تقرير.. عصابات سلب ونهب المساعدات إبادةٌ من نوع آخر
بي دي ان |
23 نوفمبر 2024 الساعة 02:20ص
غزة - خاص بي دي ان - لينا راضي
أزمةُ جوع عميقة، وحالةٌ من الفوضى، وكوارث اقتصادية وأمنية غير مسبوقة، يعيشها جنوب قطاع غزة، كحال شماله، نتيجة لتعرض شاحنات المساعدات للسرقة من قبل عصابات لصوص وعرقلة وصولها للمنظمات الإغاثية لتوزيعها على المواطنين.
الكواد كابتر الأمان الشامل للعصابات..
إذ تتمادى هذه العصابات لسلب ونهب شاحنات المساعدات التي تدخل من معبر كرم أبو سالم وكيسوفيم وغيرهما، بحماية مشددة من الاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه يوفر لهم الأمان الشامل من طائرات "كواد كابتر" ومخازن وأسلحة
فرض الاتاوات..
وتنْشط هذه العصابات في مناطق تواجد الاحتلال وتقيم مخازنها بالقرب من قواته في المناطق الشرقيه من رفح،
موفراً لها الحماية والدعم الكامل، فالشاحنات التابعة للعصابات تقوم بنهب المساعدات وتخزنها وتحرم الجوعى منها وتفرض الاتاوات للحصول على بعض منها مما أدى للارتفاع الباهظ في أسعار البضائع والسلع الغذائية وغيرها في جنوب القطاع.
وفي التفاصيل، وبعد المتابعة من خلال معدّة التقرير، يُذكر أن هذه العصابات تقوم بنشر سواتر ترابية لقطع الطريق على القوافل على طول الطريق الخاضع لسيطرة الاحتلال من كرم أبو سالم، حيث تنتظر القوافل ببنادق الكلاشينكوف وغيرها من الأسلحة.
ولم تقتصر عمليات النهب في المناطق الحدودية، فقط، أو محيط معبر كرم أبو سالم، بل وسعت نشاطها، لتشمل مناطق جديدة، خصوصاً مداخل المدن والمحافظات والمخيمات الواقعة على شارع صلاح الدين، والذي يصل جنوب القطاع بشماله.
لكن توسيع هذه النشاطات يأتي في إطار إجراء احترازي تتخذه العصابات في محاولة للإفلات من الملاحقة الأمنية لها من قِبل عناصر الشرطة والأمن
وكشفت مصادر ميدانية، أن العديد من عمليات السرقة والنهب سجلت في منطقة "التحلية" بخانيونس، وعلى مدخل مدينة دير البلح، ومنطقة تبة النويري شمال غرب النصيرات بالمحافظة الوسطى، فضلا عن مدخل مخيم المغازي، إضافة لبعض المناطق الأخرى وسط وجنوب القطاع.
تفاصيل اعتراض للشاحنات..
تقوم العصابات بمراقبة قوافل المساعدات القادمة من المعابر، وما إن تخرج من البوابة، حتى ينصب اللصوص لها كمائن على بعد مئات الأمتار من مواقع جيش الاحتلال، وذلك بوضع عوائق من الحجارة، أو بملاحقة الشاحنات واعتلائها، وأحياناً عديدة بإطلاق النار صوب السائقين أو إطارات الشاحنات، ما يتسبب في توقفها، ويسهّل السيطرة عليها.
في أعقاب ذلك، يقود اللصوص الشاحنات صوب مناطق بعينها تقع قرب الحدود الشرقية لرفح، أي في مناطق تخضع بالكامل لقوات الاحتلال، بل وتصنف مناطق خطرة، وهناك يجري إنزال الحمولات من المساعدات، تمهيداً لبيعها مجدداً في السوق السوداء بمبالغ باهظة، بحيث لا يستطيع النازحون شراءها.
وفي أحيان أخرى، يقوم المسلحون بطلب فدية من بعض الشاحنات، لا تقل عن 5 آلاف دولار مقابل السماح لها بمواصلة السير نحو وجهتها النهائية، وغالبا ما يتم هذا الإجراء مع الشاحنات التي تتبع القطاع التجاري، والمخصصة للبيع في الأسواق، الأمر الذي يتسبب أيضا في رفع أسعار تلك البضائع، بعد حساب الإتاوة التي فُرضت عليها.
من هو المتهم الأول؟!
وخلال التحري والمتابعة، اطلّعت معدة التقرير على تفاصيل مذكرة صادرة عن الأمم المتحدة التي أفادت بأن مواطناً فلسطينياً يدعى ياسر أبو شباب هو المتهم الأول بسرقة قوافل المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
ووفقاً للمذكرة فإن أبو شباب يُعد هو الأكثر تورطا في عمليات النهب الممنهج للقوافل.
وينتمي أبو شباب لقبيلة الترابين التي تمتد في جنوب غزة وصحراء النقب في فلسطين المحتلة وشبه جزيرة سيناء المصرية، وقد قضى فترة في سجون غزة قبل الحرب بتهم جنائية.
وخلال محادثة هاتفية، مع أبو شباب للحديث معه عن الاتهامات التي وجهت له، أكد أنهم “يأخذون فقط من المساعدات”، موضحاً أنه وأقاربه لا يعتدون على أحد ولا يقتربون من الطعام والخيام وإمدادات الأطفال.
وبيّن أبو شباب أنه لجأ لأخذ المساعدات بنفسه بعدما يئس من الحصول عليها، موجهاً التهمة لحركة حماس بالسيطرة على المساعدات.
وأضاف: “ليقل أولئك الذين يتهموننا بالعمل مع الاحتلال ما يشاؤون، إن الاحتلال ليست بحاجتنا”.
شهود عيان..
ووفقاً لما أكده أحد التجار لصحيفة "پي دي ان" الاخبارية أن عصابات مكونة من 100 بلطجي وأكثر يستولون على شاحنات المواد الغذائية والمساعدات في الجزء الشرقي من رفح.
وأضاف التاجر :"أنه في وقت مضى، هوجمت حوالي 80 شاحنة من أصل 100 شاحنة إغاثة تابعة لأحد الجمعيات الخيرية وسُرقت البضائع التي كانت بداخلها من قبل رجال العصابة.
وقال التاجر، أن هذه العصابة “قتلت أربعة من السائقين الذين كانوا قائمين على تأمين الشاحنات منذ مايو الماضي، كان آخرهم في هجوم وقع في 15 أكتوبر”، مشيراً إلى أن سائقاً تعرض للهجوم الشهر الماضي لا يزال في المستشفى مصاباً بكسور في الذراعين والساقين.
اتهام موجه بشكلٍ مباشر للاحتلال..
وفي ذات السياق قال مسؤولي الأمم المتحدة :" إن المسلحين ينهبون المساعدات على بعد أمتار من القوات الإسرائيلية دون أن يعترضهم أحد.
كما أفادت 29 منظمة دولية غير حكومية بأن الاحتلال يشجع على نهب المساعدات الإنسانية، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.
وجاء في تقرير مشترك لهذه المنظمات، ومن بينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف "إسرائيل" ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور.
وأضاف التقرير أن "الجيش الإسرائيلي" لا يمنع نهب الشاحنات ولا يمنع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات حينما كان عناصر الشرطة الفلسطينية "يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، فإنهم تعرضوا لهجوم من الجيش الإسرائيلي".
وذكر مسؤولي منظمات الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني وشركات النقل وشهود عيان:" أن هذه العصابات “تعمل بحرية تامة بمناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال”.
عمل أمني موسع ضد العصابات..
وبالوقت ذاته، أفادت مصادر في وزارة داخلية حكومة غزة، بمقتل 20 شخصا من “عصابات لصوص شاحنات المساعدات" بعملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية.
وأضافت المصادر أن “هذه العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا، وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات”، مشددة على أن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص.
الكواد كابتر الأمان الشامل للعصابات..
إذ تتمادى هذه العصابات لسلب ونهب شاحنات المساعدات التي تدخل من معبر كرم أبو سالم وكيسوفيم وغيرهما، بحماية مشددة من الاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه يوفر لهم الأمان الشامل من طائرات "كواد كابتر" ومخازن وأسلحة
فرض الاتاوات..
وتنْشط هذه العصابات في مناطق تواجد الاحتلال وتقيم مخازنها بالقرب من قواته في المناطق الشرقيه من رفح،
موفراً لها الحماية والدعم الكامل، فالشاحنات التابعة للعصابات تقوم بنهب المساعدات وتخزنها وتحرم الجوعى منها وتفرض الاتاوات للحصول على بعض منها مما أدى للارتفاع الباهظ في أسعار البضائع والسلع الغذائية وغيرها في جنوب القطاع.
وفي التفاصيل، وبعد المتابعة من خلال معدّة التقرير، يُذكر أن هذه العصابات تقوم بنشر سواتر ترابية لقطع الطريق على القوافل على طول الطريق الخاضع لسيطرة الاحتلال من كرم أبو سالم، حيث تنتظر القوافل ببنادق الكلاشينكوف وغيرها من الأسلحة.
ولم تقتصر عمليات النهب في المناطق الحدودية، فقط، أو محيط معبر كرم أبو سالم، بل وسعت نشاطها، لتشمل مناطق جديدة، خصوصاً مداخل المدن والمحافظات والمخيمات الواقعة على شارع صلاح الدين، والذي يصل جنوب القطاع بشماله.
لكن توسيع هذه النشاطات يأتي في إطار إجراء احترازي تتخذه العصابات في محاولة للإفلات من الملاحقة الأمنية لها من قِبل عناصر الشرطة والأمن
وكشفت مصادر ميدانية، أن العديد من عمليات السرقة والنهب سجلت في منطقة "التحلية" بخانيونس، وعلى مدخل مدينة دير البلح، ومنطقة تبة النويري شمال غرب النصيرات بالمحافظة الوسطى، فضلا عن مدخل مخيم المغازي، إضافة لبعض المناطق الأخرى وسط وجنوب القطاع.
تفاصيل اعتراض للشاحنات..
تقوم العصابات بمراقبة قوافل المساعدات القادمة من المعابر، وما إن تخرج من البوابة، حتى ينصب اللصوص لها كمائن على بعد مئات الأمتار من مواقع جيش الاحتلال، وذلك بوضع عوائق من الحجارة، أو بملاحقة الشاحنات واعتلائها، وأحياناً عديدة بإطلاق النار صوب السائقين أو إطارات الشاحنات، ما يتسبب في توقفها، ويسهّل السيطرة عليها.
في أعقاب ذلك، يقود اللصوص الشاحنات صوب مناطق بعينها تقع قرب الحدود الشرقية لرفح، أي في مناطق تخضع بالكامل لقوات الاحتلال، بل وتصنف مناطق خطرة، وهناك يجري إنزال الحمولات من المساعدات، تمهيداً لبيعها مجدداً في السوق السوداء بمبالغ باهظة، بحيث لا يستطيع النازحون شراءها.
وفي أحيان أخرى، يقوم المسلحون بطلب فدية من بعض الشاحنات، لا تقل عن 5 آلاف دولار مقابل السماح لها بمواصلة السير نحو وجهتها النهائية، وغالبا ما يتم هذا الإجراء مع الشاحنات التي تتبع القطاع التجاري، والمخصصة للبيع في الأسواق، الأمر الذي يتسبب أيضا في رفع أسعار تلك البضائع، بعد حساب الإتاوة التي فُرضت عليها.
من هو المتهم الأول؟!
وخلال التحري والمتابعة، اطلّعت معدة التقرير على تفاصيل مذكرة صادرة عن الأمم المتحدة التي أفادت بأن مواطناً فلسطينياً يدعى ياسر أبو شباب هو المتهم الأول بسرقة قوافل المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
ووفقاً للمذكرة فإن أبو شباب يُعد هو الأكثر تورطا في عمليات النهب الممنهج للقوافل.
وينتمي أبو شباب لقبيلة الترابين التي تمتد في جنوب غزة وصحراء النقب في فلسطين المحتلة وشبه جزيرة سيناء المصرية، وقد قضى فترة في سجون غزة قبل الحرب بتهم جنائية.
وخلال محادثة هاتفية، مع أبو شباب للحديث معه عن الاتهامات التي وجهت له، أكد أنهم “يأخذون فقط من المساعدات”، موضحاً أنه وأقاربه لا يعتدون على أحد ولا يقتربون من الطعام والخيام وإمدادات الأطفال.
وبيّن أبو شباب أنه لجأ لأخذ المساعدات بنفسه بعدما يئس من الحصول عليها، موجهاً التهمة لحركة حماس بالسيطرة على المساعدات.
وأضاف: “ليقل أولئك الذين يتهموننا بالعمل مع الاحتلال ما يشاؤون، إن الاحتلال ليست بحاجتنا”.
شهود عيان..
ووفقاً لما أكده أحد التجار لصحيفة "پي دي ان" الاخبارية أن عصابات مكونة من 100 بلطجي وأكثر يستولون على شاحنات المواد الغذائية والمساعدات في الجزء الشرقي من رفح.
وأضاف التاجر :"أنه في وقت مضى، هوجمت حوالي 80 شاحنة من أصل 100 شاحنة إغاثة تابعة لأحد الجمعيات الخيرية وسُرقت البضائع التي كانت بداخلها من قبل رجال العصابة.
وقال التاجر، أن هذه العصابة “قتلت أربعة من السائقين الذين كانوا قائمين على تأمين الشاحنات منذ مايو الماضي، كان آخرهم في هجوم وقع في 15 أكتوبر”، مشيراً إلى أن سائقاً تعرض للهجوم الشهر الماضي لا يزال في المستشفى مصاباً بكسور في الذراعين والساقين.
اتهام موجه بشكلٍ مباشر للاحتلال..
وفي ذات السياق قال مسؤولي الأمم المتحدة :" إن المسلحين ينهبون المساعدات على بعد أمتار من القوات الإسرائيلية دون أن يعترضهم أحد.
كما أفادت 29 منظمة دولية غير حكومية بأن الاحتلال يشجع على نهب المساعدات الإنسانية، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.
وجاء في تقرير مشترك لهذه المنظمات، ومن بينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف "إسرائيل" ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور.
وأضاف التقرير أن "الجيش الإسرائيلي" لا يمنع نهب الشاحنات ولا يمنع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات حينما كان عناصر الشرطة الفلسطينية "يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، فإنهم تعرضوا لهجوم من الجيش الإسرائيلي".
وذكر مسؤولي منظمات الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني وشركات النقل وشهود عيان:" أن هذه العصابات “تعمل بحرية تامة بمناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال”.
عمل أمني موسع ضد العصابات..
وبالوقت ذاته، أفادت مصادر في وزارة داخلية حكومة غزة، بمقتل 20 شخصا من “عصابات لصوص شاحنات المساعدات" بعملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية.
وأضافت المصادر أن “هذه العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا، وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات”، مشددة على أن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص.