تركيا: لا يحق لبايدن الحكم على مسائل التاريخ بشأن الأرمن وبيانه لا قيمة له

بي دي ان |

25 ابريل 2021 الساعة 03:23ص

أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم السبت، عن رفض بلاده استخدام الرئيس الأمريكي جو بايدن مصطلح "الإبادة" لوصف "أحداث 1915".

وقال تشاووش أوغلو في تغريدة على موقع تويتر: "الكلمات لا تغير التاريخ ولا تكتبه من جديد، لسنا في وضع لنتعلم تاريخنا من غيرنا".

وأكد أوغلو رفض تركيا بيان بايدن بشأن "إبادة الأرمن" المزعومة مضيفا: "الانتهازية السياسية أكبر خيانة ضد السلام والعدل، نرفض بشكل كامل هذا البيان الذي أساسه الوحيد الشعبوية".

واعتبرت الخارجية التركية في بيان لها،،  بيان بايدن بشأن الأرمن أنه سينكأ جرحا عميقا وسيقوض الثقة المشتركة والصداقة مع واشنطن.

أكدت، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يملك الحق القانوني في الحكم على المسائل التاريخية، وتصريحاته عن "الإبادة" المزعومة للأرمن لا قيمة لها.

وأعرب البيان عن رفضه لبيان الرئيس الأمريكي حول أحداث 1915، منددا به بأشد العبارات.
وأضاف أن "رئيس الولايات المتحدة لا يملك الحق القانوني والأخلاقي في الحكم على المسائل التاريخية، وتصريحاته لا قيمة لها".

من جانبه، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، على عدم السماح بزوال ثقافة العيش المشترك بين الأتراك والأرمن.

جاء ذلك في رسالة بعثها أردوغان إلى بطريرك الأرمن في تركيا ساهاك ماشاليان.

وأكد أن تسييس أطراف ثالثة النقاشات (حول أحداث 1915) وتحويلها إلى أداة تدخل ضد تركيا لم يحقق منفعة لأي أحد.

وقال أردوغان: "لا يمكن أن نسمح بزوال ثقافة العيش المشترك لمئات السنين بين الأتراك والأرمن".

وأضاف: "ما يجمعنا (الأتراك والأرمن) ليست المصالح بل ارتباطنا الوثيق بالدولة والقيم والمثل العليا ذاتها".

واستذكر أردوغان بكل احترام الأرمن العثمانيين الذين فقدوا أرواحهم خلال الظروف القاسية للحرب العالمية الأولى، مقدما تعازيه لأحفادهم.

وأوضح أن الثقافة المشتركة تم إثراؤها وتطويرها بمساهمة العديد من أبناء المجتمع الأرمني، أطباء ومهندسين ومحامين ورجال أعمال وأصحاب المهن، علاوة على مساهمته في الهندسة المعمارية والموسيقى والفنون للبلاد.
وأعرب عن اعتقاده بأن الأتراك والأرمن بحاجة إلى إثبات أنهما وصلا إلى مرحلة النضج للتغلب على جميع العقبات معا.

وتابع: "كما تعلمون، فقد تصرفنا دائما بصدق بشأن هذه المشكلة، وسعينا جاهدين لحل المشكلة بأنفسنا".

وأكد أن تركيا أعربت دائما في العديد من المناسبات عن استعداها لتطوير علاقاتها مع أرمينيا على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل.

وأردف أردوغان أن "تبادل الأفراح والألم وبناء المستقبل بأيدينا، من خلال استخلاص الدروس الصحيحة من التاريخ".

وبيّن أن تركيا ستواصل الاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الشأن، معربا عن شكره للمواطنين الأرمن الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب على دعمهم الصادق لنضال البلاد في هذا الإطار.

وختم بالقول: "أحيي ذكرى الأرمن العثمانيين الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى باحترام، وأشارك أقاربهم آلامهم، وأنقل تحياتي القلبية إليكم جميعا".

بدوره، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن واشنطن رضخت لمطالب جماعات الضغط أثناء إدلائها ببيان "الإبادة" المزعومة للأرمن

وأعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن  بصورة رسمية بتعرض الأرمن للإبادة الجماعية في الإمبراطورية العثمانية.

وقال بايدن في بيان أصدرته الإدارة الأمريكية إن المذبحة التي تعرض لها الأرمن أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية، والتي بدأت باعتقال المفكرين الأرمن وزعماء الأرمن في القسطنطينية في 24 أبريل 1915، تمثل إبادة جماعية.

وجاء في البيان أن "الشعب الأمريكي يكرم الأرمن الذي لقوا مصرعهم بالإبادة التي بدأت في مثل هذا اليوم قبل 106 أعوام". 

وأشارت "رويترز" إلى أن خطوة بايدن التي تعد رمزية إلى حد كبير، تعني تغيرا جذريا عن سياسة شديدة الحذر تبناها البيت الأبيض منذ عقود حيال مسألة الاعتراف بإبادة الأرمن

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915، على أنه "إبادة جماعية"، وبالتالي دفع تعويضات.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق "الإبادة الجماعية" على تلك الأحداث، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين.

وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.