هنا فلسطين.. هنا الفلسطينيون

بي دي ان |

19 مايو 2021 الساعة 05:32ص

وكالعادة على مرأى ومسمع عالم متخاذل لا يقوى على قول الحقيقة الساطعة كالشمس، وأمام أمة عربية عودتنا على صمتها وبياناتها الهزيلة وشريك أمريكي لن يكون الا داعما وشريكا لاسرائيل رغم شعاراته الكاذبة.

ومع ذلك، فإن هذا العدو الذي ضرب كل شيء، ارتكب المجازر بحق الأبرياء وهدم البيوت على رؤوس الأمنين وقطع الماء والكهرباء والطرق، بات يدرك جيدا أنه مهما فعل لن يستطيع هزيمة هذا الشعب الذي اعتاد التضحية في سبيل تعزيز وجوده على أرضه المغتصبة، هذا العدو لم يكن في حسبانه أن بشدة تبجحه واعتداءاته وبمحاولته إبادة كل شيء فلسطيني، أنه أيقظ الفينيق الذي سكن طويلا، فانتفض الفلسطينيون في الداخل، انتفضوا بهويتهم ولهويتهم الفلسطينية التي سكنت لكنها لم تمت بداخلهم، فانتصروا لقدسهم وغزتهم ولفلسطين الوطن، هدموا الحدود والسياج وحدوا الجغرافيا وتوحدوا بالدم فعانقت اللد القدس وغزة، الفلسطيني لم يعد يكتفي بحدود الـ67، الآن مطلوب كل فلسطين.

حلم يتجدد أصبح هدفا من جديد سيثير مخاوف العدو فلم يعد العيش سهلا مع فلسطيني الداخل، وقبل الشيخ جراح وغزة ليس كما بعدها.

فلسطينيا مطلوب استغلال هذه الصحوة وتعزيز الهوية الفلسطينية والوجود الفلسطيني، والتواصل بكل ما هو ممكن، وتقوية الجبهة الداخلية وانهاء الانقسام الداخلي، وإزاحة العقد النفسية والنعرات الحزبية والمزايدات والمناكفات، واحترام دماء الشهداء التي نزفت والاشلاء التي بعثرت. 

للأسف تجربتنا مع الحروب السابقة مريرة فهي لم تغير شيئا من واقعنا المترهل وما نتمناه الآن هو أن تكون لدينا حكمة وجرأة ومسؤلية وطنية واخلاقية اتجاه كل الدماء التي نزفت، وكل محاولات الوحدة الوطنية التي تمت صياغتها والبناء عليها لنفكر ماذا نفعل بعد ذلك وماهو مطلوب منا.