أولوية لقاء القاهرة

بي دي ان |

09 يونيو 2021 الساعة 07:23ص

بدأت الوفود الفلسطينية في التوافد على قاهرة المعز، واول الوفود كان وفدي الحركتين الرئيسيتين فتح وحماس، اللذين وصلا امس الثلاثاء الموافق 7/6 الحالي، وسيجروا حوارا برعاية الراعي المصري قبل وصول باقي الوفود الفلسطينية الاخرى من الضفة وغزة ودمشق، ليجسروا التباينات، ويقربوا المسافات، ويتفقوا على المرتكزات الرئيسية لعمل المرحلة القادمة، وتجاوز كل المنغصات والمناكفات والثرثرات غير ذات الجدوى.
وارى من وجهة نظري، ان يركز قادة الوفود وخاصة قادة حركتي فتح وحماس، على ضرورة ما يجب العمل عليه راهنا وفي المرحلة المنظورة من العملية الكفاحية الفلسطينية، وبقدر ما يفترض ان يرسخوا ويعمقوا الإنجازات والنجاحات، التي حققتها هبة القدس العظيمة في العاصمة الأبدية، وداخل ال48 وعلى جبهة قطاع غزة، بقدر ما تملي الحاجة إلى وضع رؤية عملية وعلمية وواقعية لتكريس تلك الانجازات، ووضع السيناريوهات كافة لمواجهة التحديات الصهيونية الماثلة الآن في زهرة المدائن وأحيائها المختلفة واماكن العبادة الاسلامية والمسيحية عموما والمسجد الأقصى خصوصا. لإن المعركة لم تنتهِ لا في القدس خصوص والضفة عموما، ولا في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ولا في قطاع غزة. كون دولة المشروع الصهيوني الاستعمارية لا تستطيع التعايش مع الهزيمة. لا سيما وان اية هزيمة لها، تعني إنتفاء مطلق لمبرر الدولة المشروع. وبالتالي هي قد تتراجع مؤقتا دون ان تقر بالهزيمة، ولكنها تواصل تنفيذ مشروعها الكولونيالي في مرحلته الثانية، إي إقامة "دولة إسرائيل الكاملة" على كل ارض فلسطين التاريخية، مع التمدد بعمليات التطبيع المجاني في الوطن العربي والشرق الأوسط عموما. وبالتالي من يعتقد انه هزم الدولة الإستعمارية الصهيونية، يكون أخطأ الحساب. نعم تم تحقيق مكاسب وانجازات واضحة وملموسة، وهو ما يعني خطوة بالإتجاه الصحيح نحو تجسيد الأهداف الوطنية.
عود على بدء، فإن المرتكزات الأساسية الواجب التركيز عليها، هي أولا ترسيخ الوحدة الوطنية، ونقلها من المجال الميداني إلى المجال السياسي والقانوني والإداري اللوجستي لتوحيد الشعب بمختلف تجمعاته تحت مظلة منظمة التحرير؛ ثانيا ايلاء الاهمية القصوى للقدس العاصمة من حيث توحيد جهود القوى الوطنية، ووضع خطة لمواجهة التحديات الصهيونية فيها، والدفاع عن هويتها الوطنية والقومية واماكن عبادتها المختلفة واحيائها، وصد عمليات التطهير العرقي في احيائها جميعا، واستعادة مؤسسات منظمة التحرير فيها: بيت الشرق والمسرح وكل معلم وطني فلسطيني، والضغط لفرض إجراء الإنتخابات التشريعية فيها؛ ثالثا التوافق على تشكيل حكومة وفاق وطني، أو حكومة وحدة وطنية وفقا للاتفاقيات المبرمة واخرها إتفاق اكتوبر 2017؛ رابعا العمل على اعادة اعمار ما دمرته الحرب الهمجية الصهيونية في قطاع غزة على مدار الاحد عشر يوما من شهر ايار / مايو الماضي، وتشكيل لجنة وطنية تحت اشراف الحكومة بالتعاون مع مصر الشقيقة والامم المتحدة ومن يرغب من الاشقاء والاصدقاء؛ خامسا التركيز على ملف منظمة التحرير من حيث الإتفاق النهائي على تشكيلة المجلس الوطني الجديدة، وضم كل من حركتي حماس والجهاد للمؤسسات كافة اللجنة التنفيذية والمجلسين المركزي والوطني والدوائر، ودعوة المجلس المركزي للانعقاد في اقرب الآجال لإقرار ما يتم الإتفاق عليه، وفي المقدمة من ذلك الإتفاق على برنامج سياسي جامع يشكل ناظم للعمل السياسي، وعلى اشكال الكفاح والعلاقات البينية الفلسطينية الفلسطينية، بما يعزز الشراكة السياسية والتعاون في كل المجالات دون استثناء؛ سادسا العمل على اجراء الإنتخابات بمحدداتها الثلاث التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حيثما امكن ذلك بعد فرض الانتخابات في القدس العاصمة، سابعا التأكيد على ضرورة إلزام الأشقاء والأصدقاء والقوى الإقليمية والدولية في المقدمة منها الولايات المتحدة لعقد مؤتمر دولي ملزم لبلوغ الحل السياسي المتفق عليه وفق قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن 2334 الصادر في 23 كانون اول / ديسمبر 2016.
الشعب العربي الفلسطيني احوج ما يكون الآن بعد هبة القدس إلى الوحدة الوطنية، وترجمة هذة الرافعة الهامة والاساسية إلى حقائق على الارض للخروج من نفق التشرذم والانقسام والانقلاب، وصب الجهود لتطوير الانجازات الوطنية، وإنقاذ شعبنا من كل المؤامرات التي تستهدفه، وتحقيق الاهداف والثوابت الوطنية كاملة غير منقوصة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة.
[email protected]
[email protected]