لا تخذلوا الجزائر

بي دي ان |

20 أكتوبر 2022 الساعة 12:31ص

على مدار اليومين الماضيين الثلاثاء والأربعاء الموافقين ١١و١٢ تشرين اول/ اكتوبر الحالي التقت الوفود الفلسطينية الممثلة لأربعة عشر فصيلا والشخصيات المستقلة في الجزائر العاصمة برعاية وضيافة الجزائر الشقيقة لتجسير العلاقات بين القوى عمومًا وحركتي فتح وحماس خصوصا بهدف اعادة الاعتبار للمصالحة الوطنية؛ وازالة الانقسام وطي صفحة الانقلاب الأسود؛ وحماية مكانة الشعب والقضية الوطنية والنظام السياسي الفلسطيني التعددي الديمقراطي؛ وللرد على كل القوى المتربصة بمنظمة التحرير وبالشعب ووحدته، ولتؤكد بان فلسطين، رغم ما مررت به من سنوات عجاف طيلة الخمسة عشر عاما الماضية، الا انها عصية على الانكسار، ولا تقبل القسمة على الانقلابات والتشرذم والتفكك.
كما ان الجزائر العظيمة رئيسا وحكومة وشعبًا ونخبا تقف صفًا واحدًا، وبعزيمة صلبة لا تلين لهدم جدران الكراهية والانقسام في أوساط الشعب الفلسطيني، ولتكن فلسطين صوتا واحدًا في قمة الجزائر العربية، التي ستعقد مطلع الشهر القادم، وبحيث تكون القمة، قمة فلسطين بحق، للتأثير على الأشقاء العرب لدعم الحقوق الوطنية في مواجهة دولة الاستعمار الاسرائيلية ومن يقف خلفها، ولإعادة الاعتبار لمقولة ان القضية الفلسطينية، هي قضية العرب المركزية.  
ومن خلال المتابعة لأجواء الحوار في اليوم الأول، وبقراءة للمواقف الصادرة عن بعض ممثلي الوفود المشاركة في المحادثات جميعها تفيد بان الأجواء إيجابية،وتم اعادة التأكيد على المواقف التي تم التوافق عليها في الاتفاقات السابقة، ولم يبق سوى رتوش او قضايا مكملة للأساسيات. وهذا يبعث على بعض التفاؤل. وعلى كل القوى المشاركة في الحوار الوطني ان لا تخذل الرئيس عبد المجيد تبون، ولا الجزائر الشقيقة وشعبها العظيم، لا سيما وأنه لا يوجد بالمعنى الدقيق للكلمة ما يستوجب استمرار حالة التمزق والتفسخ والتشرذم.
آن الآوان لان يراجع الجميع الفلسطيني مواقفه من حالة التبديد والضياع والتيه، التي يعيشها الشعب، وخاصة القوة القائمة بالانقلاب، واعني حركة حماس، والعمل على رص الصفوف، وتعزيز عوامل الصمود لمواجهة التحدي الصهيو اميركي، الذي يضاعف من هجومه على مصالح وحقوق وثوابت الشعب العربي الفلسطيني. وتملي اللحظة الراهنة على الكل الوطني في ظل حصار وتطويق مخيمات واحياء العاصمة الأبدية، القدس ونابلس جبل النار وجنين ومخيمها، واستباحة كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية الرد على جرائم حرب دولة الجريمة والإرهاب المنظم الاسرائيلية.
ولم يعد مقبولا المماطلة والتسويف تجاه خيار المصالحة الوطنية، ولا يجوز التخندق في خنادق التعطيل والمناكفات من قبل البعض المتورط مع الأجندات الخارجية والشمولية، الهادفة لتفتيت وحدة الشعب والأرض والقضية والأهداف الوطنية، وبالتالي على الجميع دون استثناء الخروج من دوامة المماحكات، وتجاوز الحسابات الفئوية والفصائلية الضيقة لصالح الحساب الوطني العام، دفاعًا عن الذات التنظيمية وعن كل قطاعات وشرائح وطبقات الشعب ومصالحه الوطنية العليا. 
وارتباطا بما تقدم، فان الشعب ينتظر خطوات عملية جادة، لا بيانات تسكينية، ولا إبر مهدئة، ولا اخبارا وإعلانات للاستهلاك وخداع الذات والشعب والرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي، الكل ينتظر قرارات ملزمة وقابلة للترجمة على الأرض فورًا وبشكل مباشر، حتى يذهب الشعب وفصائله أولا للانتخابات الشاملة الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطني حيثما أمكن ذلك؛ثانيًا تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مهام الإعداد للانتخابات، وتكريس الوحدة في إطار الوزارات والمؤسسات والمعابر والحدود واجهزة الامن بمختلف مسمياتها ...الخ
ومرة أخرى اود التأكيد على، ان من يريد مقاومة الاستعمار والانتصار لحقوق الشعب ومصالحه الوطنية، ويحقق الأهداف الوطنية ويعيد الاعتبار للقضية في زحمة الصراعات العالمية، واعادة تشكل النظام العالمي الجديد، عليه ان يدفع قدما بالوحدة الوطنية، ويعزز روح الشراكة السياسية والكفاحية والوطنية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد.