سعد يلقي كلمة فلسطين أمام المؤتمر العام الخامس للاتحاد الدولي للنقابات في استراليا

بي دي ان |

21 نوفمبر 2022 الساعة 12:08م

ألقى "شاهر سعد" أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، ورئيس الاتحاد العربي للنقابات، كلمة عمال وعاملات فلسطين أمام المشاركين في المؤتمر العام الخامس للاتحاد الدولي للنقابات ITUC، الذي يشارك فيه 213 اتحاداً عمالياً من مختلف قارات العالم، ويمثلون 237 مليون عامل وعاملة.

واستهل كلمته بالثناء على ما جاء في تقرير أمين عام الاتحاد الدولي للنقابات "شاران بيرو"، التي دشنت به - وفقاً لسعد - عهداً جديداً من العمل النقابي العالمي المتطلع لتحقيق غايات العمال المشروعة في العدالة الاجتماعية، الأمر الذي يتطلب مثابرة وجهداً عمالياً مضاعفاً، لأنه لا يمكن لأهداف العمال أن تتحقق دون حركة عمالية قوية ومتمتعة بالحماس اللازم للوصول إلى غاياتها العادلة، بما في ذلك تنظيم صفوفهم النقابية داخل نقاباتهم واتحاداتهم العمالية.

إلى ذلك، طالب سعد منظمة العمل الدولية بفتح مكتباً لها في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عام 1948م، لرصد ومتابعة الانتهاكات التي يخضع لها عمال وعاملات فلسطين في سوق العمل الإسرائيلي، بما في ذلك السياسات العنصرية الإسرائيلية الدنيئة بحقهم، بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى، ليس من قبل مشغليهم الإسرائيليون فقط، بل ومن قبل الحكومة الإسرائيلية نفسها، حيث يتم حرمانهم على نحو متصل وممنهج من حقهم في تلقي العلاج اللازم بعد تعرضهم للإصابة في أماكن أعمالهم، وتركهم لوحدهم يواجهون خطر الموت، وحرمان العمال من حقهم في الحصول التأمين الصحي، وعلى مكافأة نهاية الخدمة العادلة، وتشغيلهم لساعات طويلة وعدم منحهم الأجر المتناسب مع هذه الإطالة لساعات العمل، ومعاملتهم بمنتهى القسوة والوحشية على الحواجز العسكرية المخصصة لدخول العمال إلى (إسرائيل).

وتابع حديثه بالقول: "كما يتعرض عمالنا لابتزاز سماسرة بيع تصاريح الدخول لسوق العمل الإسرائيلي، واستلاب أجورهم الشهرية، وهي تصاريح دخول يجب أن تكون متاحة بالمجان لكل من يرغب بالبحث أو الالتحاق بالعمل في سوق العمل الإسرائيلي، وهذه الظاهرة ما كان لها أن تكون لولا تواطؤ الحكومة الإسرائيلية مع رجال أعمال وضباط مخابرات إسرائيليون؛ ومن يعمل معهم من الجانب الفلسطيني، وجميعهم يشكلون منبع الظاهرة المزدهرة خارج نطاق القانون وخارج الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ومنها اتفاقية باريس الاقتصادية سيما المادة (37)، التي حددت مرجعية دخول وخروج العمال من وإلى إسرائيل بمكاتب الاستخدام الإسرائيلية والفلسطينية وليس سماسرة بيع التصاريح أو غيرهم، ومخالفة لاتفاقية العمل الدولية رقم (101) التي لا تجيز حصول العامل على فرصة عمل مقابل المال، واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (44) بشأن البطالة لعام 1934م".

وأضاف، "إن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، بما في ذلك شنها لأربعة حروب مدمرة على قطاع غزة خلال السنوات العشرة الماضية، وتدمير مدنه ومصانعه وحقوله، والتسبب بزيادة عديد المتعطلين عن العمل فيه، ودفع شبابه للهجرة خارجه، لا يشكل انتهاكاً عابراً للنظم والقوانين الدولية فحسب، بل أصبح تجسيداً لمنظومة متكاملة من السياسات والانتهاكات الإجرامية التي تحظى برعايتها الحثيثة؛ لأنها تجاوزت حد الجرائم الموثقة ضد الإنسانية، وجرائم الحرب الدولية؛ وتستدعي الملاحقة والجلب للمحكمة".

واختتم سعد كلمته، بتوجيه كلمات وداع مفعمة بمشاعر الاحترام والتقدير للسيدة "شاران بيرو" أمين عام الاتحاد الدولي للنقابات، التي أنهت مهامها في هذا الموقع بعد سنوات حافلة بالدعم والتأييد للحقوق الفلسطينية، ومنها ما صرحت به أمام المشاركون في هذا المؤتمر، حيث قالت: "لقد آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967م".

واستكمل سعد كلمته مستذكراً أهم محطات الدعم والتأييد لفلسطين التي شهدها عهد "شاران بيرو" ومنها، زيارتها التضامنية لقطاع غزة، وإصرارها على تضمين البيان الختامي للمؤتمر العام الثالث لــ (ITUC)، الذي عقد في برلين في شهر أيار 2014م، للمطالب الفلسطينية، وفي مقدمتها مطالبة دولة الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب الفوري والشامل من الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عام 1967م، ومنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ورفع الاتحاد الدولي للنقابات، في شهر تشرين أول 2021م، بضغط منها؛ مذكرة مطالبة سياسية لرئاسة دول الاتحاد الأوروبي، طالبتها فيها بالاعتراف الفوري بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات فورية وملموسة للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، ووقف كافة الانتهاكات المقترفة بحق الشعب الفلسطيني، ودورها الهام في تأسيس الاتحاد العربي للنقابات، ومشاركتها شخصياً في حفل تكريم شهداء وضحايا لقمة العيش الفلسطينيين بتاريخ 29 تموز 2019م، ودعمها المقدر لمطلب فلسطين بأن تصبح عضواً كامل العضوية في منظمة العمل الدولية.

وأضاف، لهذا "نحن في فلسطين، نشعر بخسارة كبيرة لمغادرتها منصة القيادة لــ ITUC لأنها أصلت لديه نهجاً نقابياً وعمالياً ودولياً مناصراً بلا تردد لكفاح شعبنا الفلسطيني، راجين أن تواصل القيادة الجديدة لــ ITUC المضي في الدرب نفسه، وتحافظ على ميراث شاران المهني والسياسي والإنساني، ودعمها المشرف لعمال العالم كافة، وفي مقدمتهم عمال وعاملات فلسطين، وأنهى سعد حديثه بتقديم هدية رمزية للسيدة "شاران بيرو" باسم فلسطين نظير كل مواقفها المشرفة والمخلصة تجاه فلسطين.