حملة تحريض أمريكية وأوروبية وإسرائيلية شرسة ضد الرئيس عباس بعد تصريحاته حول "الهولوكوست"

بي دي ان |

08 سبتمبر 2023 الساعة 03:57م

الرئيس عباس
هاجمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واسراىيل، تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول اضطهاد اليهود ومعاداة للسامية أثناء الحرب العالمية الثانية.

وكان الرئيس عباس يتحدث عن ما يعرف بـ "المحرقة" ضد اليهود الأوروبيين، من قبل هتلر، وبين أن هتلر قتل اليهود ليس لأنهم يهود، بل بسبب وضعهم الاجتماعي والقروض الربوية وغيرها، وهم ليسوا من الساميين، ولا علاقة لهم بها، وأن هتلر قتلهم لأنه اعتبر (أي هتلر) أنهم يفسدون المجتمع الأوروبي.

ويعرف أن الرئيس عباس، يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية، وكانت أطروحته تتحدث عن العلاقات السرية بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية.

وقالت دائرة العمل في الخارجية الأوروبية في بيان، إن تصريحات عباس (87 عاما) التي أدلى بها في أواخر أغسطس آب أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها "باطلة وصارخة التضليل".

بدورها، دعت ديبورا ليبستادت، المبعوثة الأمريكية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية، إلى تقديم اعتذار على الفور عما قالت إنها "تصريحات كراهية ومعاداة للسامية" من عباس.

ونشر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو مجموعة مراقبة إعلامية مقرها واشنطن وتعتبر مقربة من إسرائيل، تصريحات عباس مترجمة إلى الإنجليزية على موقع المعهد الإلكتروني يوم الأربعاء. وذكر الرئيس عباس في تصريحاته أن ألمانيا النازية استهدفت اليهود بسبب "وظيفتهم الاجتماعية" وليس بسبب ديانتهم.

وقال "شُرح هذا في كتب كثيرة يهودية. عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لانهم يهود، لا. شُرحت بالضبط على أنه حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم". 

من جانبه، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن" ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأمريكيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية". 

وأضاف أبو ردينة "موقف الرئيس محمود عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية".

ولطالما أثار الرئيس عباس غضب المجتمع الدولي بتصريحاته حول المحرقة (الهولوكوست) النازية التي قُتل فيها ما يقدر بنحو ستة ملايين يهودي، بالإضافة إلى جماعات من الغجر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أقليات جنسية وجنسانية.

ووصف المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بيان هذه التصريحات بأنها "إهانة لملايين من ضحايا المحرقة وعائلاتهم".

وأضاف أن" مثل هذه التشوهات التاريخية مثيرة للغضب ومسيئة بشدة ولن تتمخض إلا عن تفاقم التوترات في المنطقة ولن تخدم مصالح أحد.. إنها تخدم مصلحة الذين لا يريدون حل قيام دولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا". 

بدوره، أدان شتيفن زايبرت سفير ألمانيا في إسرائيل تصريحات الرئيس عباس، وقال في تغريدة على موقع إكس للتواصل الاجتماعي "يستحق الفلسطينيون سماع الحقيقة التاريخية من زعيمهم، وليس مثل هذه التشويه".

وهذه ليست المرة الأولى التي يدلي بها الرئيس عبّاس بمثل هكذا تصريحات مثيرة للجدل حول المحرقة.

وفي زيارة إلى برلين العام الماضي، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس عباس بشدة بعد أن اتهم الأخير إسرائيل بارتكاب" 50 محرقة" ردا على سؤال حول الذكرى الخمسين لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ عام 1972.

من ناحيته، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، إن هذا التصريح يعبر عن الوجه الحقيقي للقيادة الفلسطينية، وكما يلوم عباس اليهود على المحرقة، فإنه يلوم اليهود على كل مشاكل الشرق الأوسط، متهمًا الرئيس عباس بنشر معاداة السامية، ومواصلة دعم "الإرهابيين" الفلسطينيين لقتل الإسرائيليين.

فيما وصف زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، تصريحات الرئيس عباس بأنها "خطاب فاضح ومعادٍ للسامية"، متهمًا الرئيس عباس بأنه من أشد المؤيدين "للإرهاب"، كما أنه يعمل على ملاحقة الجنود الإسرائيليين في المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الحرب.

وأضاف ليبرمان: "نشر أيضًا أبو مازن رسالة دكتوراة كاملة حول إنكار المحرقة، واليوم أثبت مرة أخرى أنه رجل متطرف، هو العدو اللدود لدولة إسرائيل".

كما هاجم متحف ياد فاشيم، وسفير إسرائيل في ألمانيا، وعدد من سفرائها في أوروبا، الرئيس عباس، واتهموه بأنه يحرض على اليهود، وينكر "حقيقة المحرقة"، وفق زعمهم.