أعيدوا للمنظمة دورها

بي دي ان |

06 يونيو 2021 الساعة 07:23ص

مازلنا في حضرة الذكرى ال57 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وهي ذكرى الإنجاز الأهم والأرقى في كفاح الشعب العربي الفلسطيني، ذكرى الممثل الشرعي والوحيد للشعب، الوطن المعنوي للكل الفلسطيني، وحاضنة الوطنية ومشروعها الكفاحي، وثوابتها، وأداة الشعب الفولاذية العظيمة في مواجهة الاعداء وكل المتربصين بفلسطين وشعبها، وايقونة الحرية والإستقلال والعودة وتقرير المصير.
ومن لا يعرف قيمة ومكانة المنظمة، لا يعرف شيئا في الكفاح التحرري الفلسطيني، ولا يعي الأهمية التاريخية لتاسيسها، وتمكن قيادتها من إنتزاع دورها التمثيلي الأوحد للشعب الفلسطيني. رغم ان اهل النظام العربي ارادوا التخلص من اعباء القضية الوطنية، والقائها على ظهر القيادة الفلسطينية لوحدها، وتعميق المنطق والمقولة القطرية السايكس بيكوية. بيد انهم لم ينجحوا، لإن الجماهير العربية بما فيها الجماهير الفلسطينية، كما رفضت تاريخيا كل اتفاقيات التآمر الرأسمالية الإستعمارية من كامبل نبرمان مرورا بسايكس بيكو، ووعد بلفور، ومقررات مؤتمر سان ريمو، وإفرازات الإنتداب البريطاني، والإتفاق الأميركي البريطاني لتطبيق وعد بلفور نهاية 1924 وما تلا ذلك إلى يوم الدنيا هذا من مؤامرات آخرها صفقة العار الترامبية، رفضت فصل الروح عن الجسد العربية، ورفضت رفضا قاطعا كل السياسات القطرية، ورفضت وسترفض منطق "سيادات" الدول العربية، الذي عادة ما يكون على حساب المصالح القومية، وسترفض سياسة اهل النظام الرسمي العربي المتهالك، والمعطل لبناء وصرح المشروع القومي النهضوي من خلال تساوقه مع مخرجات سايكس بيكو، ومع مشاريع ومخططات الغرب الرأسمالي.
اذا تأسيس منظمة التحرير، وانتزاعها مكانة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، كانت محطة تاريخية هامة في مسيرة الكفاح الوطني. ولكن هذة المكانة الان تحتاج من الكل الوطني فصائل ونخب وقطاعات مختلفة، وداخل ومناطق ال48 وشتات ومهاجر تعزيزها، وتفعيلها من خلال إحياء المنظمة، وتحمل مسؤولياتها القيادية، التي تليق بها، واولا تتطلب الضرورة تفعيل دور القيادة الجماعية، والتأصيل لها في الحياة العملية، والكف عن سياسة الهيمنة والتفرد والإستحواذ، وتعزيز الشراكة السياسية بين الكل الوطني دونما استثناء، وعلى ارضية التكامل، وعلى ارضية إحترام اوزان واثقال القوى؛ ثانيا العمل على إعادة تشكيل المجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية عبر ضم القوى والحركات الإسلامية: الجهاد وحماس، وبغض النظر عن حساباتهم، ونزعات وتطير قادة حماس الإخوانية، وذلك بدعوة ممثلي الفصائل والحركات السياسية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اللقاءات السابقة في بيروت والقاهرة وتحت رعاية رئيس منظمة التحرير بالنسبة لعدد اعضاء المجلس الوطني. وحيثما امكن اجراء انتخابات لاعضاء المجلس الوطني وفقا للنسب المحددة للفلسطينيين في دول الشتات والمهاجر، يتم ذلك، ومن ثم دعوة المجلس الوطني الجديد للإنعقاد في دورة عادية لإقرار البرنامج السياسي الجديد، ولإعادة النظر في اللائحة الداخلية للمنظمة بما يستجيب ومصالح الشعب والتطورات الجارية في العملية السياسية طيلة العقود الماضية، وإعادة النظر في اشكال الكفاح المعتمدة لمواجهة العدو الصهيوني بعد التطورات العاصفة في هبة القدس المجيدة وجبهة قطاع غزة البطلة؛ ثالثا اعادة نظر في دور ومكانة دوائر ومؤسسات المنظمة، وإعطائها الأهمية والأولوية المركزية في الساحة الفلسطينية كمرجعية وطنية للكل الفلسطيني، وإصلاح الخلل، الذي وقعت فيه قيادة المنظمة مع تشكيلها السلطة الوطنية في اعقاب اوسلو 1993، وبحث كل شأن يتعلق بمنظومة عمل المنظمة دون استثناء؛ رابعا رفض استئثار اية قوة بمؤسسات المنظمة، وفصل قيادة المنظمة عن قيادة السلطة والفصائل السياسية لتتفرغ القيادات للعمل المثمر لتطوير المنظمة قولا وفعلا؛ خامسا تطوير عمل الصندوق القومي، باعتباره المرجعية الأولى ماليا في الساحة، وتعزيز حضوره وفق المعايير الوطنية، وليس وفق إفرازات اتفاقات اوسلو؛ سادسا إعادة الإعتبار لمركز الأبحاث الفلسطيني عبر تشكيل مرجعية فكرية سياسية إقتصادية وطنية جامعة، والتخلص من السياسة الدكاكينية القائمة. وتأسيس مراكز بحثية جديدة بتخصصات مختلفة لإعادة الإعتبار للعملية الفكرية الثقافية، وإستنهاض الوعي الوطني والقومي والإنساني، وإستشراف المستقبل بالعقول الفاعلة والمنتجة للمعرفة والفكر بكل مدارسه وفرقه.
لم يعد ممكنا القفز عن تطوير دور منظمة التحرير، وإعادة الإعتبار لها كمرجعية اولى للشعب الفلسطيني، ولعل هبة القدس البطلة بما انتجتة من تداعيات كرست هذة الحقيقة، وبالتالي لا يجوز المراوحة في ذات المكان، وإنتظار الغيث من رب السماء، هذا لم يعد مجديا، إنهضوا جميعا بالمنظمة، ولا تترددوا، ولا تخشوا شيئا، وشعبنا العظيم يستحق من كافة القيادات التماثل مع روحه الكفاحية الشجاعة والخروج من شرنقة الإستكانة والترهل، ونفض غبار السنين الطوال عن جسد وهياكل ودوائر ومؤسسات المنظمة، لتكون وتبقى عنوان الوطنية الأول.