"ريف المخيم" يجسد خوف الكرنز على ألوان الأرض

بي دي ان |

10 يونيو 2021 الساعة 09:28م

طبيعة خلابة ومناظر جميلة تمتزج وإرث تاريخي عظيم، تشكلان مشاهد ساحرة في إحدى مخيمات قطاع غزة، كلوحات فنية بديعة استلهمها الفنان التشكيلي محمد الكرنز وطبعها بألوانه للناس، ليروا جمال مخيمه.

وقال الكرنز أنه أصبح فنان تشكيلي منذ بداية العام ١٩٩٠ إلى يومنا هذا، وأنه بدأ مسيرته الفنية بالموهبة والممارسة، وعمل على تطويرها من خلال العديد من الدورات الفنية في أقلام الفحم والرصاص والتصوير الزيتي في عام 1992 في مرسم جمعية الشبان المسيحية بقطاع غزة، رسم في معظم المدارس الفنية، وخاصة الواقعية والواقعية الرمزية. 

وأضاف الكرنز أنه بدأ بتطوير ذاته من خلال ايجاد أسلوبه الخاص في دمج بعص أساليب المدارس الفنية بطريقة معاصرة، ورأى نفسه في أسلوبه وتقنيته الخاصة بالطريقة التنقيطية أو البقعية اللونية في تكون العمل الفني مع الميول للانطباعية والتأثيرية، من خلال صيغ متعددة، ويتفاعل مع المعطيات التشكيلية الحديثة بنوع من التداخل، وأنه يوظف تجربته في الفن الواقعي بتحويل أبجدية الأشياء بحسية وأسلوب تعبيري متنوع المضامين، ويتخذ من الشخوص والطبيعة والأبنية مضامين واقعية، يعمل علي تطوير لتكوين ايقونة فنية واسلوب خاص به.

وتابع، أنه يهتم بالفن كرسالة قوية معاصرة علي الصعيد المحلي والاقليمي والدولي ، وأنه شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية ،  وله العديد من المقتنيات يعالج من خلالها المشهد البصري بطريقة فنية معاصرة بطريقته الخاصة، وأنه  شارك في العديد من المسبقات، ويهتم بالمواضيع الفنية المعاصرة التي تخص الحالة الانسانية والاجتماعية والسياسية.
أهم محطاته:

وأشار إلى أن معرضه الشخصي الأول كان بعنوان "جمعية الشبان المسيحية" عام 2017، ومعرضه التاني  الخاص كان بعنوان "ريف المخيم" عام 2021 .

ريف المخيم

أضاف الكرنز أن لكل مشكلة جوانب سياسية واجتماعه واقتصادية من المنظور السياسي وهناك سياسة عالمية تتحكم في تشكيل الجغرافيا الحديثة لجميع المناطق والبقع الجغرافيا بالعالم بهدف السيطرة المباشرة والغير مباشرة وتغير مساميتها السابقة بأسماء أخرى بحجة التطور فذلك ممكن، أما في فلسطين والمخيمات خاصة لا يجوز تغير المسميات خشية لحرف البوصلة وتوطين الناس في هذه المسميات الجديدة وحرمانهم من العودة للأراضي المحتلة والذين هجروا منها قصرا، وهي أيضاً من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ولنفس الهدف.

وأوضح أنه هنا  لتسليط الأضواء في مشروعه علي الناحية الاجتماعية والإنسانية والإقتصادية ومعانات المجتمع بهذه الفترة الحرجة محاولا علاجها بطريقة فنية مبين مدى أهمية الفن وعلاقته بالمجتمع ودوره بمعالجة الأمور.

حياة المخيمات

وذكر، أنه من المتعارف عليه أن المخيمات أصبحت مكتظة بالسكان وأصبح الأهالي يتوسعون بالمحيط الخارجي للمخيم وهي الأراضي الزراعية التي كانت بمثابة السلامة الغذائية للمخيمات  والمنفس الوحيد لها، وأنه أصبح هناك معاناة أخرى للأهالي في هذه المناطق التي سميتها بالريف المخيم، فأحببت أن أُسلط الضوء عليها لما تعانيه من قلة الاحتياجات في الخدمات التي بدات تقلصها وكالة الغوث الدولية التي أخدت على عاتقها تغطية المخيمات بكل الاحتياجات اللازمة للحياة ودور البلديات الحكومية والمؤسسات فمع التوسع الجغرافي للمخيم في الاراضي الزراعية المحيطة للمخيم بدأت تزداد هذه المعاناة في المناطق الجديدة مع عدم توفير الاجتياحات اللازمة لهم بحجة أنهم خارج إطار المخيم 

وعمل الكرنز عدة لوحات تحاكي هذه المناطق من ناحية جمالية وإنسانية واجتماعية بالألوان وطريقة الحياة.

وأشار إلى أنه بدأ بتسليط الضوء على المعاناة الحياتية وبساطة المعيشة مبينا علاقة الفن في اظهار هذه الحياة المهمشة وإيصال الرسالة للمعنيين وأنه من المخيم فيعيش ظروف قاسية وصعبة وكانت هذه المناطق التي يسميها ريف المخيم المنفس الجميل للمخيم والتي أصبحت الآن تتحول من اللون الأخضر واللبني والازرق إلى اللون الرمادي بسبب التوسعات السكانية التي عملت علي تجريف الكثير من الأراضي الزراعية الجميلة، وغيرت من المشهد البصري فوجب عليه كفنان تسليط الضوء هنا على هذه المناطق لكي ننقذ ونحافظ على ما تبقي من المشهد البصري الجميل وإعطاء حلول للتوسع السكاني بشكل منطقي وحضاري مدروس يمكن أن تقدم له الخدمات اللازمة للحياة.

وأكد الكرنز أنه مع تسلط الضوء على معاناة أهل هذه ففكر أن البحث في كيفية الحياة المعيشية ومتطلبات الحياة ستكون من خلال عمل لوحات فنية مختلفة المقاسات بعد دراسة ميدانية وعمل اسكتشات لبعض الزوايا والتقاط بعض الصور ليستطيع من خلالها تكوين عمله الفني.