أبو الغيط يشيد بالدور الهام للأرشيف الوطني الفلسطيني في الحفاظ على الوثيقة التاريخية بفلسطين

بي دي ان |

16 أكتوبر 2022 الساعة 03:30م

أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالدور المهم الذي يقوم به الأرشيف الوطني الفلسطيني والمسئولية الوطنية الجسيمة التي تقع على عاتقه للحفاظ على الوثيقة التاريخية الفلسطينية التي تمثل جزءاً من الكيان القومي للشعب الفلسطيني وتاريخه اليومي على أرضه وتراثه .

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها جامعة الدول العربية اليوم، بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف بيوم الوثيقة العربية، بعنوان: الأرشيفات العربية "جسر للتواصل بين الشعوب"، بحضور الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بالجامعة السفيرة هيفاء أبو غزالة، وعدد من الشخصيات المسؤولة عن الوثائق واستعادة الأرشيفات العربية المسلوبة والمنهوبة لدى الدول الاستعمارية والأجنبية.

وأكد الأمين العام في كلمته التي ألقتاها السفيرة أبو غزالة بالنيابة عنه، على أهمية الحفاظ على الوثيقة العربية والفلسطينية، وأن الوثيقة لها أهميتها في حد ذاتها ولم تأخذ حقها الإعلامي، رغم أنها حافظة للتراث والمعلومات، فالحفاظ على الهوية الفلسطينية ووثائقها هو تعزيزٌ للحفاظ على الهوية العربية من محاولات تشويهها وطمس ملامحها وتزوير الحقائق التاريخية.

وقالت: لعل الوثائق الفلسطينية التي يزخر بها الأرشيف الوطني تؤكد هوية القدس والمسجد الأقصى المبارك وتدحض المزاعم الإسرائيلية، أبلغُ شاهدٍ على أهمية الأرشيف الوثائقي في اثبات الحقوق التاريخية للشعوب والأجيال المقبلة وتجسد جسراً للتواصل فيما بينها.

وترأس وفد دولة فلسطين في الاحتفالية رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، والمدير العام للأرشيف الوطني فواز سلامة، ومساعد رئيس المكتبة هيثم عمرو، ومدير الأنشطة والفعاليات ناصر الدمج، ومسؤول الملف الثقافي بمندوبية فلسطين بالجامعة العربية ضحا جراد.

ومن جانبه قال قراقع إننا نتطلع من خلال اجتماعكم اليوم، من التعاون لاسترجاع ممتلكاتنا الثقافية المسروقة من قبل منظومة الاحتلال وتوفير آلية التعاون من قبل دور الارشيفات العربية والإسلامية والمكتبات الوطنية العربية لمساندة فلسطين عبر المستوى المهني والإعلامي والقانوني، لإقامة المكتبة الوطنية الفلسطينية ولفضح ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، وتوفير حاضنة عربية داعمة للتوجه لتبادل المعلومات الوثائقية، وتوفير الخبرات والتأهيل والدعم المعرفي والندوات المتعلقة بالإرث الثقافي الفلسطيني.

وأضاف قراقع في كلمته أمام الاحتفالية الوطنية، إن فلسطين أصبحت عضوا في العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي كفلت حماية الموروث الثقافي وتجريم أي جهة تستولي على القيم الفكرية والثقافية وتوفير حماية للمراكز أثناء النزاعات المسلحة، مؤكدا إن إسرائيل تخاف من المادة الفلسطينية أو أي مادة تدعم الرواية الفلسطينية، فالاحتلال يعمل على إنتاج معرفة بديلة من خلال العديد من مراكز الأبحاث التي تسعى إلى خلق رواية إسرائيلية مستندة إلى السيطرة على الموروث الوطني والثقافي للشعب الفلسطيني، وإسرائيل تعمل على إبادة التاريخ الفلسطيني القديم من الوعي والعقل.

وأوضح قراقع إنه لأول مرة تتحدث فلسطين بهذه المناسبة باسم المكتبة الوطنية الفلسطينية والتي جاءت بمرسومين رئاسيين صدرا عن رئيس دولة فلسطين عامي 2017 و 2019، بالإضافة إلى قرار مجلس الوزراء بضم الأرشيف الوطني إلى المكتبة الوطنية، والإصرار الفلسطيني على إنجاز هذا المشروع الوطني الإستراتيجي الهام بهدف توثيق وحماية التراث الفلسطيني داخل وخارج الوطن بوثائقه ومخطوطاته المتعلقة بفلسطين وبالحضارة العربية والإسلامية، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي والوثائقي العربي بكافة أشكاله بهدف تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك، حيث إننا نملك الكثير من الإبداع والتميز بكافة مجالات العلوم والارث العربي العميق.

وقال إننا ندرك حجم المخاطر التي نواجهها كشعب يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولكننا ننظر إلى هذا المشروع الذي يحتاج إلى دعم ومساندة وتكاتف كمشروع مقاومة لمواجهة سياسة الابادة والتطهير الإسرائيلية بحق تراثنا، وعلية لابد من بناء إستراتيجية عربية متحررة من الدراسات التوراتية وحفاظ المضطهد بذاكرته شرط ضروري في تحقيق قيوده، مشددا على ضرورة الحفاظ عليها في مواجهة المحاولات الإسرائيلية لسرقة وتزوير الوثائق العربية في فلسطين والقدس المحتلة، وكذلك حرب المصطلحات التي تشنها إسرائيل ضد المصطلحات العربية.

ومن جانبه قال الأمين العام للمجلس الثقافي المصري هشام عزمي: لا يمكن لأي صانع قرار اتخاذ موقف محدد دون وثيقة أو معلومة، مشددا على ضرورة تسليط الضوء على ما تتعرض له مدينة القدس من عربدة إسرائيلية، ولابد من التعريف بما تتعرض له القدس من سرقة الوثائق وتزوير للحقائق وما تقوم به من هجمة شرسة بهدف تغيير ملامحها العربية وتغيير هويتها العربية والإسلامية وتهويد المقدسات.

وطالب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة محمد ولد أعمر، بضرورة الحفاظ على الوثيقة العربية من السرقة سواء في فلسطين أو أي دولة عربية، منوها الى ان التزوير التي تقوم به إسرائيل لكل ما هو فلسطيني خاصة في مدينة القدس، وأن إسرائيل تحاول بل تتعمد تحريف المناهج الفلسطينية.
يذكر أن الاحتفالية تخللها العديد من الفعاليات منها، معرض وثائقي مصور عن الأرشيفات العربية.
ــ