 

مكتب التحقيقات الفيدرالي، أكد في وقت سابق، أنه حدد هوية حوالي 90 ضحية لمجموعة قراصنة "دارك سايد" في الولايات المتحدة. 

واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، في الـ17 من شباط/فبراير، روسيا بأنها على الأرجح وراء هجمات سيبرانية ضد شركة "سولارويندز"، وذلك في ظل تحقيقات جارية للكشف عمن يقف وراء الهجمات التي استغلت برمجيات المراقبة الخاصة بالشركة الموجودة في تكساس من أجل اختراق شبكات حكومية حساسة وشركات أخرى مثل مايكروسوفت. 

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق، إنه يود أن يناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضية الأمن السيبراني.

ويواصل الشيخ حديثه ، أنه بالنسبة لتوقف مواقع الكترونية عالمية عن العمل مؤخرا، فالتحقيقات جارية لمعرفة سبب التوقف وحسم ما إذا كانت عملية قرصنة استهدفت خوادم شركة فاستلي الأمريكية التي تقدم خدمات الإنترنت لمواقع هيئات وشركات ومؤسسات إعلامية عالمية، حيث أن الخلل أصاب الشركة التي تقدم خدمات الإنترنت للمواقع ولم يحدث الخلل في المواقع نفسها. 

ولكن في حالات أخرى يهاجم القراصنة مواقع بعينها وذلك بطرق مختلفة، منها زيادة حجم استخدام الموقع بشكل وهمي مما يؤدي إلى انهيار الموقع، ومنها أيضا اختراق الأنظمة الأمنية للموقع مثل ما حدث في واقعة شركة تويتر. 

من ناحية أخرى، أشار أحد الخبراء التقنيين العرب إلى دقة هذه القضية خاصة وأن منظومة التقنيات الفلسطينية مثلها مثل أي منظومة تؤثر وتتأثر وتعمل وسط التطورات العالمية، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.