غزة .. حليب الأطفال يُباع للتجار والرُضع يواجهون الموت جوعاً

بي دي ان |

22 يونيو 2025 الساعة 01:14م

صورة من الحدث
في مشهد يختزل المعاناة الإنسانية، تقف أم عبدلله (39 عامًا) في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، تحمل أحد توأمها في يد، بينما تراقب الآخر في الحضانة، عيونها الغائرتان تعكس قلقًا عميقًا على صحة "عبدلله" و"ليلى"، اللذين يعانيان من سوء التغذية بعد ولادتهما المبكرة.

تعيش هذه الأم لحظات صعبة، خصوصًا في ظل تحذيرات وزارة الصحة الفلسطينية من نقص حاد في حليب الأطفال، حيث مُنع إدخال أي شحنة حليب إلى القطاع منذ حوالي أربعة أشهر. 

هذا النقص دفع بعض التجار لاستغلال الوضع، ليُباع حليب الأطفال  والسكر  لمحلات البوظة والمطاعم، حيث يُستخدم في تحضير الحلويات، بينما يُترك الرضع جائعين.

وفي ذات الصدد، حذرت وحدات السهم الثاقب معظم المطاعم من الإغلاق بسبب استغلال حليب الأطفال الرضع والسكر وبيع منتجاته بأسعار باهظة جداً.

وبالوقت ذاته، أعلنت محال المثلجات والحلويات في غزة عن الاغلاق بعد تحذيرات الجهات ذات الصلة من هذا الاستغلال التي يتم من خلاله استغلال حليب الرُضع والسكر في بيع منتجاته بأسعار باريسية.

حياة بلا أمل..

تقول أم عبدلله: "كنت أشعر بالفرح عندما علمت بحملي بتوأم، لكن تجربة الحمل تحت الإبادة والمجاعة سرقت مني هذه الفرحة." 

لم تكمل شهرها الثامن في الحمل، وخضعت لعملية ولادة قيصرية بسبب سوء التغذية، وُلِد توأمها بوزن لا يتجاوز كيلو ونصف لكل منهما.

بينما تحسنت حالة أحد الرضيعين، يبقى الآخر في الحضانة، مما يزيد من قلق الأم التي تعاني أيضًا من سوء التغذية، ولا تستطيع إرضاعهما طبيعيًا

 "أين سأجد الحليب؟" تتساءل بقلق، مشيرةً إلى أن الأسعار المرتفعة تجعل من الصعب عليها تأمين احتياجات أطفالها.

أزمة تتفاقم.. 

غير بعيد من أم عبدلله، تقف ولاء الغوطي بجانب رضيعها يزن، الذي وُضع أيضًا في الحضانة بسبب نقص وزنه. 

على الرغم من أنها بدأت إرضاعه طبيعيًا، إلا أن المجاعة وسوء التغذية حالا بينها وبين مواصلة ذلك
 "لا أستطيع توفير ما يحتاجه"، تقول بقلة حيلة.

تتزايد الأوضاع سوءًا مع استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع، حيث لم تعد التكايا الخيرية قادرة على تلبية احتياجات الأسر الفقيرة. 

تشعر أم الغوطي بالقلق على طفلها، حيث يعاني من الجوع وسوء التغذية.

نداء عاجل..

تحذيرات مستشفيات غزة تتصاعد، حيث أكّد الدكتور أحمد الفرا، رئيس مستشفى الأطفال والولادة في "مجمع ناصر الطبي"، أن الحليب العادي والعلاجي قد نفد تمامًا، مما يهدد حياة آلاف الأطفال. 

ويقول: "إذا لم تتدخل الهيئات الدولية لفتح المعابر وإدخال الحليب، فإننا في خطر حقيقي."

تظهر البيانات الرسمية أن حوالي 60 حالة من ضحايا المجاعة وسوء التغذية قد سُجلت حتى الآن بين الأطفال، مما ينذر بكارثة صحية وشيكة.

خاتمة مأساوية..

في خضم هذه الأزمة، يبقى الأطفال في غزة ضحية للظروف القاسية، حيث يُتركون بلا غذاء، ولا دواء، ولا حليب. 

إنهم بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لحمايتهم وضمان حقهم في الحياة والغذاء.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل – بدعم أمريكي – إبادة جماعية متواصلة في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير الممنهج والتهجير القسري، في تحدٍ سافر للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وأسفر هذا العدوان حتى الآن عن استشهاد أكثر من 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقدان أكثر من 11 ألف آخرين، وسط تحذيرات من انهيار تام للنظام الصحي ووقوع مجازر جديدة بحق الرضّع والمرضى.