ظلم أميركي مفضوح

بي دي ان |

06 يوليو 2023 الساعة 12:10ص

الكاتب
منذ وجد الخير والشر، العدالة واللا عدالة، الإرهاب والدفاع عن الذات، الحرب والسلام والبشرية تعاني الظلم التاريخي، وتم نتاج تغول الامبراطوريات إبادة وافناء شعوب، وغابت القيم الإنسانية الحقة، وتلاشت القوانين وحرية البشر الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية الفقيرة والمسحوقة في انحاء المعمورة، ومازالت الإنسانية تعاني من قانون الغاب ويلات الطغم المالية الرأسمالية بسبب جشعها واستهدافها ثروات ومصالح الشعوب المستضعفة.
وكما يعلم الجميع، فإن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا خصوصا والغرب الرأسمالي عموما قامت أولا بالوقوف خلف الإعلان عن وعد بلفور في الثاني من نوفمبر 1917؛ ثانيا صاغت وتبنت صك الانتداب في عصبة الأمم في يوليو 1922؛ ثالثا ساهمت بشكل مباشر في تسهيل هجرة اليهود الصهاينة الى فلسطين، وقدمت الدعم المالي والاقتصادي والقانوني لبناء القاعدة المادية لدولة المشروع الصهيوني قبل الإعلان عن تأسيسها على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني تنفيذا لخطة مؤتمر كامبل نبرمان 1905/ 1907 واتفاقية سايكس بيكو التي مزقت وحدة الشعب العربي الى 22دولة؛ رابعا وقفت خلف اصدار قرار التقسيم لفلسطين الدولي في نوفمبر 1947، وعملت على إقامة الدولة الصهيونية اللقيطة على ارض فلسطين في العام 1948، ولم تسمح بإقامة الدولة الفلسطينية العربية؛ خامسا شكلت الحاضنة والراعية والداعمة بكل مقومات الحياة للدولة الإسرائيلية الخارجة على القانون؛ سادسا قامت بتغطية حروبها وجرائم حربها ومجازرها وارهابها المنظم امام المحافل الدولية؛ سابعا لجأت عن سابق تصميم وإصرار على تشجيع الانقلابات على الأنظمة الوطنية والقومية، وشنت الحروب عليها بذرائع واهية ومفضوحة. كما قامت بدعم ما يسمى الربيع العربي لتقسيم المقسم في أوساط الشعوب والدول العربية؛ ثامنا رغم ادعائها بالرغبة في تحقيق السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، الا انها رفضت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع ان قيادة منظمة التحرير قدمت تنازلان تجاوزت سقف قرار التقسيم 181 الدولي، وما زالت تناصب العداء للشعب الفلسطيني؛ تاسعا قامت إدارة الرئيس ترامب السابقة بالإعلان عن صفقة القرن المشؤومة عمليا منذ اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاستعمار الإسرائيلية في ديسمبر 2017، ومع ان إدارة بايدن الحالية تدعي انها ضد تلك الصفقة، لكنها تعمل بشكل حثيث لتنفيذ بنودها كافة على الأرض، وآخرها تعيين السفير الأميركي السابق في إسرائيل، دان شلبرو لتعميق وتوسيع اتفاقات الاستسلام والتطبيع المجاني بين الدول العربية وإسرائيل الفاشية؛ عاشرا مازالت واشنطن تمول إرهاب دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية، وتدافع عن جرائمها تحت يافطة " من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، وترفض من حيث المبدأ انصاف الشعب الفلسطيني والاقرار بحقه في الدفاع عن نفسه.
والنقطة الأخيرة تعكس الظلم الأميركي الفاضح للشعب الفلسطيني، وتؤكد ان الإدارات الأميركية المتعاقبة لا تؤمن بالسلام الممكن والمقبول لاقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وترفض الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، رغم ان هناك ما يزيد عن الف قرار اممي مدعومة من الغالبية العظمى من دول وشعوب العالم تؤكد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، ليس هذا فحسب، بل انها تصف الكفاح الوطني التحرري، والدفاع عن النفس والذات الوطنية بانه "إرهاب"، مع انها اغتصبت بوحشية الرعاية الدولية لعملية السلام، نتاج هيمنتها على القرار السياسي الاممي في ظل تسيدها كقطب اوحد على العالم، وساهمت بشكل متعمد في تصفية اللجنة الرباعية الدولية، وحالت دون عقد مؤتمر دولي للسلام، ومازالت حتى اللحظة السياسية الراهنة تحول دون فتح نافذة او بصيص امل لعقد ذلك المؤتمر، وتمارس ضغوطها على شعوب ودول العالم في مختلف المنابر الأممية ومنها اليونيسكو ومجلس حقوق الانسان الدولي، ومحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية وغيرها، فضلا عن مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لثنيها عن دعم الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في حريته واستقلاله وتقرير مصيره، الذي يعيش منذ خمسة وسبعون عاما تحت سيف وعار النكبة الأميركية البريطانية والإسرائيلية.
وهذا الإصرار الأميركي البريطاني على لي عنق الحقيقة، والدعم اللا مشروط لدولة الإرهاب والفاشية الإسرائيلية وتبني وتشريع حروبها واجتياحاتها واقتحاماتها للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية من قبل جيش الموت الإسرائيلي، كما حدث في الخمسين ساعة الماضية يومي الاثنين والثلاثاء السابقين على مدينة جنين الباسلة ومخيمها البطل بذريعتهم المكشوفة والمفضوحة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" يحتم على القيادة الفلسطينية العمل على رفض الرعاية الأميركية بشكل مطلق، ومطالبة الأقطاب الدولية بتحمل مسؤولياتها لحماية القانون الدولي، وحق الشعب العربي الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الوطنية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الظلم التاريخي الواقع عليه، وصيانة السلم الإقليمي والدولي، ووقف التغول الإسرائيلي الفاشي الاجرامي، ومطالبة الاشقاء العرب للارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية والقومية لاتخاذ ما يلزم من القرارات الواجبة للضغط على واشنطن ولندن وغيرها من الدول الغربية لاعادة النظر بمواقفها الجائرة والمعادية للسلام.
[email protected]
[email protected]