هنية: رسالتنا وصلت للأمريكان والاحتلال أن القدس خط أحمر.. الضمانات لوقف العدوان هي مقاومتنا التي حذرت ونفذت

بي دي ان |

27 مايو 2021 الساعة 07:04ص

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم الأربعاء، لم نقبل أي مفاوضات مباشرة مع الاحتلال تتعلق بقضية القدس، بما تمثله من رمزية دينية وعقائدية وسياسية.

وأكد، عبر قناة "الجزيرة" رفضنا أن تكون القدس مجزأة على طاولة المفاوضات، لكن جميع الأطراف فهمت أن هذه المعركة نشأت من أجل القدس.

وأضاف هنية:" الإخوة في مصر عرضوا علينا اتفاق وقف إطلاق نار متبادل ومتزامن، ونحن كنا موافقين على ذلك بشرط الإبلاغ عن ساعة الصفر قبل ساعتين من موعد وقف إطلاق النار".

وتابع: أبلغنا الوسطاء رفضنا صيغة وقف إطلاق النار من جانب واحد، كاشفا:'الاحتلال طلب من سكان 3 أبراج بإخلائها، وفصائل المقاومة أبلغت الاحتلال أنه يجب أن تنهي هذا التحذير كليا، وأن تعيد الاتصال بسكان هذه الأبراج، وأن يطلب منهم العودة".

وشدد هنية، أبلغنا الاحتلال أننا لن نقبل بأن ندخل في وقف إطلاق النار تحت هذا التهديد، وأننا في حل من هذا الاتفاق.

وأوضح، بعدما أوصلنا رسالتنا، اتصل الاحتلال بسكان الأبراج المهددة وأبلغهم بأن البلاغ بالإخلاء ربما كان كاذبا، ويمكنكم العودة لمنازلكم، ثم قرر الاحتلال الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار.

وأردف:" قلنا بكل وضوح، لدينا قرار أن نصل لكل جغرافيا فلسطين بصواريخنا، ولكن بناء على تدخل الوسطاء أوقفنا هذا الموضوع، لكن اذا ارتكب الاحتلال اي حماقة فإن القرار موجود على الطاولة".

واستطرد:" تهديدات أبو عبيدة، أرغمت الاحتلال على القبول باتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يعلم أن المقاومة لا تصدر تهديدات فارغة".

وأكد أن لقدس هي عنوان الصراع مع الاحتلال، وهذا الملف لا يغلق إلا بتحرير القدس والأقصى.

وزاد هنية:" الضمانات لوقف العدوان على القدس هي مقاومتنا التي حذرت ونفذت، ونحن لا يمكن أن نقبل استمرار استباحة الأقصى، ولا نقبل تهجير أهلنا".

واكمل: نقول بكل وضوح، لا تهجير لشعبنا من الآن فصاعدا، وأبلغنا جميع الأطراف، ورسالتنا وصلت للأمريكان والاحتلال، أن القدس خط أحمر، ولا نقبل مطلقا العبث بالأقصى.

وقال هنية: "نحن نعتبر أن المقاومة يدها طليقة، وانتفاضة شعبنا الفلسطيني قائمة، ولن تتوقف، وسنحمي المسجد الأقصى كما حميناه، وسنستمر في ذلك".

وأضاف:" بعد وقف إطلاق النار، نعمل على تثبيت صورة النصر، والحفاظ على قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة".

وشدد، يجب أن ندخل في إغاثة عاجلة لإعادة ما دمره الاحتلال في غزة، وهذا سيتم بالتأكيد من خلال حديثنا مع الإخوة في مصر الذين قدموا مبلغا كبيرا لإعادة الإعمار.

واعتبر أن من أعظم النتائج لمعركة سيف القدس هو توحيد الشعب الفلسطيني في كل مكان (غزة، والضفة، والداخل، والشتات).

لفت هنية إلى أن وحدة شعبنا تشكلت من أجل القدس، وحول المقاومة، مؤكدا يجب أن نبدأ في ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، وأن ندخل شعبنا في الشتات في معادلة المؤسسة والقرار.

كما شدد، يجب ترتيب أوضاعنا الداخلية في الضفة وغزة والقدس من خلال الانتخابات.

وبين هنية، أن عنوان الوحدة الفلسطينية، نريد من خلالها أن نواجه الاستيطان، وأن نحمي القدس، وأن نثبت حق العودة، وتحرير الأسرى.

ووجه هنية رسالة للسلطة قائلا:" أقول لإخواني في السلطة الفلسطينية إنكم أعطيتم المفاوضات كل شيء خلال 27 عاما، وكانت المحصلة صفر للأسف الشديد".

وفي السياق قال هنية: معركة سيف القدس أنهت مرحلة، وبدأت مرحلة جديدة، وسنتوجه إلى القاهرة، وسنتحدث في ملفات الإعمار، والقدس، والشأن الفلسطيني الداخلي.

وأشار إلى أن، معركة سيف القدس جعلت مشاريع التطبيع وأوسلو خلف ظهورنا، لافتا إلى أن هناك تحرك عالمي أبدت فيه شعوب العالم في أوروبا وأمريكا لكي تقول لإسرائيل كفى.

وذكر هنية: تابعنا حوالي 40 ولاية أمريكية نظمت فيها مظاهرات متضامنة مع شعبنا، ونحن نقدر عاليا هذا الحراك الشعبي والجماهيري، وهذا التغيير النسبي في المواقف الرسمية لبعض الدول.

وأضاف: "نحن نرحب من حيث المبدأ في تغيير الموقف الخاطئ سابقا لبعض الدول، والقضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة على المستوى الإقليمي، وعلى المستوى العالمي".

وقال رئيس المكتب السياسي:"أن صفقة القرن التي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية، لكننا سددنا ضربة قوية لها، وأعدنا القضية الفلسطينية إلى الواجهة".

من جهة أخرى، رحب هنية بالجهود المصرية المعلنة لإعمار غزة، وكذلك بالجهود القطرية، وقال:" أطمئن أهل غزة، أننا سنعيد بناء كل بيت وكل مؤسسة دمرها الاحتلال".

وشدد، الابتزازات الأمريكية في ملف الإعمار مرفوضة، وحماس ستسهل وتساعد كل جهود الإعمار.

وأضاف أن ما قامت به كتائب القسام وسرايا القدس فاجأ الصديق قبل العدو بالأداء والقيادة والبطولات، متابعا:" ما يسميه الاحتلال مترو الأنفاق، هي المدينة الجهادية تحت غزة، وهي بخير، ولم ينل منها العدو، ولم يصل إلى بنيتها الأساسية العميقة".

وجدد تأكيده: أفشلنا مخطط الاحتلال وخديعته الكبرى لاستدراج المقاتلين والمقاومين، والمقاومة أطلقت الصواريخ من محافظة شمال غزة بعد استهداف هذه المحافظة بالصواريخ الارتجاجية لمدة 50 دقيقة متواصلة، وهذا دليل على فشل الاحتلال في تدمير بنية المقاومة.

ووجه هنية رسالة للشعب الفلسطيني:" اطمئنوا على الأنفاق، وعلى القيادة السياسية والعسكرية، واطمئنوا على قدرة المقاومة في التحكم في مسار المواجهات القادمة".

وزاد بقوله، جماهير شعبنا زحفت إلى القدس والأقصى، لكي تضع حدا لهذه الانتهاكات، واستطعنا إزالة الحواجز من باب العامود، وتأجيل قرار المحكمة المتعلق بالشيخ جراح.

وأوضح:" الاحتلال أراد أن يكون يوم 28 رمضان يوم إهانة للشعب الفلسطيني، فحشد شرطته، وأطلق الرصاص على المصلين، وكان يخطط لأن تدخل مسيرة المستوطنين إلى باحات الأقصى".

واكد، لم يكن أمامنا خيار سوى التدخل، وكنا قد حذرنا سابقا، وحينما رأينا أنهم استباحوا المسجد، صدر التحذير النهائي، والتدخل العسكري للمقاومة جاء بعد أن استنفذنا الخطوات المتعلقة بالعمل الشعبي والجماهيري.

وفي هذا الشأن قال هنية: نحن ندين للشعوب العربية والإسلامية، التي خرجت بالآلاف في الأردن ولبنان والعراق والكويت، وغيرها، وإيران نشكرها كما نشكر الجميع، وهي بلد إسلامي يدعم المقاومة، ولا أحد يستطيع أن ينكر دورها في دعمنا ماليا وعكسريا.