دراسة: "الفياغرا" تساعد في الوقاية من مرض "ألزهايمر" وعلاجه

بي دي ان |

10 ديسمبر 2021 الساعة 07:50م

حددت دراسة حديثة دواء "السيلدينافيل" (sildenafil) -واسمه التجاري "الفياغرا" (Viagra)- مرشحا لمرض ألزهايمر، فما التفاصيل؟

أجرى الدراسة باحثون بقيادة كليفلاند كلينيك، ووجدوا أن السيلدينافيل هو دواء مرشح واعد للمساعدة في الوقاية من مرض ألزهايمر وعلاجه. ونشرت الدراسة في مجلة الشيخوخة العلمية، ونقلها موقع "يوريك أليرت" (EurekAlert) وصحيفة "الغارديان" (Guardian).

ووفقا لقاعدة بيانات "ميدلاين بلس" (Medlineplus) فإن السيلدينافيل يستخدم لعلاج ضعف الانتصاب ويباع تحت الاسم التجاري الفياغرا، كما يستخدم تحت الاسم التجاري "ريفاتيو" (Revatio) لتحسين القدرة على ممارسة الرياضة لدى البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي، وهو ارتفاع ضغط الدم في الأوعية التي تحمل الدم إلى الرئتين، مما يسبب ضيق التنفس والدوخة والتعب.

وقام الباحثون بقيادة الدكتور فيشيونغ تشنغ من معهد الطب الجينومي في كليفلاند كلينك باستخدام منهجية حسابية لفحص الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية والتحقق منها كعلاجات محتملة لمرض ألزهايمر.

السيلدينافيل يخفض معدل الإصابة بمرض ألزهايمر

ومن خلال تحليل واسع النطاق لقاعدة بيانات لأكثر من 7 ملايين مريض، توصلوا إلى أن السيلدينافيل مرتبط بانخفاض معدل الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 69%، مما يشير إلى الحاجة إلى متابعة اختبار التجارب السريرية لفعالية الدواء في المرضى المصابين بهذا المرض.

وقال الدكتور تشينغ "تظهر الدراسات الحديثة أن التفاعل بين الأميلويد وتاو يساهم بشكل أكبر في الإصابة بمرض ألزهايمر أكثر من أي منهما بمفرده.. لذلك، افترضنا أن الأدوية التي تستهدف تقاطع الشبكة الجزيئية للأنماط الداخلية للأميلويد والتاو يجب أن يكون لها أكبر احتمالية للنجاح".

ويؤدي تراكم بروتينات بيتا أميلويد وبروتينات تاو في الدماغ إلى ظهور لويحات أميلويد وتشابكات تاو الليفية العصبية، وهما من السمات المميزة للتغيرات الدماغية المرتبطة بمرض ألزهايمر.

وقد تساعد كمية وموقع هذه البروتينات في الدماغ في تحديد الأنماط الداخلية. ومع ذلك، لا توجد حاليا علاجات لمرض ألزهايمر بجزيء صغير معتمد من إدارة الغذاء والدواء أو مضاد أميلويد أو مضاد تاو، حيث أخفقت العديد من التجارب السريرية لمثل هذه العلاجات في العقد الماضي.

ولمزيد من استكشاف تأثير السيلدينافيل على مرض ألزهايمر، طور الباحثون نموذجا لخلايا دماغية مشتقة من مريض ألزهايمر باستخدام الخلايا الجذعية. في النموذج، ووجدوا أن السيلدينافيل يزيد من نمو خلايا الدماغ ويقلل من فرط الفسفرة لبروتينات تاو، وهي السمة المميزة التي تؤدي إلى التشابك الليفي العصبي.

قال الدكتور تشينغ إنه نظرا لأن النتائج التي توصلوا إليها لا تؤسس سوى ارتباط بين استخدام السيلدينافيل وتقليل الإصابة بمرض ألزهايمر، فهم يخططون الآن لتجربة لاختبار السببية وتأكيد الفوائد السريرية للسيلدينافيل لمرضى ألزهايمر.

كيف تم اكتشاف الفياغرا؟

صنع الفياغرا من قبل مجموعة من الكيميائيين الصيدلانيين العاملين في شركة "فايزر" (Pfizer) بإنجلترا. ودرس الباحثون في البداية استخدام هذا العقار لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية، وأجريت أول تجارب سريرية بمستشفى موريستون في سوانسي بالمملكة المتحدة في تسعينات القرن الماضي.

واكتشفت فعالية الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب بالصدفة، فقد كان الباحثون في البداية يدرسون بهدف علاج مشاكل القلب والأوعية الدموية، حيث كان من المفترض أن تمدد الأوعية الدموية في القلب عن طريق منع بروتين معين يسمى "بي دي إي-5" (PDE-5) في الاختبارات على الحيوانات.

وعند إجراء الاختبارات على الحيوانات بدا أن السيلدينافيل يعمل جيدا، حيث وجد الباحثون دليلا على أنه يعوق "بي دي إي-5" ولم تكن هناك أي آثار جانبية سلبية واضحة على الحيوانات.

تجارب

لذلك تم إدخال السيلدينافيل في التجارب السريرية على البشر في أوائل التسعينيات، لكن النتائج الأولية أظهرت أن للدواء تأثيرا ضئيلا على الذبحة الصدرية.

ولكن لاحظت الممرضات اللواتي كن يشرفن على الرجال المشاركين في الدراسة أمرا غريبا، حيث قال جون لاماتينا -الذي كان رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة فايزر أثناء إجراء هذا البحث- إن الممرضات لاحظن أنه عند فحص الرجال كان الكثيرون منهم يستلقون على بطونهم وكانوا محرجين لأنهم كانوا يشعرون بانتصاب.

وتبين أن الأوعية الدموية المتوسعة لم تكن في القلب بل القضيب، ولأن توسع الأوعية الدموية هو جزء أساسي من العملية التي تقود للانتصاب كانت النتيجة مذهلة، فقررت شركة فايزر تسويق هذا الدواء لعلاج ضعف الانتصاب وليس للذبحة الصدرية.

وسجلت براءة الاختراع في عام 1996، وتمت الموافقة على استخدامه في علاج ضعف الانتصاب من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 27 مارس/آذار 1998 ليصبح أول علاج عن طريق الفم لعلاج ضعف الانتصاب في الولايات المتحدة.

ما هو ألزهايمر؟

ألزهايمر هو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا، يصيب الكبار عادة، وهو مرض يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تراجع قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية، يبدأ ببطء ويشمل أجزاء المخ المسؤولة عن التحكم في الأفكار والذاكرة واللغة.

وأخذ المرض اسمه من الدكتور الألماني "ألويس آلتسهايمر" الذي وصفه عام 1906، بعدما لاحظ تغيرات تشريحية في مخ امرأة توفيت بمرض عقلي غير معتاد، وشملت الأعراض فقدان الذاكرة ومشاكل في النطق.

وعادة ما يصيب ألزهايمر من هم فوق عمر الـ60 عاما، ويبدأ في صورة أعراض خفيفة مثل النسيان ومشاكل في استعمال اللغة. ولكن مع تطوره فإن الأعراض تتفاقم، إذ قد لا يعود المريض قادرا على التعرف على أفراد أسرته، أو قد يواجه صعوبات في التحدث والقراءة والكتابة، كما قد ينسى كيفية القيام بالمهام البسيطة الروتينية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وكيف يمشط شعره.

التغيرات في الدماغ تبدأ قبل عقد أو أكثر من بدء ظهور الأعراض على المصاب.

يبدأ تجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمى "بيتا أميلويد" وألياف مكونة من "بروتين تاو" في الدماغ.

مع هذه التجمعات والتراكمات غير الطبيعية، تتراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ.

مع الوقت تفقد الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل.

في النهاية تموت الخلايا.

مع ازدياد الخلايا الميتة، ينكمش دماغ الشخص.

عوامل الخطورة

العمر، فمعظم حالات ألزهايمر تحدث عند سن 65 أو أكثر، ونصف الذين يبلغون 85 عاما أو أكثر يصابون بألزهايمر.

الجينات، فبعض الأشخاص لديهم تغيرات جينية نادرة، وهؤلاء يصابون بألزهايمر في الأربعينات أو الخمسينات من العمر، أي في سن مبكرة.

وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، مثل الأب أو الأخ.

النساء أكثر عرضة لألزهايمر من الرجال، وذلك لأنهن عادة يعشن عمرا أطول.

معاناة الشخص من "الضعف الإدراكي المعتدل" (mild cognitive impairment) قد تزيد احتمال إصابته بالخرف وألزهايمر.

التعرض لرضوض أو إصابة في الرأس.

الخمول.

التدخين.

ارتفاع ضغط الدم.

ارتفاع الكوليسترول.

داء السكري غير المتحكم به بشكل جيد.

نقص النشاطات الاجتماعية.

تناول حمية قليلة من الخضار والفواكه.

الأعراض

النسيان، الذي يشمل المواعيد أو الأحداث أو المحادثات.

تكرار الجمل والأسئلة، إذ لا يعرف الشخص أنه قد قال هذه الجملة أو سأل هذا السؤال من قبل.

صعوبة في التعرف على الأماكن المحيطة، مما قد يؤدي إلى ضياع المصاب في أماكن كانت مألوفة له.

صعوبات في اختيار الكلمات للنطق والكتابة.

مشاكل في التفكير، مثل عدم القدرة على إدارة الحسابات المالية للأسرة ومتابعتها.

صعوبة في القيام بأمور مألوفة مثل ارتداء الملابس والاستحمام.

الاكتئاب.

تقلبات في المزاج.

الأوهام، كأن يعتقد المريض أن شيئا ما قد سرق.

تغيرات في نمط النوم.

المصدر : غارديان + يوريك ألرت