تقرير: مجازرٌ إسرائيلية ونزوحٌ محاصر داخل أزقة مراكز إيواء شمال قطاع غزة (صور)

بي دي ان |

13 ديسمبر 2023 الساعة 02:09م

صورة أرشيفية
مجازرٌ إسرائيلية تُرْتكب في مُدة زمنية قصيرة بشكل متتالٍ، ولكنها طويلة في توقيت الدماء، بحق النازحين بمراكز الإيواء في شمال قطاع غزة، تلك المراكز الّتي يلوذون إليها فرارًا من الموت؛ فيجدون الموت يتربّصُ بهم في أزقتها
في مذابحٍ يوافقُ عليها العالمُ بصمِتِه، وحقد إسرائيلي، متعطش للدماء تُدفع 
فاتورته من دماء الأبرياء.

بمرارة وقسوة النزوح، يتواجد أكثر من 80 ألف نازح بمدارس الأونروا و عيادات مشروع بيت لاهيا التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وبداخل مدارس الشمال تحديداً "خليفة وحمد وحلب والنخيل والكويت والفاخورة وشادية أبو غزالة وعوني الحرثاني" وعيادة اليمن السعيد وغيرهم.

هذا الرقم الذي يجلب معه ما يعانيه النازحين هناك، بتغربتهم التي لا تنتهٍ ،والتي لا تجد برّاً لترسو عليه باستمرار الحرب الهمجية الإسرائيلية، والتي تتواصل يوماً بعد آخر ومن دون توقّف، بتواصل الدماء التي تنزّ وكأنها شلال منهمر. 

لأيامٍ عديدة يُحاصرْ النازحين بمراكز ايواء شمال غزة، من قِبل قوات الاحتلال بالدبابات التى لا تتوقف عن إطلاق النار  والقتل المتعمد بدم بارد، وترويع الأطفال والنساء واعتقال الشبان والرجال، واستهداف المنازل والممتلكات العامة والخاصة.

وتتسع قائمة الجرائم الإسرائيلية، لتشمل على سبيل المثال لا الحصر، استهداف الشاب عز الدين المسلمي،"21عاماً"، من قبل قناصة قوات الاحتلال في عيادة طبية بمحيط مدرسة الفاخورة، شمال القطاع.

الشهيد المسلمي لم يتمكن أحد من دفنه بسبب حصار الاحتلال للمركز الإيواء المتواجد به.

 ورغم بشاعة تلك الجريمة قامت قوات الاحتلال بمنع ايصال الطعام والماء للنازحين هناك.

وبسبب انعدام الماء، قرر ثلاثة شبان"سالم الرضيع ونسيم الحبل، ومحمد الرضيع" التطوع لجلب الماء وما إن وصلوا إلى باب المدرسة قصفتهم مدفعية الاحتلال وارتقو شهداء، دون أن يستطيع أحد الوصول لهم، وانتشال جثثهم، ويخشى النازحون داخل المركز من مصير مماثل يمكن أن ينتظرهم بسهولة فهم فاقدين للأمان هناك.

ويمكن القول أنه بشكل يومي، يتحول الفلسطينيون وعائلاتهم إلى قصص مؤلمة ودامية، دون أفق لنهاية الاستهداف المُمنهج لهم في ظل استمرار الوحشية الإسرائيلية والتواطؤ الغربي.

ومع استمرار هذه الجرائم تتجدد مناشدات النازحين بمراكز ايواء مشروع بيت لاهيا ومحيطه ،للصليب الأحمر علّه يستجيب لانقاذهم،  وإخراجهم من بؤرة همجية الاحتلال وحصاره لهم، لكن دون مجيب. 

ويتكرر مشهد القتل الدموي بتفاصيله داخل مراكز الايواء يوماً بعد يوم بل يمكنني القول ساعة بعد الأخرى ، دون أن يُذاع في مختلف الشبكات الإخبارية حول العالم، بسبب انقطاع خدمات الاتصال والتواصل وشبكات الإنترنت ولاتزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تمتلك من الوقاحة ما يمكَّنها من تصعيدها للهجمات البّرية والصاروخية. 

ومع استمرار انقطاع الاتصال والتواصل تسقط التفاصيل أمام العالم دون أن تتلاشى من رؤوس الشهود في قطاع غزة، ويُعَدُّ مشهد الاستهداف المتعمد للشبان الأربعة واحداً من أبرز المواقف الشاهدة على مدى اجرام الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني