دعم مبادرة الضمانات الأمنية ونداء للقوى النووية.. الشق الأمني للإعلان الروسي-الصيني المشترك

بي دي ان |

04 فبراير 2022 الساعة 08:58م

تطرق الإعلان المشترك بين روسيا والصين الذي وقع عليه الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جين بينغ اليوم الجمعة في بكين إلى الملفات الأمنية الأكثر إلحاحا على الصعيد الدولي والإقليمي.

وفيما يلي أهم النقاط ضمن الشق الأمني من الوثيقة التي تحمل اسم "الإعلان المشترك بخصوص دخول العلاقات الدولية عهدا جديدا والتنمية المستدامة":

1. الشعوب مرتبطة ببعضها البعض في مصيرها المشترك

أعربت موسكو وبكين عن قلقهما إزاء التحديات المتزايدة في مجال الأمن الدولي على خلفية استمرار جائحة فيروس كورونا في العالم، مشيرتين إلى أنهما تنطلقان من أن "الشعوب مرتبطة ببعضها البعض في مصيرها".

وشدد الإعلان المشترك على أنه لا يجوز لأي دولة ضمان أمنها على حساب أمن دول أخرى، مطالبا المجتمع الدولي بتفعيل مشاركته في الحوكمة العالمية بغية "ضمان الأمن العام المتكامل المستدام وغير القابل للتجزئة".

وأعربت روسيا والصين عن معارضتهما لأنشطة قوى خارجية رامية إلى تقويض الأمن والاستقرار في مناطق مجاورة لهما، وأبدتا عزمهما على "التصدي لأي تدخل خارجي في شؤون دول ذات سيادة تحت أي ذريعة كان" ومعارضتهما لـ"الثورات الملونة"، وأكدتا نيتهما تطوير التعاون في هذا الصدد.

2. مبادرة تشكيل جبهة عالمية ضد الإرهاب ورفض تسييس مكافحته

وأكدت الدولتان إدانتهما للإرهاب بكافة أشكاله، مشيرتين إلى أنهما تتقدمان بمبادرة تشكيل جبهة عالمية موحدة ضده مع أداء الأمم المتحدة دورا رئيسيا فيها.

ودعت روسيا والصين إلى تعزيز التنسيق السياسي والتعاون البناء في الجهود متعددة الأطراف الرامية إلى مكافحة الإرهاب، مشددتين على رفضهما لتسييس المسائل المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتحويلها إلى أدوات لانتهاج سياسة المعايير المزدوجة.

ودانت موسكو وبكين التدخلات في شؤون دول أخرى لأغراض جيوسياسية سواء كان باستغلال جماعات إرهابية ومتطرفة أو تحت راية "مكافحة الإرهاب والتطرف الدوليين".

3. الدعوة إلى وقف تمدد الناتو ودعم مبادرة الضمانات الأمنية

ولفت الإعلان المشترك إلى أن بعض الدول والتحالفات العسكرية السياسية تسعى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تحقيق امتيازات عسكرية أحادية الجانب على حساب أمن الآخرين، لاسيما من خلال ممارسة المنافسة غير العادلة وتأجيج التنافس الجيوسياسي والمواجهات والخلافات، ما يقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الدوليين.

وأعربت روسيا والصين في الوثيقة عن معارضتهما لاستمرار تمدد حلف الناتو، وحثتا حلف شمال الأطلسي على "التخلي عن المناهج الإيديولوجية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، واحترام سيادة وأمن ومصالح دول أخرى وتنوع أساليب الحياة الحضارية والتاريخية والثقافية الخاصة بها، والتعامل على نحو عادل مع التنمية السلمية لدول أخرى".

وأبدى الجانب الصيني تفهمه ودعمه للمقترحات التي تقدمت بها روسيا إلى الغرب لوضع نظام ضمانات قانونية ملزمة بغية الحفاظ على أمن أوروبا.

4) على القوى النووية سحب أسلحتها النووية المنتشرة خارج حدودها

دعا الإعلان المشترك كافة القوى النووية إلى "التخلي عن عقلية الحرب الباردة" وتقليص الاعتماد على ترسانتها النووية في سياساتها الأمنية وسحب كافة أسلحتها النووية المنتشرة خارج حدودها، بالإضافة إلى الامتناع عن تطوير منظومة الدفاعات الصاروخية العالمية واتخاذ خطوات فعالة بغية تقليص خطر اندلاع حروب نووية ونزاعات مسلحة بين دول تملك قدرات نووية.

وأكدت روسيا والصين أن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تشكل حجر الأساس في نظام نزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية في العالم وجزءا مهما من نظام الأمن الدولي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى غياب أي بديل عنها لضمان السلام والتنمية في الكرة الأرضية.

وطالبت موسكو وبكين المجتمع الدولي على الإسهام في تطبيق النقاط الثلاث الرئيسة في هذه المعاهدة بشكل متوازن وبذل جهود مشتركة من أجل حماية مصداقية هذه الوثيقة وطابعها الفريد.

5) تشكيل "أوكوس" يهدد الأمن والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

أعربت روسيا والصين في الإعلان عن معارضتهما لتشكيل تحالفات مغلقة ومعسكرات متنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرتين إلى أنهما لا تزالان تتوخيان الحيطة إزاء التأثير السلبي للاستراتيجية الأمريكية على الوضع في هذه المنطقة.

وأبدت موسكو وبكين بهذا الصدد قلقهما البالغ وإدانتهما لتشكيل تحالف "أوكوس" العسكري الجديد بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، محذرتين من أن هذه الخطوة تتنافى مع أهداف ضمان السلام والتنمية المستدامة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتزيد من خطر نشوب سباق تسلح جديد هناك وتشكل خطرا ملموسا على نظام منع انتشار الأسلحة النووية.

وحثت روسيا والصين أطراف "أوكوس" على الوفاء بالتزاماتها في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية والصواريخ، و"الدفاع عن السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة معا".

وأكدت موسكو وبكين أنهما مستمرتان في بذل مساع بغية إنشاء "منظومة أمن شاملة ومنفتحة ومتساوية الحقوق" في هذه المنطقة.

6) التحذير من إنشاء الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخي العالمية 

أشارت روسيا والصين إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من عدد من الاتفاقات الدولية المهمة في مجال الرقابة على التسلح يجلب عواقب سلبية للغاية إلى الأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين.

وأعربت روسيا والصين عن قلقهما إزاء خطط الولايات المتحدة تطوير منظومة الدفاع الصاروخي العالمية ونشر مكوناتها في مختلف مناطق العالم بالتزامن مع زيادة قدرات الأسلحة غير النووية عالية الدقة.

ودعا الإعلان المشترك الولايات المتحدة إلى "التجاوب إيجابا" مع مبادرة الضمانات الأمنية الروسية والتخلي عن خططها لنشر صواريخ برية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

7) رفض محاولات عسكرة الفضاء

شددت روسيا والصين في الوثيقة على أهمية استخدام المجال الفضائي لأغراض سلمية حصرا، مع أداء الأمم المتحدة دورا رئيسيا في تحديد قواعد التعاون الدولي في هذا المجال.

وأعربت موسكو وبكين عن معارضتهما لمحاولات بعض الدول تحويل الفضاء إلى ساحة للمواجهة العسكرية، مؤكدتين عزمهما على بذل قصارى الجهد بغية منع عسكرة الفضاء وتفادي سباق تسلح هناك.

وتعهدت روسيا والصين بالتصدي للأنشطة الرامية إلى تحقيق بعض الدول تفوقا عسكريا في الفضاء واستغلاله كمنطلق لتنفيذ عمليات عسكرية.

وأكد الإعلان المشترك على ضرورة إطلاق التفاوض في أسرع وقت ممكن بغية إبرام وثيقة قانونية ملزمة متعددة الأطراف ستقدم ضمانات أساسية وراسخة لتجنيب الفضاء سباق تسلح ومنع عسكرته، وذلك بناء على أساس المشروع الروسي-الصيني لاتفاقية منع نشر الأسلحة في الفضاء واستخدام القوة والتهديدات بحق الأجسام الفضائية.

8) الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها تهدد أمن روسيا والصين

أشار الإعلان المشترك إلى أن الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها في أراضيهم وخارجها تستدعي قلقا بالغا وتساؤلات من قبل المجتمع الدولي، لافتا إلى أن روسيا والصين تريان في هذه الأنشطة خطرا على أمنهما القومي.

وحثت موسكو وبكين واشنطن وحلفاءها على التحلي بشفافية ومسؤولية أكبر في هذا المجال وإبلاغ الدول الأخرى على نحو مناسب بأنشطتهم المذكورة.

وأكدت روسيا والصين تمسكهما ببناء عالم خال من الأسلحة الكيميائية، ودعتا كافة أعضاء معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية إلى حماية مصداقيتها وفعاليتها معا.

وأعربت روسيا والصين عن بالغ قلقهما إزاء تسييس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وحثتا كافة أعضائها على "تعزيز التضامن والتعاون والدفاع عن تقليد تبني قرارات ضمن المنظمة على أساس توافقي".

وأصر الإعلان المشترك على أنه يتعين على الولايات المتحدة كدولة وحيدة في المعاهدة المذكورة التي لم تكمل بعد عملية إتلاف ترسانتها الكيميائية، تسريع جهودها في هذا المجال، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية الحفاظ على التوازن بين مسؤوليات الدول في مجال عدم انتشار الأسلحة الكيميائية ومصالح التعاون الدولي المشروع في مجال استخدام التكنولوجيات المتقدمة.

9) دعم بناء فضاء آمن ومنفتح  لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

أبدت روسيا والصين في الإعلان المشترك استعدادهما لتعميق التعاون في مجال الأمن المعلوماتي الدولي والإسهام في بناء فضاء آمن ومنفتح ومستدام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وشدد الدولتان على أهمية أن تنطبق مبادئ عدم استخدام القوة واحترام سيادة الدول وحقوق وحريات الإنسان الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة على الفضاء المعلوماتي أيضا.

وأكد الإعلان المشترك على دور الأمم المتحدة الرئيسي في الرد على المخاطر التي تهدد الأمن المعلوماتي الدولي، مبديا دعم موسكو وبكين للمنظمة العالمية في وضع قواعد جديدة لسلوك الدول في هذا المجال.

المصدر: RT