الانتخابات تفجر المصالحة.. واجراءات جديدة ضد حماس!
بي دي ان |
26 نوفمبر 2020 الساعة 06:48م
أكثر من ثلاثة عشر عاما عجاف، مروا على الغزيون كما الكابوس الذي يصعب إزاحته وما تزال، أحلامهم تموت في مهدها، أمنيات تُجهض، ضياع جيل بأكمله، الغزيون وحدهم يفترشون العذابات، ليس جميعهم وإنما الضحايا منهم، انقلاب أحمق جعلهم في حالة تخبط دائم بعدما قطع أوصالهم بالمستقبل أو اَي طموح ممكن، في غزة توقفت الحياة في محطة منعزلة عن كل شيء إلا ما يمكنه سحقهم مرارا، حماس سيطرت على قطاع غزة في حزيران 2007، وضعت قبضتها على كل مناحي الحياة حتى تدخلت في أسماء المواليد، السلطة الفلسطينية بدورها وقعت ما بين أمرين احلاهما مر، أما تعزيز الفعل الكارثي الذي تسببت به حماس بشكل غير مباشر عبر دعمها للمرافق الموجودة بغزة، أو تخليها عن مصالح المواطنين وفيها ظلم لا ذنب لهم فيه، فاختارت دعم المرافق والمؤسسات التعليمية والصحية والحالات الاجتماعية .. إلى العديد من الوزارات والمؤسسات، فيما استمر حكم حماس لغزة دون اَي كلفة تتحملها. بالتالي لم يشكل حكم حماس لغزة ذلك العبء الكبير "وإن ادعت ذلك" خاصة أنها تقوم بجمع الضرائب على كل شيء، حتى أنهم فرضوا يوما الضرائب على حمار، فيما ازداد القطاع فقرا والتجار شحا، وامتلأت الشوارع بالمتسولين وزاد رواد المقاهي التي اكتظت بالخريجين والعاطلين عن العمل، وزادت نسبة الانتحار بين الشباب، والطلاق والعنف، تغيرت ملامح مجتمعنا للأسوأ وتغير وجه المدينة للأقتم، تفاصيل مرهقة وشائكة، مجتمع فقد مرجعياته الحقيقية. وبقاء الحال يكشف عورة الفصائل، اتفاقيات مصالحة يتخللها "نحس" لا تتم حتى التي وقعت في أقدس أرض، وأقسم اَهلها عند بيت الله الحرام، جميعها لم تنجح ، بحكم تدخل شياطين لم يتم رجمها هناك، وعود وآمال عاش عليها الغزاويون، المنكوبين من الجهات الأربع، دون اَي تحقيق للهدف، حالة الاحباط واليأس زادت لدى موظفين السلطة الوطنية بعد خصومات طالت رواتبهم منذ ثلاث سنوات، حيث اعتبرت بمثابة نيران صديقة فكان الألم أكبر والفعل أكثر وجعا، مؤخرا وبعد جولات وحوارات فتحاوية - حمساوية تنقلت بين الدولة العثمانية وقاهرة المعز، كسابقتها اعتراف الطرفان بفشل الحوارات، رغم ادعاء حسن النوايا، تشنجت حماس حول موضوع الانتخابات بعد ابداء موافقتها من قبل القيادي صالح العاروري 'وانبثاق بارقة أمل ، أيام قليلة لتعود ويعترض جزء من حماس على طبيعة الانتخابات، حيث يريدونها بالتزامن بدلا من التوالي، وربما وفق رؤية مختلفة عما تم الاتفاق عليه ، في كل الأحوال وإزاء هذا التشنج من قبل حركة حماس أمام طبيعة الانتخابات ما بين التزامن والتوالي، تشعر حركة فتح أن صبرها بدأ ينفذ وأنها أعطت حماس أكثر من فرصة "رغم تصريحات قيادتها أن الرئيس أبو مازن طلب من موفده، أن يبقي الباب مواربا لعملية المصالحة رغم كل شيء وحتى هذه اللحظة" لكن على مايبدو ترك الباب مواربا، لم يمنع حركة فتح من إعادة تقييم ومراجعة لسنوات مضت والتي اعترفت فيها عبر لقاء مع عضو لجنتها المركزية الأخ روحي فتوح، ولقاء آخر مع مستشار رئيس الوزارء عبد الإله الأثيرة، أن حركة فتح مولت الانقلاب بشكل غير مباشر، عبر سنوات مضت وإن هذا لابد أن تتم له مراجعة، مما يعني أن هناك خطوات جادة قد تتخذها السلطة الوطنية اتجاه غزة، مثل وقف دفع فاتورة الكهرباء، والذي يؤدي بدوره إلى وقف شبكات التوليد ووقف عمل الخطوط الإسرائيلية، إضافة إلى وقف دعم كل من التعليم والصحة والبلديات، ووزارة الأشغال، إلى العديد مما هو في جعبتها، بعكس رواتب الموظفين الذين قد يطرأ تحسن على رواتبهم ومستحقاتهم واستحقاقاتهم، "وإن كان هذا سيستغرق وقتا في حال تم تشكيل لجان لمتابعة قضايا الموظفين"، بالتالي نحن أمام خيارات صعبة ووضع سيصعب تحمله مالم تعد حركة حماس التفكير جديا في اَي قرار ستتخذها فيما يخص المصالحة أو عودة غزة لما كانت عليه قبل حزبران 2007 ، خاصة في ظل هذا الواقع الكارثي مع انتشار جائحة كورونا، والتي قد تأتي على المنظومة الصحية بأكملها. بالعموم أي خطوة للخلف من أجل الصالح العام هي ليس عيبا، ولكن الاستهتار بالمواطنين وكرامتهم وحياتهم وابقاء الحال على ماهو عليه هو خطيئة سياسية وجريمة إنسانية، وعلى الجميع وضع كرامة المواطن ومصلحة الوطن قبل اَي مصلحة حزبية، سيدفع ثمنها الجميع بلا استثناء .