وكالة "أسوشيتد برس" تفصل صحفية بسبب تضامنها مع الفلسطينيين

بي دي ان |

23 مايو 2021 الساعة 04:31ص

خسرت الصحفية الأمريكية إميلي وايلدر وظيفتها التي التحقت بها بتاريخ 3 مايو الجاري، ضمن فريق عمل وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بعد 16 يوما فقط من التحاقها بالعمل.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية فإن فصل الصحفية تم لدعمها القضية الفلسطينية ونشاطها المؤيد للفلسطينيين، على حد وصف الصحيفة.

وبررت "أسوشيتد برس" قرارها بإقدام وايلدر، وهي يهودية الديانة، على "انتهاك سياسات وسائل التواصل الاجتماعي" التي تقرها الوكالة على العاملين بها، وهي الخطوة التي أثارت ردود فعل عنيفة من الصحفيين بعد أن أصبح واضحا أن وايلدر قد استهدفت من قبل وسائل الإعلام اليمينية داخل الولايات المتحدة.

وفي تصريح للـ"غارديان"، قالت وايلدر إنه تم التخلي عنها لانتهاكها سياسات الوكالة دون توضيح، مؤكدة أن إدارة "أسوشيتد برس" لم توضح أيا من تغريداتها أو منشوراتها على حساباتها خالفت اللوائح.

بدورها، انتقدت منظمة "سكاي لاين" الدولية لحقوق الإنسان قيام وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بفصل الصحفية "إميلي وايلدر" من عملها بسبب انتقادها ممارسات "إسرائيل"، وتعاطي المؤسسات الإعلامية العالمية مع ما يحدث في حي الشيخ جراح والأراضي الفلسطينية بشكل عام.

وقالت المنظمة في بيان لها، إن فصل الصحفية "وايلدر" جاء بعد 16 يوم فقط من استلام وظيفتها في الوكالة الأمريكية والتي تم تعينها بها 3 أيار/مايو الجاري، حيث تم إبلاغها بالفصل بسبب انتهاكها سياسة الوكالة على وسائل التواصل الاجتماعي وفقًا لما ذكرته "إميلي" لوسائل إعلامية.

وأشارت "سكاي لاين" إلى ما أوردته صحيفة واشنطن بوست التي أجرت مقابلة مع "وايلدر" والتي علقت على قرار فصلها بقولها "إنه أمر مدمر حقّا"، مؤكدة بأنه "لم يتم إخبارها على وجه التحديد ما هي المنشورات التي انتهكت سياسة الوكالة"، ولكن يبدو أن فصلها مرتبط "بتغريدات نشرتها دافعت فيها عن الشعب الفلسطيني وعارضت ممارسات الحكومة الإسرائيلية".

يُشار هنا إلى قيام "وايلدر" بنشر تغريدة عبر حسابها على موقع "تويتر" إنتقدت من خلالها تغطية وسائل الإعلام للوضع في الأراضي الفلسطينية حيث قالت " تبدو "الموضوعية" متقلبة عندما تنطوي المصطلحات الأساسية التي نستخدمها للإبلاغ عن الأخبار ضمنيًا على ادعاء. فاستخدام "إسرائيل"وليس فلسطين أو الحرب وليس الحصار والاحتلال تعد خيارات سياسية – ومع ذلك تتخذ وسائل الإعلام هذه الخيارات الدقيقة طوال الوقت دون تعريفها باعتبارها منحازة".

وأبرزت المنظمة قيام أعضاء من الحزب الجمهوري في جامعة "ستانفورد" في اليوم التالي، بإعادة نشر منشور كانت قد نشرته "وايلدر" في أثناء دراستها الجامعية، ووصفوها بأنها "محرضة ضد إسرائيل" وانتقدوا وكالة أسوشيتد برس لتوظيفها.  كما توالت في الأيام اللاحقة قيام وسائل إعلام مقربة من الجمهوريين، بما فيهم موقع "فوكس نيوز" بنشر مواضيع تهاجم فيها تعيين وايلدر وتربطه بقصف "إسرائيل" لمكتب أسوشيتد برس في غزة.

وذهبت "وايلدر" خلال مقابلتها مع صحيفة "واشنطن بوست" للإعتقاد بأن فصل وكالة "أسوشيتد برس" لها، جاء ردّا على تلك الانتقادات البارزة والحملة عليها من قبل الجمهوريين، مشيرة إلى قيام وكالة أسوشيتد برس بمراجعة نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعادة نشر منشوراتها القديمة، حيث قالت "كان هذا نتيجة للحملة التي شنت ضدي" .

من جانبها إستنكرت "سكاي لاين" قرار الوكالة الصحفية الأمريكية بفصل "وايلدر" مؤكدة بأنه يتناقض مع حرية الرأي والتعبير ويثبت إنحياز واضح من قبل الوكالة الإخبارية للجهات المدافعة عن إسرائيل ، معبرةً عن إستغرباها الشديد من هذا التحيز، في الوقت الذي قام فيه الجيش الإسرائيلي بقصف وتدمير مكتب الوكالة في قطاع غزة بعد إستهداف برج الجلاء الذي كان يتواجد به.

وأشارت المنظمة إلى أن سياسة الوسائط الاجتماعية للوكالة الأمريكية تنص على أنه "يجب على موظفي أسوشيتيد برس الامتناع عن الإعلان عن آرائهم بشأن القضايا العامة المثيرة للجدل في أي منصة عامة، ويجب ألا يشاركوا في أي عمل منظم لدعم الحركات".

وطالبت سكاي لاين الدولية في نهاية بيانها الوكالة الأمركية بالتراجع عن قراراها، مؤكدة على أن حرية الرأي والتعبير مكفولة في القوانين الدولية وأنه مثل هذه الممارسات تعكس مخالفات واضحة من قبل الوكالات والمؤسسات الإعلامية العالمية التي يُفترض بها الحياد ونقل الصورة الحقيقية دون تحيّز لجهة على حساب أخرى.

هذا وعبر العديد من الصحفيين وزملاؤها السابقون عن دعمهم "لوايلدر" يوم الخميس، حيث نشرت المراسلة "ريبيكا ساندرز" عبر حسابها على موقع "تويتر" "عار على" أسوشيتيد برس". أقف مع إميلي. كانت تقاريرها في صحيفتنا ممتازة. أرجو من الوكالة العودة عن قرارها الآن".

وكتبت المراسلة "ميجان تاروس" عبر حسابها على تويتر "حقيقة أن وكالة" أسوشييتد برس" رفضت الدفاع عنها عندما أصبحت الأمور صعبة، فقط الأقوياء هم من ينجون.القواعد تنطبق فقط على الضعفاء".