فتوح يكتب: ضربات المقاومة ضد "إسرائيل" دفعت المجتمع الدولي التحرك السريع والتوجه نحو ايجاد أفق سياسي

بي دي ان |

28 مايو 2021 الساعة 09:10ص

لا شك أن تحولا كبيرا وهاما بدأ يشق مجراه في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ،وفي العلاقات ليس فقط بي طرفي الصراع بل وفي العلاقات داخل الأقليم بدوله كافة ،والتدخل الدولي بثقله وبضغوطه بشكل مباشر على اطراف الصراع ،وبشكل غير مباشر عبر أدواته المحلية والأقليمية.

أن أحداث الشيخ جراح والدفاع عن المسجد الأقصى وتهديد أبناء القدس بالطرد والإستيلاء على بيوتهم واراضيهم واملاكهم، حرك الكل الفلسطيني داخل الخط الأخضر والضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللاجئين في دول الطوق والجاليات الفلسطينية في دول الشتات على اتساع الكرة الأرضية في القارات جميعها، حيث تجسدت وحدة وطنية فلسطينية غير مسبوقة على مدى سنوات الصراع بعد نكبة 1948، وأشتدت حدة المواجهات إلى اندلاع الحرب والعدوان ضد قطاع غزة. فالصمود وشجاعة المواجهة وحجم القتل والدمار الذي تعرض له شعبنا في غزة وضربات المقاومة ضد إسرائيل والتوصل إلى وقف اطلاق النار دفع المجتمع الدولي والأقليم التحرك السريع والتوجه نحو أيجاد أفق سياسي ذات مغزى للخروج من الدائرة المفرغة منذ أكثر من عشرين سنة.

لكن الوضع اليوم أختلف، لم يعد مقبولا النمطية السائدة في إدارة الصراع ولستمرار الخداع والنفاق الدولي للحفاظ على الوضع القائم، واستمرار التوسع الاستيطاني وتغول المستوطنين وضم ومصادرة الأراضي مترافقا بسياسة القتل والاعتقال من قبل قوات الاحتلال.

الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجلت في ارقى مستوياتها بين شعبنا في كل مكان، والتفاف أمتنا العربية بشعوبها كافة في بلدانهم، والتضامن الدولي الذي امتد على طول الارض وعرضها، أدخل عوامل جديدة على طبيعة الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يعد مقبولا استمرار إسرائيل دولة فوق القانون.

اليوم حلفاء إسرائيل الذين أنشئوها وسلحوها أصبحوا يوصموها بدولة التميز العنصري (الابارتهايد).ولم يعد محمولا أن يكون هناك شعب مازال يخضع لإحتلال دولة أخرى في عالم تحرر من الاستعمار منذ عشرات السنين. 

اليوم الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس، غير منقوصة السيادة، حدودها البرية والبحرية ومجالها الجوي طبقا للقانون الدولي، وحق العودة للاجئين، وبغير ذلك لن يقبل الجيل الصاعد الفلسطيني إلا الاستمرار في المقاومة الشعبية والمواجهة.

أن التمادي الإسرائيلي في أنتهاك واستباحة الوطنية الفلسطينية أوجدت حالة وطنية ثورية تزهو وتفاخر بتضحياتها في سبيل الحرية والاستقلال، فالقادم الفلسطيني واعد ومشرق يبعث الأمل بقرب شروق فجر الحرية.

وبالمقابل يجب أن لا نغفل أن إسرائيل وحلفائها وعملائها يشكلون الجبهة المضادة التي ستعمل بكل قوة وشراسة لإجهاض الزخم الفلسطيني العربي الدولي الذي ارتقى لأعلى درجاته في حلقة المواجهة الي مازالت قائمة بالرغم من وقف الحرب العسكرية ضد قطاع غزة.

المحتل ليس غافلا عن التطورات التي تهدد بقاء إحتلاله، ويسعى بجدية لتفريغ الحراك المضاد له ومحاولة اللعب على التناقضات وخلق الفتن وتصعيد التناقض الثانوي ليستمر بالسيطرة وابتلاع ماتبقى من بلادنا وتهويد القدس وتهجير شعبتا وطردهم منها.

اليقظة اليفظة والحذر الحذر، الفئوية والتعصب الحزبي والتنظيمي يهدم ولا يعمر يفرق ولا يوحد، فلا منية ولا تفاخر ولا معايرة لمن قام أو يقوم بواجباته الوطنية لأنها من أجل الكل الوطني، أما أذا كانت من أجل الحزب والتنظيم والاستقطاب، فهذا ليس منا ولا نحن منه، ورحم الله الشهداء.

اليوم يجب تغير قواعد اللعبة، مطلوب توظيف  المد الكبير المؤيد والمتضامن مع فلسطين وشعبها وقضيتها والدفع باتجاه المجتمع الدولي من أجل استخدام كل أدوات الضغط على إسرائيل للأنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 بشكل كامل والعودة لحدود ماقبل الحرب دون انتقاص أو تعديل, وتمكين شعببنا من تجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية كاملة السيادة.

ولا يجوز أن تعود حلقة حوار الطرشان، لابد من إطار زمني يحدد فترة المساعي الدولية بهدف انهاء الاحتلال وسحب القوات العسكرية وخروج المستوطنين من بلادنا بغير رجعة والى الأبد.،