مستشار أردوغان يوجه انتقادات إلى سلطات مصر بعد إعدامها 17 عنصراً من "الإخوان المسلمين"

بي دي ان |

02 مايو 2021 الساعة 05:54ص

وجه مستشار الرئيس التركي في حزب "العدالة والتنمية"، ياسين أقطاي، انتقادات إلى سلطات مصر عقب إعدامها 17 عنصراً من جماعة "الإخوان المسلمين" بتهمة تورطهم في هجوم كرداسة عام 2013.

وكتب أقطاي، في مقال نشر اليوم السبت باللغة العربية في صحيفة "يني شفق" التركية: "حين الحديث عن حالات الإعدام في مصر في ضوء العلاقات بين تركيا ومصر، أولاً يجب أن نذكر بأن التقارب الأخير لا يتطلب اتفاقاً على كل قضية بين البلدين. إنه موضوع يقتصر على نطاقه الحالي/الآني فحسب. على الرغم من أننا نأمل أن يتوسع هذا النطاق في المستقبل ليشمل أيضاً قضايا مثل الحساسية المتعلقة بحقوق الإنسان وما شابه. أما حالياً فإن النطاق لا يزال محدوداً".

وأردف: "وضمن هذا النطاق، ليس من الضروري أن تتراجع تركيا عن موقفها إزاء هذه القضايا، ولا عن حساسيتها إزاء انتهاكات حقوق الإنسان. وحينما تتبع تركيا سياسة في هذا الصدد بناء على القيم والمبادئ التي تحكمها، فإن هذا لا يعني بأي شكل أنه موجه ضد الدولة المصرية بحد ذاتها. لا شك في أن تركيا لديها رغبة وسعي وجهد على صعيد تطوير معايير حقوق الإنسان في العالم بأسره على المدى الطويل. وإن ذلك يمثل ضرورة لعالم إسلامي أقوى، ومصر أقوى، وتركيا قوى، على حد سواء".

وأكد أقطاي أنه "ليس من صفات ومقومات الدولة القوية أن تقوم بإطلاق أحكام إعدام عشوائية جماعية على متهمين، وفق محاكمات صورية لا تتيح لهم حق الدفاع عن أنفسهم بشكل عادل. لا سيما وإن كانت هذه الدولة مسلمة وجزءا من العالم الإسلامي، فإن هذه الممارسات لن تمنحها أي قوة".

وقال: "لا شك أننا نريد الأفضل لمصر على الدوام، نريد أن تتصالح الدولة مع شعبها، من أجل أن تكون دولة أقوى وأكثر سلاما وتطورا. لقد تلقينا بكل أسف وحزن نبأ إعدام 17 شخصا، بنيهم عجوز حافظ للقرآن يبلغ الثمانين من عمره، وما زادنا حزنا وقوع ذلك خلال شهر رمضان المبارك. إن قتل نفس كقتل الناس جميعا".

وأضاف: "إن مصر اليوم تحتاج حقاً إلى سلام اجتماعي جاد، ويجب أن تتخذ الحكومة خطوات حقيقية لضمان ذلك. إن الإعدام الجماعي يمثل أكثر المشاهد بدائية بالنسبة لحكومة في هذا العصر الحديث".

واعتبر في ختام مقاله: "بالنسبة لي لا أرى أن ذلك يصب في مصلحة مصر، ولن يجلب أي خير إلى مصر التي قامت بنقل 22 مومياء من ملوك الفراعنة، وسط حفل ومراسم استثنائية ومثيرة جذبت أنظار العالم نحوها".

ويأتي مقال أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد أن نفذت السلطات المصرية الأسبوع الماضي حكم الإعدام بحق 17 من عناصر جماعة "الإخوان المسلمين" المدانين في هجوم كرداسة وقتل ضباط وعناصر أمنية في مركز شرطة المدينة في أغسطس 2013.