اليوم الخامس للعدوان على غزة

بي دي ان |

15 مايو 2021 الساعة 06:58ص

في اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي وثاني ايام العيد، وبالتزامن مع الذكرى الـ ٧٣ للنكبة، تبدو الصورة قاتمة  بعد تسرب اخبار عن عملية برية عسكرية بعد تصاعد سياسة الارض المحروقة وترويع وارهاب الفلسطينيين.
 عناوين الصحف الاسرائيلية تحمل هجمه ضخمه علي قطاع غزه: الليله اشترك فيها 160 طائره..و 450 قذيفه وصاروخ..وتم مهاجمة 150 هدف خلال نص ساعه. 
كان الهدف واضحا هو القتل وكسر معنويات الفلسطينيين،  جراء فشل قوات الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي نصر عسكري ضد المقاومة، فشل في تحقيق انجازات هذه الهجمة التي ليس لها عنوان سوى  التدمير والخراب والقتل. 
وكشفت هذه الهجمات كذب قوات الاحتلال والارتباك والنفي السريع مجمل الحالة العسكرية والإعلامية الإسرائيلية، فور شيوع أنباء عن بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية في قطاع غزة، حيث سارعت مختلف وسائل الإعلام لنفي الخبر بصورة "هيستيرية" عكست جانبا من حالة الخوف والقلق من البدء الفعلي بمثل هكذا قرار.
في اليوم الخامس للعدوان بدأت أخبار ارتفاع عدد الشهداء إلى 119 شهيداً من بينهم 31 طفلاً و19 امراة بالإضافة إلى 830 إصابة بجراح مختلفة واخبار الفاجعة الإنسانية لمقتل أم فلسطينية وانتشال اطفالها  ثلاث شهيدات وعائلة العطار و ٥٠ اصابة من المناطق الشمالية لقطاع غزة والتي تعرضت لقصف مكثف من قبل المدفعية والطائرات. 
في اليوم الخامس كثيرة هي القصص الإنسانية التي تدمي القلوب والتي لا يصل إليها أحد. من سكان الشمال وتدمير منازلهم او سكان الابراج التي دمرت وهجروا قسرا وفقدوا امالهم واحلامهم وذكرياتهم.
ونزوح المواطنين من الاحياء الشرقية لغزة  والشمال قسريا والالتجاء الى مراكز الايواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين "اونروا" ويعاني هؤلاء من نقص في امدادات مياه الشرب والطعام.
في صباح اليوم الخامس تمكن الصديق ابو حسين من الخروج من منزله شمال غرب غزة، وهو يصف اهوال  الليلة الماضية بأنها اقتراب الموت ومعايشة الموت.
في اليوم الخامس للعدوان اعلنت شركة توزيع الكهرباء توقف وشيك لمحطة التوليد بسبب منع  إدخال الوقود عبر معبر كرم  أبو سالم  وتنظر الشركة بخطورة بالغة لتداعيات تعطل خط جباليا المغذي لمحافظة شمال قطاع غزة وخروج هذا الخط من الخدمة سيرفع عدد الخطوط الرئيسية المتعطله الى أربعة خطوط وهي تشكل(45%) من الطاقة الواردة من داخل الخط الأخضر،  بطاقة اجماليه تصل ل (50) ميجاوات وكذلك منع إدخال شحنات الوقود اللازمة لتشغيل محطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة بسبب إغلاق معبر كرم ابو سالم، حيث أن ذلك الأمر سيفاقم العبء والضغط على قطاع الكهرباء والطاقة،  وهو الأمر الذي لم يحدث سابقا وسيشكل منعطفا حادا وخطيرا يهدد بانهيار وشيك لأغلب القطاعات الحيوية في غزة ومن أبرزها قطاع الصحة والمياه والبيئة والصرف الصحي والخدمات العامة، كما أن هذا الأمر سيعد وشيكا وحتميا في حال توقف محطة التوليد  عن العمل بشكل كامل. 
قصص العدوان والمذبحة التي مازالت مستمرة كثيرة، ومنها القتل خاصة الأطفال والنساء داخل منازلهم، الخوف والقلق والرعب، والصمود الأسطوري، لم افهم كغيري بعد كل هذا التناقض، الذبح والقتل يدفع الناس للالتفاف حول المقاومة، أو في أسوأ الأحوال التعاطف معها، والمطالبة بالثار  والانتقام. 
يبدو أن، استعجال المستوى السياسي في إسرائيل لتحقيق نتائج باي ثمن، وتواطؤ المجتمع الإسرائيلي، ومعه المجتمع الدولي، وضعف قدرة القيادة التقليدية الرسمية والنظام العربي على القيام بتحرك ذي معنى، كلها تترجم بشكل واحد على الأرض: قتل المدنيين بلا رحمة. فهل من مهمة أسهل؟ 
ومع كل تلك الادعاءات، الدولة العبرية اتخذت قرارا جماعيا بقتل الفلسطينيين في قطاع غزة وأمام أعين العالم وبالبث المباشر من خلال الكاميرات التي تبث صور القتل والقصف الجوي والبري والبحري لكل شيء في قطاع غزة. 
المجموع اليهودي في إسرائيل موحد خلف القيادة السياسية يطالب باستمرار العدوان وقتل الفلسطينيين، قرار القتل الجماعي بذريعة الدفاع عن حياتهم، بحجة القضاء على الصواريخ الفلسطينية ليعيشوا هم على حساب شعب آخر، الكل تجند للتحريض على قتل الفلسطينيين. 
التحريض على قتل الفلسطينيين لم يأت مع بدء العملية المسماة "حارس الاسوار"، بل ليس الآن ولا العام الماضي، وترافق ذلك مع تحريض  إعلامي كبير ومستمر. وتقوم بها وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة المراسلين العسكريين الذين يحرضون بشكل كثيف ومخيف على ضرب الفلسطينيين بقسوة. والمتابع لوسائل الإعلام الإسرائيلية ووسائل التواصل الاجتماعي  يشعر الحقد والكراهية والعنصرية والعنف والكذب بداخل معظم الصحافيين الإسرائيليين الذين توحدوا جميعا من اجل قتل الفلسطينيين وبث الكذب والتحريض. 
وها هي العملية العسكرية البربرية التي بدأت منذ الثاني عشر من مايو/ ايار ٢٠٢١ بالضربات الجوية القوية والمفاجئة، والتي لم تحقق سوى القتل للمدنيين، وقصف مقرات قصفت مرات عديدة ومنازل المدنيين الآمنين، كل ذلك للضغط على الفلسطينيين وإخافتهم وللوصول بهم للركوع على أطرافهم الأربعة والطلب منهم رفع الراية البيضاء، إلا أن الفلسطينيين في القطاع برغم الدم النازف والقتل المستمر بحقهم ما زالوا يسطرون أسمى معاني العزة والكرامة بصمودهم ووحدتهم وصبرهم وثقتهم بان النصر قريب. 
قصص كثيرة تدمي القلوب من قتل وذبح، وفي داخل كل بيت وعائلة فلسطينية معاناة وقلق وخوف وما زال الفلسطينيون يرفضون الركوع أو الصراخ لوقف المذبحة. 
تهرب الكلمات في وصف القتل والتدمير والخراب المستمر ولا يوجد وصف لهذه الدولة المارقة إلا أنها دولة تعيش على القتل ورؤية الدماء تتدفق من الفلسطينيين الذين صمموا على ري ثرى غزة بدمائهم الطاهرة نصرة للمقاومة والدفاع عن أنفسهم وقضيتهم ومشروعهم الوطني. 
المذبحة مستمرة والصمود الفلسطيني يحرج كل أولئك المتخاذلين والصامتين والمشاركين في المذبحة في كل بقعة من بقاع الأرض، خاصة الأنظمة العربية التطبيعية  التي لم يعول عليها الفلسطينيون في أي يوم من الأيام أو في أي معركة من معارك الدفاع عن أنفسهم سواء في نكبتهم الأولى  أو في حصار بيروت أو الانتفاضة الأولى أو الثانية ودورات العدوان منذ ٢٠٠٨ و٢٠١٢ و٢٠١٤ والمجازر والمذابح التي ارتكبتها ولا تزال دولة القتل ترتكبها. 
مظاهرات التضامن والتأييد في أنحاء العالم والوطن العربي عبرت عن مدى الحنق والغضب ضد استمرار المذبحة، والتضامن والاحتجاج ساد عدد من مدن العالم، أما دولة رام الله فهي ما زالت لا تعلم أن القطاع يتعرض لمذبحة، ولم يستطيع أهلها حتى الآن تنظيم صفوفهم بالخروج بمسيرة تأييد أو احتجاج ضد المذبحة. 
فالتحية لكل أولئك الذين تضامنوا واحتجوا وساندوا الفلسطينيين أو أولئك الذين يعبرون عن تضامنهم بالاتصال هاتفيا، خاصة أولئك الفلسطينيين من الجزء الغالي من فلسطين عرب 48، والذين لم يتوقفوا دقيقة واحدة عن الاحتجاج والتظاهر والتضامن، وما تقوم به عصابات اليمين الفاشي من اعتداءات عنصرية بغطاء من الاحتلال والشرطة التابعة لها من قمع للفلسطينيين. 
مع كل ذلك تختزل دولة القتل والبعض من الدول العربية العدوان والمذبحة والحصار بتدمير المقاومة، ونسوا العدوان والاحتلال المستمر وهو السبب الرئيس في كل ما يجري من مصائب للفلسطينيين. 
التحية كل التحية للشهداء والجرحى والفلسطينيين الصامدين والرافضين لرفع الراية البيضاء ولن يرفعوها وسوف يستمرون في المقاومة والصمود والدفاع عن أنفسهم وأرضهم وقضيتهم، والتحية للأبطال المقاومين من جميع الفصائل الفلسطينية الذين سطروا البطولات في مقاومة الاحتلال وجنوده، والتي يجب أن تكون فرصة للوحدة والعودة عن حال الانقسام وبناء ما تم تدميره الاحتلال.