حسين المنذر "أبو علي".. أصل الأغنية الفلسطينية الثورية والصوت الشجي والجبلي

بي دي ان |

18 سبتمبر 2023 الساعة 12:28م

حسين المنذر
أبو علي ... لبناني الأصل وبعلبكي الهوية... لربما القليل والأقلة يعرفون أن أبو علي من مدينة بعلبك تلك المدينة التي تقع شرق نهر الليطاني في وادي البقاع، والتي تسمى باليونانية هليوبوليس، وتعني مدينة الشمس، ففي عام 1988، قمت بزيارة في البقاع بمهمة ثورية وحظيت وتشرفت بزيارة بعلبك، والتي تقع بين جبلين، ما زلت أعيش على نغمات شمس الأغنية الثورية الفلسطينية، مغني الثورة ومؤسس فرقة العاشقين حسين المنذر "ابو علي"، كان ذالك عام 1978م تحت اشراف دائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف)، ولا أنسى المغني السوري أيضا سميح شقير وهو ملحن ومغني سوري.. أبو علي الفدائي الثائر قبل ان يكون مغني الثورة الفلسطينية، أبو علي حمل مسلكيات الثورة وجعلها أحاسيس تحاكي الشعب الفلسطيني والعربي، وجسد ان فلسطين لكل الأمة العربية والاسلامية.. أبو علي كان قائدأ ورائداً في حمل المسلكيات الثورية بطريقة ابداعية من خلال الفن الأصيل والأهازيج التي تحاكي شعور كل الثائرين، فهناك أعداد مؤلفة اي بالآلاف تنظموا للثورة الفلسطينية من خلال حسين المنذر "ابو علي" الفدائي الثائر، الذي تميز بحمل الأحاسيس الدقيقة للثورة الفلسطينية.. وجعلها جزء من حركة الدم تجري في داخل الفدائي والثائر، أبو علي جسد روح الانتماء للثورة الفلسطينة وإلى فلسطين وجسد ان فلسطين لكل العرب والمسلمين، من خلال إنتمائه لها وهو بن لبنان الأصل، ومن مدينة الشمس، فكان شمس بفنه الأصيل وأغنيته الثورية تحرق العدو والاحتلال، وكان شمس تضيء طريق الثائرين وتجلجل في أعماقهم ليثورا على المحتل، فإحساسه العميق لأدائه المتميز وصوته الجبلي كان دافعاً للثائر والفدائي المتمرد على الاحتلال، ففنه وابداعه أنتج انسجاماً مسلكياً وثورياً يؤدي إلى التضحية والفداء من أجل فلسطين...
أبو علي أعاد تأهيل فرقة العاشقين مرة آخرى عام 2009م، وتم منحه وسام عام 2017م من السيد الرئيس أبو مازن وسام الثقافة والعلوم والفنون " مستوى الابتكار" تقديرا لمسيرته الفنية والابداعة في الفن الثوري والتراثي الفلسطيني الأصيل.. رحل حسين أبو المنذر "أبو علي" وبقي حياً بيننا بأحاسيسة ومشاعره، وشجون صوته المتميز بالعزوبة الذي ينسجم مع روح الفدائي، والصوت الجبلي الذهبي الذي يحاكي جسد الثائر في مناهضة المحتل...
رحم الله حسين المنذر أبو علي رحمة واسعة وتقبله الله في عليين الذي كان ملهماً ورسالياً بصوته ليقول للعالم أجمع نحن شعب هذه الأرض رغم أنف المحتلين، وأن فلسطين ستبقى عربية وإسلامية وستعود بإذن الله رب العالمين...
رحم الله ذاك الصوت الذي جسد بروحه أداءاً لامعاً في نفووس الأمة العربية ان تلك الأرواح الثائرة والمقاتلة، ومنهم من استشهد و جرح، وسجن، ومنهم من بقي على هذه الارض والحياة أن القدس جامعة وستبقى العاصمة الأبدية لنا..
رحم الله تلك الروح الملهمة والرسالية لكل عشاق الفن التراثي الأصيل وكل من يريد أن يغني وينشد لفلسطين،،، فهو اب رسالي ملهم لمن خلفه.
د. محمد كامل شبير