أمنياتي

بي دي ان |

01 يناير 2023 الساعة 06:17م

ليس بالضرورة أن تكون الأمنيات قابلة للتحقيق على المدى القصير، وليست بالضرورة أن تبدو منطقية، لذلك سميت "أمنيات"، ولكن إذا توفرت الإرادة، يمكن لنا أن نمنطق ما نريد منها، وأن نعمل بجهد ومثابرة وجدّية على تحقيقها.
سأبدأ بالقضية التي يتمناها كل فلسطيني شريف وكل عربي حر، وهو أن ينتهي الانقسام إلى غير رجعة، وأن تعود غزة العزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية، وتصبح مفتوحة كغيرها من مدن الضفة الغربية، وأن يتمكن أهلنا في غزة من الحركة بحرية خارج حدود القطاع، كغيرهم من البشر الذين يتمتعون بحق من حقوق الإنسان وهو التنقل بحرية. لا أرى استحالة تحقيق ذلك، خاصة أنّ هناك بذور زرعت في هذا السياق، كان آخرها الاتفاق الجزئي الذي تمّ بالجزائر، فإذا بنينا عليه وعلى ما سبقه من اتفاقات ومحاولات للمصالحة، بحيث نضع على الأجندة فقط ما لم يتفق عليه، وما ترك دون طرح في اللقاءات السابقة، ونعمل على حل تلك القضايا العالقة بعقلانية، وهذا يتطلب وضع المصلحة الوطنية كأولوية من قبل جميع الأطراف، دون النظر إلى معادلات الربح والخسارة الفصائلية أو الشخصية التي تعرقل الأمور. كما أنّ المطلوب من أي فصيل له ارتباطات خارجية أن ينهيها كفصيل، وأن يجيّرها – إن كان ذلك ضرورياً وممكناً من الناحية السياسية- إلى الدولة الفلسطينية بنظامها الشرعي المعترف به، وألّا يقبل أيّ إملاءات خارجية تعزّز الانقسام وتحول دون تحقيق الوحدة الوطنية. 
أتمنى أن يحرّر جميع أسرانا في أقرب وقت ممكن، وأن تبيّض المعتقلات، ولا أعوّل في ذلك على جهود ذاتية لأنها غير ممكنة منطقياً، إلّا إذا غيّرنا النهج وقمنا بعمليات أسر لجنود إسرائيليين وشخصيات سياسية إسرائيلية ثم فاوضنا وعقدنا صفقة تبادل تشمل جميع الأسرى، وبما أنّ ذلك غير ممكن، أتمنى أن نقوم بترجمة ما نخرج به من توصيات في الندوات والمؤتمرات الخاصة بالأسرى، لتشكيل قوى عربية وتوحيد الجهود القانونية والسياسية والدبلوماسية للعمل بجدية على إنهاء قضية الأسرى من خلال تكريس الجهود المشتركة لتدويل القضية وتشكيل ضغط دولي على إسرائيل للإفراج عن جميع الأسرى.
أتمنى أن تقام دولتنا الفلسطينية المستقلة بجميع مقومات الدولة وبجميع مقومات الاستقلال، وأن يكون قرارنا مستقلاً غير مرتبط بالاحتلال، بما يشمل السيطرة على جميع مواردنا ومقدراتنا  الطبيعية، وألّا نضطر التعامل مع دولة الاحتلال إلّا بالندية وكدولة مستقلة تفرض إرادتها وشروطها التي تناسب وتحقّق مصالحها، دون إمكانية فرض أيّ نوع من القيود على قيادتنا ولا على شعبنا من قبل الاحتلال، وأن تحرّر القدس عاصمة فلسطين الأبدية من الاحتلال وطغيانه وجبروته ومن دنس المستوطنين والمتطرفين.
أتمنى أن نرى وجهاً جديداً يتولّى منصب وزير خارجية فلسطين، لنخرج من دائرة الانتقادات والاتهامات ببقائه سنوات طويلة دون تغيير خلافاً لبقية الوزراء، ولإعطاء الفرصة لغيره من أصحاب الكفاءات لتولّي هذا المنصب.